سامي جواد كاظم
قبل ان ينتقل اليها المعتصم كانت ارض يسكنها النصارى لكثرة الديار النصرانية فيها ففي سنة 221 للهجرة 836 م قدم المعتصم وهو اصغر ابناء هارون العباسي الى سامراء واشترى ديرا للنصارى باسم دير سامرا ( موسوعة العتبات 1239 وذكر صاحب الموسوعة انه ليس اسمه الحقيقي) ومن ثم بنى السكن لرعيته وكانوا جلهم ان لم يكونوا كلهم من الاتراك والنصارى حيث شاع عن الخلفاء الامويين والعباسيين انهم يستعينون بالنصارى كمستشارين لهم . واما بقية الديارات التي كانت في سامراء وحواليها هي دير مرماري قال الشابشتي " وهذا الدير بسر من راى وهو دير عامر بالرهبان وحوله كروم وشجر وهو من المواضع للنزهة والبقاع الطيبة الحسنة " ( موسوعة العتبات 1241 وعقب عليه الشابشتي هو من اعلام القرن الرابع للهجري لانه سمى سامراء سر من راى )دير السوسي وهو دير مريم بناه رجل من اهل السوس وسكنه هو ورهبان معه فسمي به وهو بنواحي سر من راى بالجانب الغربي ( 1244)دير باشهرا ومعنى با شهرا محل السهر وكذلك تكثر فيها شجر الكروم (1246)دير عبدون وهو بسر من راى الى جانب المطيرة وسمي عبدون لان عبدون اخا صاعد بن مخلد وكان نصرانيا واسلم اخوه واستوزره الموفق 1247)دير صباعي وهذا الدير اقرب الى تكريت وقال ياقوت الحموي فيه مقصد لاهل الخلاعة وذكر اسمه في المعارف الاسلامية دير سعابة وذكره الشابشتي دير ضباعي والصحيح دير صباّعي بصاد مهملة وباء مشددة والمقصود بها القديس شمعون بر صباعي ( 1250)دير العذارى سمي بهذا الاسم لان فيه جواري متبتلات عذارى هن سكانه وقطانه وسمي باسمهن وهو اقرب الى نواحي الدجيل (1252)دير العلث وهناك من زعم انه نفسه دير العذارى وهذا خطا لان العلث قرية على شاطيء دجلة من الجانب الشرقي ، العلث بكسر العين وسكون اللام وثاء مثلثة عُمْرُ نصر وهو من المتنزهات والخاص باللهو وشراب المسكر( 1259)دير مرماجرجيس وهو اقرب الى بغداد منه الى سامراء فلا يعد من سامراء ولكن الخليلي ذكره في موسوعته ( 1260)هذه الديار وكلها تزرع الكروم وهو العنب لانه المادة الاساسية لصنع شرابهم كانت اهلة بالنصارى وقد اخذت هذه المدينة منحى اخر عندما امر المتوكل باحضار الامام علي الهادي وولده الحسن عليهما السلام الى سامراء فمن هنا بدات بذرة التشيع ، يذكر كي لسترنج في كتابه بلدان الخلافة الشرقية " صار جل اهل سامراء من الشيعة بسبب ضريحي الامامين العاشر والحادي عشر علي الهادي وابنه الحسن العسكري وفي جامعها سرداب الغيبة " ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد ص 80 مطبعة الرابطة ص 1954 .وذكر اليعقوبي في تاريخه 3/225 عن وفاة الامام الهادي عليه السلام لما استشهد " كثر الناس واجتمعوا وكثر بكاؤهم وضجيجهم فرد النعش الى داره ودفن فيها ولم يزل التشيع راسخا الى ان حاربه الايوبي واقتفى اثره السلطان سليم العثماني
https://telegram.me/buratha