اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف
عزيزي القارئ اليك اصول الحرية في العقيدة الاسلامية في حلقات من اعداد الشيخ حيدر الربيعاي / مدير مركز البحوث والدراسات الانسانية في النجف الاشرف ومن تاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف
الجهة الثالثة: أنواع الحرّيّة:ذكر السيّد العلامة الطباطبائي (قدس سره) نوعين للحرية هما :الأول: الحريّة التكوينية:وهي أنَّ الإِنسان بحسب الخِلْقة موجود ذو شعور وإرادة له أن يختار لنفسه مايشاء من الفعل.وبعبارة أُخرى: لَهُ في كلِ فعل يقف عليه أَنْ يختار جانب الفعل، ولَهُ أَنْ يختار جانب الترك فكل فعل مِنَ الأفعال الممكنة إذا عرضَ عليه كان هو بحسب الطبع واقفاً بالنسبة إليهِ على نقطة يلتقي فيها طريقان: (الفعل والترك)، فهو مضطر في التلبس والإتصاف باصل الإِختيار لكنه مُختار في الافعال المنتسبة إِليه الصادرة عنه بإِختياره، أي أَنّه مطلق العنان بالنسبة الى (الفعل والترك) بحسب الفطرة، غير مقيد بشيء مَن الجانبين، ولا مغلول، وهو المراد بحريّة الإِنسان (تكويناً).الثاني: الحرّيّة التشريعيّة:وهي لازم الحرّيّة التكوينيّة، بمعنى أَنْ يتقلّد الإِنسان بها في حياته الإجتماعية، لَهُ أَنْ يختار لنفسهِ ما شاء مِنْ طريق الحياة ويعمل بما شاء من العمل، وليس لأحد مِنْ بين نوعه أَنْ يستعلي عليه فيستعبده ويمتلك إرادته وعمله، فيحمل بهوى نفسه عليه ما يكرهه فإِنَّ أفراد النوع أمثال لكل منهم ما لغيره من الطبيعة الحرّة، قال تعالى:(ولايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً مِنْ دونِ الله) .هذا بالنسبة ما للإِنسان بالقياس الى أمثاله مِنْ بين نوعه، وأما بالقياس الى العلل والأسباب التكوينيّة التي أوجدتها الطبيعة الإِنسانية فلاحرّيّة قبالها، فإِنّها تملكه وتحيط به من جميع الجهات.
الجهة الرابعة: أقسام الحرّيّة:وقد قسم الفلاسفة الحرّيّة الى خمسة أقسام:
أولاً: الحرّيّة الطبيعيّة المحصّلة مِنْ طبيعةِ البشر:وهي حقوق الإِنسان، أنْ يستعمل مواهبه وقواه الطبيعيّة والأَدبيّة، مما يرى فيه خيراً له كي يتمم ما خُلِقَ لأجله.ثانياً: الحريّة الجسديّة:وهي القدرة على أنْ يعمل مطلقاً بلا عائق ولا حاجز، ويعاكس هذه الحريّة الأمراض والعاهات والعبودية، وعدم القدرة، والتحكّم والشرائع.ثالثاً: الحرّيّة المدنيّة:وهي المعطاة لكل إنسان كي يستعمل حقوق الإنسان الطبيعيّة، موافقاً شرائع وعادات وطنه وهي تنحصر:(1) ـ الحقوق الجسدية.(2) ـ حقوق التملك الناتج عن حرّية العمل.(3) ـ حقوق النكاح والتربية والوصايا.(4) حرية الضمير، مثل حرية اختيار العمل المراد، التعليم، التملك، البيع، المبادلة، الهبة، الوصية... أي كل من يملك حقوقه الشخصية يقدر أن يعمل هذه الأعمال تبعاً لشرائع وطنه وعاداته.والعبودية والرق ضد الحريّة المدنيّة، حيث العبد، والرقيق مسيّر لا مخيّر، أي كمتاع لا كإِنسان.رابعاً: الحرّيّة السياسيّة:وهي حقوق التدخل في مهام الحكومة وقد انحصرت في حقوق الانتخاب ـ أي يمكن أَنْ يَنتخِبْ ويُنتَخَبْ ـ وفي حرية الطباعة، وفي حقوق الاجتماع، وفي حقوق الضرائب والشكاوي، فالمجرم بكل معانيه الإِصطلاحيّة محروم من هذه الحرّيّة .خامساً: الحرّيّة النفسانيّة أو الأَدبيّة:وهي استطاعته التصميم على أي عمل بعد فحص أسبابه، أي على اختيار واحد من المتضادين أو المتناقضين.
https://telegram.me/buratha