المقالات

الامام الحسن بن علي العسكري ( ع )قدوة وأسوة (الحلقة الاولى )

734 19:45:00 2012-01-30

اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف

عزيزي القارئ اليك سيرة الامام الحسن بن علي العسكري ( ع )قدوة وأسوةفي حلقات من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي / مدير مركز البحوث والدراسات الانسانية ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الاطهار.السلام على الهداة والمجاهدين ..عندما تمرّ بنا ذكرى شهادة أو ميلاد واحد من أئمة الهدى (ع) فنذكر مدى الفجوة بين حياتنا والحياة التي بشر بها الوحي ، وتجلت في سيرة النبي وأهل بيته ( عليه وعليهم صلوات الله ) .والمصيبة الأكبر تتمثل في أن الكثير منا لا يعرف من حياة الأئمة إلاّ النزر اليسير وهل يمكن آنئذ من اتباعهم ، وانتهاج سيرتهم ؟اليوم الثامن من ربيع الأول يصادف ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) النجم الحادي عشر الذي غاب عن أفق الإمامة في مدينة سامراء التي بناها الخلفاء العباسيون ، كمعسكر لجنودهم الأتراك . بعد ان ضجت من عبثهم عاصمتهم الأولى بغداد .الميلاد الكريم========في اليوم العاشر من الربيع الثاني من عام 232 هجرة وفي مدينة الرسول استقبل بيت الإمام الهادي (ع) ثاني أبنائه من امرأة فاضلة ، صالحة كانت تسمى حديث أو سلسل .وبقي في المدينة الى عام 243 ، حيث انتقل مع والده الكريم إلى عاصمة الخلافة العباسية ، سر من رأى ، واستوطن معه في منطقة تُسمى بالعسكر ، ولُقب على أساسها بالعسكري .كما كان يلقب أيضاً بـ : الصامت ، الهادي ، الرفيق ، الزكي ، النقي ، وكانت تعكس هذه الألقاب الخصال الحميدة التي تجلت في حياته ، للناس وكانت كنيته أبا محمد ، والعامة من الناس ، كانوا يلقبونه هو وأباه وجده بابن الرضا (ع) .وكان للإمام أخ أكبر سناً يُسمَّى بـ ( محمد ) عظيم الشأن جليل المنزلة وكانت أنظار أبناء الطائفة ترمقه بصفته الإمام بعد والده ، باعتباره أكبر أولاده ، إلاّ إن الإمام الهادي (ع) ، كان يشير لخواص أصحابه ان صاحب العهد من بعده انما هو أبو محمد الحسن ، وفعلاً قُبض محمد في سن مبكر . ودفن حيث مرقده اليوم بين بغداد وسامراء حيث يتوافد عليه الزوار ويدعون الله هناك فيستجيب لهم كرامة له ولأبائه الطاهرين .وبوفاة السيد محمد - وهذا هو الاسم الذي يشتهر به عند الناس اليوم - عرف الجميع ان الإمام الحادي عشر سيكون أبا محمد الحسن ..ولمزيد من التوضيح قال له الإمام الهادي (ع) عند جنازة محمد كلمته المشهورة :" يا بني أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً ".ولعل ، ما احدث الله له إنما كان نعمة الأتفاق عليه ، وعدم حدوث خلاف حول امامته بعد والده ، بصفته الابن الأكبر بعد وفاة محمد .. وليس الإمامة ذاتها التي هي موهبة إلهية لا ترتبط بالعمر وما أشبه . والدليل على ذلك ان الإمام الهادي كان يشير إلى ذلك من قبل وفاة ابنه أبي جعفر محمد (المعروف بالسيد محمد ) كما ان روايات اخرى أشارت إلى ذلك مأثورة من آبائه الكرام .. لنقرأ معاً بعض تلك النصوص التي اتفقت على محتواها الطائفة وهي ذات دلالة كافية على امامة الإمام العسكري .1- يقول علي بن عمر النوفلي : كنت مع أبي الحسن العسكري ( يعني الإمام الهادي (ع) في داره فمرّ علينا أبو جعفر فقلت له : هذا صاحبنا ؟ فقال : لا ، صاحبكم الحسن.2- يروي علي بن عمرو العطار ويقول : دخلت على أبي الحسن ، وأبنُه أبو جعفر في الاحياء ، وأنا أظن أنَّه الخلف من بعده ، فقلت : جعلت فداك من أخص من ولدك ؟ فقال : لا تخصوا أحداً من ولدي حتى يخرج إليكم أمري قال : فكتبت إليه بعدُ : فيمن يكون هذا الأمر ؟ قال : فكتب إلي : الأكبر من ولدي وكان أبو محمد أكبر من جعفر وهو الذي لقب بعدئذ بالكذاب أو التواب ، لأنه ادعى الامامة حيناً ، ثم تراجع عن دعواه وتاب .. وكان أبو جعفر ، السيد محمد ، أكبرَ أولاد الإمام الهادي ، إلاّ أنه كان قد توفي يومئذ فيما يبدو .وكتب الإمام الهادي (ع) إلى أبي بكر الفهفكي يقول له :أبو محمد ابني أصح آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجة ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخلف ، وإليه ينتهي عرى الإمامة واحكامها فما كنت سائلي منه فاسأله عنه وعنده ما تحتاج إليه .وقد أشار الإمام الجواد (ع) إلى هذه الحقيقة أيضاً حيث جاء في حديث ماثور عن العقر بن دلف قال : سمعت أبا جعفر ، محمد بن علي الرضا ، يقول أن الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده في ابنه الحسن .كما ان هناك روايات مستفيضة تناقلتها الثقاة من أئمة الحديث عن النبي الأكرم (ص) تبين عدد الأئمة الاثنى عشر وأسماءهم وصفاتهم بما لا يدع شكاً عند المؤمنين بان حجة الله البالغة بعد الإمام الهادي كان سيدنا الإمام الحسن العسكري (ع) .وهكذا انتقلت مهام الامامة الإسلامية والخلافة الإلهية إليه بعد شهادة والده الإمام الهادي وله من العمر ثلاث وعشرون عاماً .وكان في سني امامته بقية أيام المعتز العباسي ثم ملك المهتدي ، وخمس سنين من ملك المعتمد .

صفاته وكراماته :==========صفه بعض معاصريه : انَّه (ع) كان : أسمر، أعين، حسن القامة ، جميل الوجه، جيّد البدن ، حديث السن ، له هيبة وجلال .وقد وصف جلاله وعظمة شأنه وزير البلاط العباسي في عصر المعتمد أحمد بن عبيد الله بن خاقان مع انه كان يحقد على العلويين ويحاول الوقيعة بهم ، وصفه كما جاء في رواية الكليني فقال :ما رأيت ولا عرفت ، بسر من رأى ، من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، ولا سمعت بمثله ، في هديه وسكوته وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان ، وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والحظ ، وكذلك القواد والوزراء والكتّاب وعوام الناس ، وما سألت عنه أحداً من بني هاشم والقواد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام ، والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشائخه وغيرهم ولم أر له ولياً ولا عدواً إلاّ ويحسن القول فيه والثناء عليه .ووصفه الشاكري الذي لازم خدمته فقال : كان أستاذي صالحاً من بين العلويين ، لم أر قط مثله قال : وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس قال : وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم . ويغص الشارعُ بالدواب والبغال والحمير والضجة ، فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم . قال فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة ، وهدأ صهيل الخيل ، ونهاق الحمير . وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً لا يحتاج ان يتوقى من الدواب نحفه ليزحمها ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له فإذا أراد الخروج وصاح البوابون : هاتوا دابة أبي محمد ، سكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب ، حتى يركب ويمضي .وأضاف في صفة الإمام ، كان يجلس في المحراب ويسجد فأنام وانتبه وأنام ، وهو ساجد ، وكان قليل الأكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما شاكله فيأكل منه الواحدة واثنين ويقول شل هذا يا محمد إلى صبيانك ، فأقول هذا كله ، فيقول : خذه ، ما رأيت قط أسدى منه .وعندما سجنه طاغية بني العباسي ، وقال بعض العباسيين للذي وكل بسجنه ( صالح بن وصيف ) : ضيّق عليه ولا توسع فقال له صالح : ما أصنع به ؟ وقد وكلت به رجلين شرّ من قدرت عليه ؛ فقد صارا من العبادة و الصلاة إلى أمر عظيم . ثم أمر باحضار الموكلين . فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل ، فقالا له : ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كله ، ولا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا . وداخلنا مالا نملكه من أنفسنا .وقد كان الجميع يعرفون قدره ومدى كرامته على ربه حتى ان المعتمد العباسي حينما بويع بالخلافة في تلك الظروف المضطربة التي لم يكن يلبث الخليفة سنة أو بعض سنة جاء إلى الإمام العسكري (ع) وطلب منه الدعاء له بالبقاء عشرين سنة وكان عنده تلك المدة طويلة جداً بالقياس إلى من سبقه فقال (ع) مدّ الله في عمرك فاجيب وتوفي بعد عشرين عاماً .هذه واحدة من كرامات الإمام (ع) وقد حفلت كتب الحديث بكراماته التي تفيض عن حدود هذا الكتاب المختصر وإنما نسوق بعضها لنزداد معرفة بحقه ، وبأن أئمة الهدى نور واحد من ذرية طيبة بعضها من بعض اصطفاها الله لبلاغ رسالاته واتمام حجته ، واكمال نعمه علينا ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوحیدر النائب
2012-01-31
لسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْـمُؤْمِنينَ وَوارِثَ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك