المقالات

دروس في الأخلاق الصدق (الدرس الاول)

1281 09:32:00 2012-01-31

اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف

دروس في الأخلاق الصدق (الدرس الاول)الشيخ حيدر الربيعاوي / مدير مركز البحوث والدراسات الإنسانية النجف الاشرف

الصدقوهو: مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية، والمزايا الخلقية، لخصائصه الجليلة، وآثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع.فهو زينة الحديث ورواؤه، ورمز الاستقامة والصلاح، وسبب النجاح والنجاة، لذلك مجّدته الشريعة الاسلامية، وحرضت عليه، قرآناً وسنةّ.الايات القرانية الدالة على الصدق 1-قال تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين). (الزمر: 33 - 34)2-وقال تعالى: (هذا يومُ ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبداً). (المائدة: 119 )3- وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه، وكونوا مع الصادقين).(التوبة: 119)الروايات الدالة على الصدق1-قال الصادق عليه السلام: (لا تغتروا بصلاتهم، ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن إختبروهم عند صدق الحديث، وأداء الأمانة).2- وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: ( زينة الحديث الصدق).3- قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إلزموا الصدق فإنّه منجاة).4- قال الصادق عليه السلام: (من صدق لسانه زكى عمله).أي صار عمله ببركة الصدق زاكياً نامياً في الثواب، لأنّ اللّه تعالى (إنّما يقبل من المتقين) والصدق من أبرز خصائص التقوى وأهم شرائطه.مآثر الصدق:=======من ضرورات الحياة الاجتماعية، ومقوماتها الأصلية هي:1-شيوع التفاهم والتآزر بين عناصر المجتمع وأفراده، ليستطيعوا بذلك النهوض بأعباء الحياة، 2- تحقيق غاياتها وأهدافها، ومن تم ليسعدوا بحياة كريمة هانئة، وتعايش سلمي.وتلك غايات سامية، لا تتحقق إلا بالتفاهم الصحيح، والتعاون الوثيق، وتبادل الثقة والائتمان بين أولئك الأفراد.وبديهي أنّ اللسان هو أداة التفاهم، ومنطلق المعاني والأفكار، والترجمان المفسر عمّا يدور في خلَد الناس من مختلف المفاهيم والغايات، فهو يلعب دوراً خطيراً في حياة المجتمع، وتجاوب مشاعره وأفكاره.وعلى صدقه أو كذبه ترتكز سعادة المجتمع أو شقاؤه، فإن كان اللسان صادق اللهجة، أميناً في ترجمة خوالج النفس وأغراضها، ادىّ رسالة التفاهم والتواثق، وكان زائد خير، ورسول محبة وسلام.وإن كان متصفاً بالخداع والتزوير، وخيانة الترجمة والاعراب، غدا رائد شر، ومدعاة تناكر وتباغض بين أفراد المجتمع، ومعول هَدمٍ في كيانه.من أجل ذلك كان الصدق من ضرورات المجتمع، وحاجاته الملحة، وكانت له آثاره وانعكاساته في حياة الناس.3- نظام المجتمع السعيد، ورمز خلقه الرفيع، ودليل استقامة أفراده ونبلهم، والباعث القويّ على طيب السمعة، وحسن الثناء والتقدير، وكسب الثقة والائتمان من الناس.4- له آثاره ومعطياته في توفير الوقت الثمين، وكسب الراحة الجسمية والنفسية.فإذا صدق المتبايعون في مبايعاتهم، ارتاحوا جميعاً من عناء المماكسة، وضياع الوقت الثمين في نشدان الواقع، وتحري الصدق.وإذا تواطأ أرباب الأعمال والوظائف على التزام الصدق، كان ذلك ضماناً لصيانة حقوق الناس، واستتباب أمنهم ورخائهم ,وإذا تحلى كافة الناس بالصدق، ودرجوا عليه، أحرزوا منافعه الجمّة، ومغانمه الجليلة.وإذا شاع الكذب في المجتمع، وهت قيمُه الأخلاقية، وساد التبرم ,والسخط بين أفراده، وعزَّ فيه التفاهم والتعاون، وغدا عرضة للتبعثر والانهيار.أقسام الصدق:للصدق صور وأقسام تتجلى في الأقوال والأفعال، واليك أبرزها:1 - الصدق في الأقوال، وهو: الإخبار عن الشيء على حقيقته من غير تزوير وتمويه.2 - الصدق في الأفعال، وهو: مطابقة القول للفعل، كالبر بالقسم، والوفاء بالعهد والوعد.3 - الصدق في العزم، وهو: التصميم على أفعال الخير، فإن أنجزها كان صادق العزم، وإلا كان كاذبه.4 - الصدق في النيّة، وهو: تطهيرها من شوائب الرياء، والاخلاص بها الى اللّه تعالى وحده. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2012-01-31
مع الاسف الشديد فان هذه الصفة الحميدة والخلق الرفيع مستوحش من قلة حامليه ان نقيض الصدق قد استشرى في قلوب البعض وباعلى مايمكن من الحياكة والنسج كم اتمنى ان يتم التركيز على هذا الموضوع في الفضائيات والمنابر وغيرها لاننا في ازمة. وتبارك الله احكم الحاكمين لو يطلع البعض على مايحوكه الكذابون ومن مختلف الشرائح لشاب راسه ولفقدت الثقة.. والمصيبة ان الاحتمالات التي نحتملها للبعض تستغل لكي يسرح ويمرح الكذابون في غشهم وخداعهم وسرقاتهم ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
مراقب
2012-01-31
كفانا التزاما للصدق ولو في العموم لا في المطلق المطلوب ان يكون مضاده الكذب وهو الافة التي تؤدي في النهاية الى الكفر ومن ثم الى النار والعياذ بالله الصدق فيه رفعة دنيوية واخروية جزيتم خيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك