المقالات

الشبوط والهر ..جديد أعداء كربلاء

1119 10:40:00 2012-02-01

• بقلم: علي لطيف الدراجي.

عندما نتنفس عبق كربلاء فأننا ننتشي بروح البطولة وصبر الخائضين في المنايا وعزم الرجال في سوح الوغى يوم تشابكت السيوف وتعالت صرخات الحق بوجه الغارقين في كؤوس الخمر والطائعين لإرادة تجار الحروب والدماء وعندما نذكر الإمام الحسين(ع) والصرعى من امة ركلت الدنيا بكلتا قدميها وتشبثت برداء ابي عبد الله الحسين(ع) وهو يلاقي رب العزة والجلال فإننا ننكس الرؤوس ونلقي بأجفاننا الى الأرض لنرقب دمعات العيون وهي تهطل على نيران جهنم.في كربلاء ارتسمت الآهات على كثبان رمالها وروت لنا عنفوان ابي الفضل العباس(ع) وسمو الثائرة العظيمة زينب(ع) وشموخ الاكبر والقاسم واخوة العباس والصحابة من اولي البأس والقوة ، ونساء وقفن كانخيل الباسقات وهن يودعن احبائهن الى مسك الختام مخضبين بدماء الشهادة.كربلاء .. لديها المزيد من الدروس لتلقيها على مسامع الأمم والشعوب ليتعلموا كيف يكون الموت سبيلاً الى الخلاص والتحرر ، وكيف تتكلم الدماء فتكتب بلونها الأحمر عهداً جديداً لايعلو فيه مستبد برأي او حكم.كربلاء.. لازالت مثار خوف الطغاة وسفلة الأرض والمنعمين بعطايا الشيطان وهو يغدق عليهم بزفراته في كل حين من اصحاب الضمائر الرخيصة الذين لايعرفون طريق الحق كأسلافهم ممن سألوا ابن زياد: كم تعطينا ؟ لكي يشتروا سعير جهنم.ومنذ ذلك اليوم وكربلاء في مرمى حقدهم وجورهم فالتجأوا الى شتى اساليب الخبث فذبحوا وفجروا ولم يتركوا وسيلة لضرب قيم ثورة الطف الا واستخدموها ، واصرارهم الدائم على مواصلة هذه الحرب هو تعبير حقيقي لما تكنه انفسهم من ضغينة توارثوها عبر السنين ، ضغينة ولدت من تلك الأرحام المشبوهة وحملت الى يومنا هذا ماركة(اللقطاء) التي تهدر الدماء وتذبح الإنسانية لأنها لاتعلن الولاء الا لبيت الإمام علي بن ابي طالب(ع).الى اليوم لازالت قضية الإمام الحسين(ع) تستباح بشكل معلن ومكشوف من تافه هنا ونكرة هناك ، غير مدركين قوة كربلاء وماذا فعلت عبر تاريخ حافل وطويل بكل الجبابرة المتوهمين بأنهم قادرين على اخماد لهيب عشق كربلاء في نفوس المحبين.ارادوا ان يزيحوا كربلاء من الوجود فأصبحت وطناً ليس له حدود ، وارادوا ان يزيحوها من القلوب فزرعوا ادوات الموت فتناثرت الأجساد وكبر العشق فخلق التحدي ، وجاءت الملايين مشياً على الأقدام في طريق وصف بأنه(طريق الموت) فأدرك المؤمنون بأنه طريق الجنة ليمتلئ بطالبي الحياة وهم يرددون(يفجرونه ونصيح حسين).في اربعينية الخلود وملحمة العشاق فتحت كربلاء راحتيها ومدت شرايين كبريائها لتستقبل الجموع وهو يدوسون على النوائب وارادة المجرمين ليصلوا الى قلاع المجد فيجدوا عظيماً واقفاً كاطود والجراحات تلوح في جسده الدامي كالأزاهير ، وترنو الأبصار الى قربة تنزف وفاءاً وهي مرميةً الى جنب بطل يلوح بالتحية من روح مترعة بالولاء ، هذه كربلاء ومن يقف امامها فهو دون شك عابث يروم الهلاك وجهنم لن ترفض طالبيها لأنها مأوى للمارقين.في حكومة نسيت نفسها ونسيت رعيتها والتجأت الى حسابات خاصة لاعلاقة لها بالحكم وادارة البلاد ، فترهلت وغفت في طرقات جهلها وسمحت بكل جرأة لأشخاص تافهين ان ينالوا من قضية الإمام الحسين(ع) وزائريه كما سبق ان سمحت لبضعة شراذم ان ينالوا من منبر العز والشموخ منبر ابي الضيم(ع) ، واصبحنا اليوم على موعد دائم مع مثل هكذا السنة واقلام خسيسة ان تتطاول على رمز الأحرار وعنوان الثورة وتسخر من ضيوف كربلاء.محمد عبد الجبار الشبوط هو اخر(العنكَود) ممن اعطى الحق لنفسه والأذن لسلطة عمله كمسؤول في شبكة اعلامية بعيدة كل البعد عن الإسلام وتتجاوز على الإرادة الصلبة لعشاق الإمام الحسين(ع) الذين علموا الدنيا بأكملها ومنهم(الشبوط) بأنهم ثورة على كل اشكال العنصرية والطائفية والتمييز ، ففي كربلاء شاهدنا الشيعة والسنة والكورد والتركمان والمسيحيين والصابئة في تمازج عظيم وقوي يسيرون سوياً نحو ذروة العلياء ، كما شاهدنا الأبيض والأسود وشتى الجنسيات من كل القارات ، لم يبرزوا هوياتهم ولاحتى جوازات سفرهم ، لأن(فيزا) حبهم هو الإمام الحسين(ع) ونور نهضته الإصلاحية التي تشع كقنديل من الأرض الى السماء.واذا كان الإستعراض العسكري الذي اقيم مؤخراً يحمل في طياته رسالة الى كل من يتجاوز على سيادة العراق مستقبلاً من جيراننا القريب والبعيد ، فأن العرض العسكري الذي شهدته كربلاء ولم تشرف على تنظيمه اية وزارة ذات اختصاص كما لم تدفع له اية جوائز ولا مكافأت كان هو الرسالة التي ضربت العمق الحيوي لأعداء ابي عبد الله الحسين(ع) داخل العراق وخارجه وطعنت اكبادهم بكلمتي(لبيك ياحسين) كلمتان تغنيان عن كل البزات العسكرية والأليات والطائرات لأنهما يصدحان من الحناجر الوفية.ابرز الشبوط في مقالته وبناء على ماصرح به محافظ كربلاء بأنه حريص على المال العام لأن زوار الإمام الحسين(ع) قد اضروا كثيراً بالممتلكات العامة وهذه الزيارة تسببت بخسائر مادية قدرها 100 مليون دينار !! ويريد ان يقول بأن البعض يفتقد الثقافة ويعبث بكل شئ ، ولكن الحديث عن المال العام كان من المفترض ان يأتي من شخص حريص على هذا البلد بأمتياز ، لأننا نعيش في هذا البلد ونعرف كل مايدور في اروقة هذا الجهات الإعلامية من هدر للأموال ومن اختلاسات وسرقات وميزانيات كبيرة تصرف على برامج هابطة لاتخدم المجتمع والمواطن وباتت العراقية وغيرها رقم مكمل لفوضوية الاعلام في العراق بعد ان غاب الرقيب.ومتى ماوصل الشبوط بأعلامه هذا الى المرحلة الشبه مثالية عندئذٍ يتحدث عن المال العام ، فالكثير من قبله تحدث عن هذا الموضوع وبعد فترة من الزمن وجدناه سرق حتى(ابطانة جيب الوطن) ناهيك عن الإيفادات والسفرات والفلل والمنتجعات والسهرات والليالي الحمراء في اماكن ماانزل الله بها من سلطان.والطريف في هذه المقالة ان(الشبوط) يكسر ويجبر فتارة يؤيد بخجل الفتاة ماعبر عنه(الهر) في تصريحه وتارةً يتعاطف مع هذه الشعائر لأن الدستور لايعارض ولايحظر مظاهر الحزن على ابي عبد الله الحسين(ع) كما كان يفعل النظام الديكتاتوري السابق ، متناسياً ان مثل هكذا كتابات هي في تعداد سلسلة الهجمات المتواصلة على نهج اهل البيت(ع) وعلى وجه الخصوص قضية الحق المستباح في كربلاء ، ولكن هذا النوع يعد الأخطر لأن عدو كربلاء يعلن عن هويته(كسفاح) دون تردد ، اما تسخير وسائل الإعلام لضرب هذه القضية فهي السرطان الذي يستشري بلا رحمة ، والحديث عن الدستور واعطاء الفرصة للقيام بهذه الشعيرة وتلك فهو كلام لم يعد له قيمة لأن الدستور ليس بصاحب فضل على هذا الإمام العظيم ومعزيه اليوم وغداً. وتصريح محافظ كربلاء الذي مهد الطريق لمثل هكذا اقلام تهدد المشروع النهضوي لثورة الطف الخالدة فهو تجني قاسي على زائري كربلاء ، فما كان على المحافظ ان يطلق هذا الكم من العبارات التي لاتنم عن حرص محافظ تقع على عاتقه مسؤولية محافظة مهمة مثل كربلاء ، فهو ليس كغيره من المحافظين لأن مسؤوليته تتجاوز حدود السلطة الإدارية كونه محافظاً لمدينة الإمام الحسين(ع) وعليه ان يكون محافظاً على هذا الأسم بما يحمله من شرف وسمو والق تعجز عن وصفه الألباب ، فهو محافظ لترعة من ترع الجنة ، ولكن يبدو ان المناصب و(الأبهة) التي يجلبها الكرسي اللعين قد انست هذا المحافظ وغيره كيف يتكلم والى من يوجه هذا السيل من الأتهامات.واذا كان البعض من الزائرين قد اخطأ في لحظةٍ ما او صاحب موكب قد لجأ الى ايقاع الضرر برصيف او شارع او حتى المجاري والمقرنص على حد قوله فهذا امر طبيعي نتيجة الحشد المليوني الذي شهدته المدينة ، وان كان هذا الأمر قد تحقق فعلاً فهذه هي مسؤوليتك كمحافظ وعليك ان تمارس مسؤولياتك بدون(اف) فهؤلاء الزوار لم ياتوا الى بيتك ولم يأتوا لرؤيتك ولم يكونوا بأنتظار(صينيتك) لأنهم كانوا مدعوين عند ابي الضيم(ع) وعلى مائدته التي لاتنضب ، اما الأوساخ والأضرار التي ظهرت هنا وهناك فأنا شخصياً اتشرف بجمعها كما انه شرف عظيم فيما لو خرجت كمحافظ وتشترك مع الناس في تنظيف مدينة عظيمة مثل كربلاء ، وان تتنفس اريج التراب الذي ارتفع وسط حشد الزائرين وهم يحثون الخطى الى موئل المظلومين.انت وغيرك لاتضيفون شيئاً الى كربلاء ، بل كربلاء هي من تضيف اليكم ، وكيف يمكن ان نقارن بين الالق وبين شبوط لايبصر الحقائق ، يريد بعد قرون طوال ان يشاطر المتوكل عتوه ، ويقاسم سلاطين الفجور وعشاق الكراسي ذلك الجور بكل الوانه. واذا ظهر بالأمس القريب عرعور ودعبل ، واليوم تعرفنا على الهر والشبوط ، وربما غداً يأتي الينا الواوي والدعلج والنملة ، فيجب ان يعلم الجميع بأن كربلاء خط احمر وبركان غضب يزيح من امامه كبريات الدول ولكن كيف سيكون مصير من هو هر وشبوط !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بصراوي
2012-02-02
لا اقول شي واحد من علامات الظهور هيه دوله بني العباس الثانيه وهذا نتاجها شبود وهر ولكن يابو ان يمسو زوار الحسين ان من يحاول ان يطعن بزياره الحسين ع بان يقول المقرنص خرب فهو يبحث عن كلام لكي يحاول اعاده الترميم لشي فقثط عليه اكياس قمامه لكن ةهو يتكلم لكي يفهم اميرهم الكبير ببغاداد اننا سوف نسرق بطرريقه غير مباشره بحجه الزوار وما الشبوط فاذهب واسال اصغر موظف بالعراقيه وسيريدك الفساد والانحطاط والسرقات العلنيه برنامج شعر لايقدمشي لنا وتصرف الملايين عليه فويل لدوله بني العباس الثانيه(دوله القانون)
المغترب النجفي / كندا
2012-02-02
الشبوط يسبح عكس التيار الحسيني لكي يرضي زعيم البتريه ويكسب وده والهر يهرول الى الوراء ويحسب نفسه ذيب أمعط وما هو الا هر متهرهر أجرب يبكي وينباكا على حفنه من الاموال لعلها تنزل بجيبه المخروق اللهم ابتر البتريه بترا ببتارك وخلص بلد علي والحسين من اعدائك
هادي العامري\\اعلامي
2012-02-01
لكم الحق ايها الهر والشبوط نعم الحق كل الحق من الامتعاض وان تستشيط غضب لانك بحثت في مزابل ونفايات كربلاء بعد الزيارة الميمونه لتجد قطعة لحم او شحم لتسد رمقك بها فلم تجد اما صاحبك الشبوط فقد سمع عن كل الوجبات المقدمه من قبل خدمة الحسين ع الى الزائرين فلم يسمع انهم قدمو ا وجبات من الشبوط لاشوي ولاقلي اسوة ببقية الاسماك والعتب هنا ليس على خدام الحسين ع بل العتب على الشبوط الذي انقرض من الانهار والبحيرات (يريدون ان يطفئوا نور الله ............)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك