المقالات

امرأة حسينية جديرة بالتأسي

1143 13:26:00 2012-02-03

حسن الهاشمي

أي إرادة وأي عزيمة وأي إصرار وأي إقدام قادر على أن يحرك ملايين المحبين لا يعبأون بذلك من إرهاب أو برد شتاء أو حر صيف، ولا يألون جهدا إلا ويبذلوه ولا يزدادون إلا إيمانا فينساهم التعب والنكد وربما الآلام لاسيما لأهل الزمانة والبلوى منهم، أي طاقة يستمدونها وأي قدرة يكتسبونها من ذلك الإصرار المتواصل لتجديد العهد مع إمام الهدى والفرقان؟!.ينقل لي أحد الإخوة الموثقين بأن امرأة مع ابنها الشاب انطلقا مع جموع المنطلقين لزيارة الحسين عليه السلام في اربعينيته الخالدة، وفي الطريق وبينما كان ابنها يسبقها في المسير وإذا بالانفجار المدوي يحصد عشرات المشاة بين شهيد وجريح وكان ابنها الوحيد من بين الشهداء، وما أن أخبروها بنبأ استشهاد ابنها حتى تلألأ وجهها فرحا بأن ابنها ذهب شهيدا على درب الحسين عليه السلام، وقالت بضرس قاطع بأن ابنها فداء لأم البنين إيفاء ولو بالنزر اليسير لتضحيات تلك المرأة الصابرة المجاهدة عندما افتدت الإمام المفترض الطاعة بأولادها الأربعة، وعندما طلبوا منها الرجوع إلى بيتها لتشييع وتأبين ابنها الشهيد فإنها أبت ذلك قائلة: لابد من تكملة المسير والذهاب إلى القبر الشريف للمولى لتجديد العهد وإبلاغ سلامي وسلام ابني الشهيد لإمام الشهداء والصديقين، ودعت من كان معها من معارفها بترتيب شأن الجنازة!!أي نوع من الإيمان هذا، أليست هذه المرأة المؤمنة الصابرة جديرة بالتأسي والإقتداء؟! أليست هذه المرأة هي من تتشفع للمؤمنين في يوم الجزاء؟! أليست هذه المرأة هي من تعطي البشرية دروسا في الجهاد والفداء والإباء؟! أليست هذه المرأة هي من ترد كيد الفجار والإرهابيين إلى نحورهم بسبب ما تحمله من روحية عظيمة معطاء؟! ماذا يظن أولئك الذين ختم الله على قلوبهم بعملياتهم الجبانة ضد زوار الإمام الهمام؟! هل يستطيعون الوقوف أمام السيل العارم من كل تلك المناقبيات والأخلاق والهمم العالية ولا علو الجبال الشاهقات؟! أين هم من تلك الروحيات المفعمة بالإيمان والمسترسلة بالمعنويات التي تهب الجسد والروح طاقة معنوية خالدة لا يمكن لأي قوة في الأرض النيل منها ولو استخدموا بذلك كل آلات التقتيل والإبادة والتهجير والتهميش؟! أنى لهم مقارعة الفكر النير بالمكر والخداع والوقيعة؟! وأنى لأساليب الشيطان أن تنال من هكذا عزائم راسخة وشوق للقاء الحبيب لا يعبأ بشيطنة المجرمين بل لا تزيده إلا إصرارا وعزيمة وتوكلا على مواصلة الدرب، درب الشهادة والشهامة والإصلاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن عراقي
2012-02-05
السلام عليكم هذا هو درب الحسين عليه السلام درب الشهادة والتضحية ضد طاغية فاجر باطل فمن سار بدرب الحسين عليه السلام نال الشهادة هنيئا لمن يستشهد في مثل هذه المناسبة ولمثل هذه الام الاجلال والاكرام والعزة وأجرها عند الله كبير
عبد الله
2012-02-05
الله يعلي مراتبها في الدنيا والاخرة.... ويأجرها خيرا بابنها الشهيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك