فراس الغضبان الحمداني
يبدوا إن ساعة الرحيل لنظام بشار الأسد قد اقتربت ومعها ستقترب الذئاب التي التهمت الثور الأبيض السوري لالتهام آخرين مازالوا على قائمة الانتظار .
نعم ليس هنالك من يشك بدكتاتورية البعث وعنجهية ابن الأسد ولكن أيضا ليس هناك من شكوك بان البديل سوف لن يكون ربيعيا لأنه ليس من المعقول إن تأتي اللحى السلفية المتسربة والعقول المتخلفة بنظام ديمقراطي كونها لا تنتج الا العقارب والأفاعي وخير دليل طالبان أفغانستان وباكستان والمئات من الذين تجندهم السعودية وقطر وتزودهم بأحزمة ناسفة لاغتيال الحياة في العراق وفي كل مكان تظهر فيه حضارة أو تنتج ديمقراطية فهذا الربيع في مصر وتونس سرقوه وتحولت مصر الحرة ومنبع الثقافة والانفتاح إلى جمهورية سلفية استولت الخفافيش على مقاعد البرلمان فيها .
إن العصابات السلفية التي هيمنت على العملية السياسية ببركة الدولارات الأمريكية السعودية القطرية ستحول مصر إلى بؤرة للتطرف تساندها مليشيات قادمة للحكم في ليبيا واليمن وسيكون أخطرها ما يصل إلى سدة الحكم في سوريا وسوف يكون مخلبا بيد السلطان العثماني اوردكان في ظل مخطط أمريكي أوربي صهيوني خليجي يريد إن يدخل المنطقة في حرب طائفية تشابه ما كان يحدث في زمان الإمبراطوريات الفارسية والخلافة العثمانية وتجديد معارك الصفويين مع العثمانيين والتي كانت ساحتها دائما العراق والمنطقة العربية .
إن نظرية المؤامرة على سوريا هذه المرة وكما قلنا في مقال سابق تأتي ردا على احتمال نشوء الهلال الشيعي ولكن الحصيلة النهائية ستكون عودة التيار السلفي الذي زرعته في البداية أمريكا في أفغانستان لإبعاد السوفيت والحكم الشيوعي والذي انقلب عليها وكبدها خسائر فادحة قبل إن يتصالحوا على ضوء نظرية مفادها إن ( عدو عدوي صديقي ) ويبدوا إن التيار السلفي الذي يريد إن يقسم العراق والأمة العربية ويشن حربا طائفية لقتل الشيعة كونهم أكثر خطرا من إسرائيل ومعهم إيران طبعا ، وقد اتفق هذا الاتجاه مع سياسة بايدن ونظريته حول تقسيم العراق حسب العروق والمذاهب وتطابق معهم حليفهم التركي والزعامة الكردستانية .
إن الحلقة الأولى لتنفيذ هذا السيناريو يتمثل بالحلقة الذهبية لهذا المسلسل الطويل ستكون سوريا لان سقوطها تحت مطرقة السلفيين والعثمانيين معناه خنق حزب الله وانتهاء المقاومة أو إشعال الحرب الأهلية في لبنان بعد ذلك سيكون الاتجاه لحرق جمهورية إيران وسيكون العراق بين المطرقة والسندان .
واليوم من حقنا إن نتساءل هل إن سقوط سوريا واقتراب ساعتها سيكون نهاية للمسلسل الإسرائيلي التي تتولى إخراجه وتمويله قطر والسعودية ..؟ أم إن تل أبيب هي التي ستتولى إخراج الحلقة الأخيرة والمهمة في هذا المسلسل المثير الذي يحمل عنوان ( السلفيون قادمون إلى دمشق ) وهذا من حتميات التاريخ سنرى فيها سقوطا دراماتيكيا كوميديا لآل سعود وال الصباح وال ثاني وال ثالث ولا آخر ما تبقى من ملوك وأمراء ورؤساء وشيوخ تعفنت خلفياتهم على كراس الحكم ولا يسمع الشعب منهم الا ( ....... ) والحليم تكفيه الإشارة دون الحاجة لذكر العبارة .
https://telegram.me/buratha