المقالات

لكل شئ أجر فما هو أجر من هدانا الى الإسلام

738 07:53:00 2012-02-11

خضير العواد

نحتفل هذه الأيام بمولد سيد الكائنات وحبيب إلله العالمين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وأله وسلم الذي رسم لنا طريق الهدى والجنان وحذرنا من سلك طريق الضلال والنيران فضحى ما ضحى وأُذية ما أوذي من آجل هداية الأنسان وجعله يعيش بكرامة وسعادة وسلام , فأحتفالنا بهذا اليوم ينبع من الأعماق لأن بمولده تجلى الحق وأنتصف المظلوم من الظلّام وقوت شكوتنا على جميع العدوان وأصبحنا أمةً يشار لها بالبنان لأن بمولده عرفنا الطريق الذي يجمعنا الى فضائل الأخلاق وعرفنا عبادة القهار فحوى وجودنا ومنه (ص) تعلمنا كل تعاليم ديننا ولم يترك صغيرةً أو كبيرةً بدون تبيان .بمجرد أن تحدث فترة زمنية تغيب فيها الرسالات السماوية فأن البشرية تنجرف الى أسفل درجات الإنحطاط في كل شئ بل تصل حتى الى التوحش فمثلاً الفترة التي سبقت نبوة خاتم الأنبياء (ص) الى عيسى (ع) لم تتجاوز 570 سنة حيث يقول الله سبحانه وتعالى (لقد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل)...(1) وهذه الفترة أطول فترة تغيب فيها الرسالات السماوية من آدم (ع) الى عيسى(ع) حيث يقول الله سبحانه وتعالى ( ثم أرسلنا رسلنا تترى)...(2) فهذه فترة الفراغ التي حدثت قبل نبوته (ًص) قد غرق الناس فيها بالظلمات والأنحرافات عن جادة الحق وعبادة إلله الواحد القهار فتبين لرسول الله (ص) إن البشرية في خطر كبير حيث ستغيب النبوة والرسالات لآلاف من السنين بل والى يوم القيامة لذا فأنه تحمّل هموم ومسؤولية إنقاذ البشرية وأنتشالهم من القاع ورفعهم الى أعلى الدرجات حتى بعد غيابه والى قيام الساعة , ولقد جنّد لذلك جميع طاقاته صلوات الله عليه وأستخدم جميع ما يمتاز به من خصال حميدة ( أخلاق وشجاعة وأدارة وسياسة وأقتصاد ) لتحقيق هذا الهدف العظيم الذي عجزت عنه جميع الرسالات السماوية (124 ألف نبي) وخلال آلاف السنوات من العمل المتواصل والمتكامل بعضه ببعض حتى كاد أن يكون من المستحيلات ولكنه (ص) حقق هذا المستحيل خلال 23 سنة فقط من رسالته بهمته الجبارة وحلمه وصبره العظيمان وتحمله للصعاب الجسام وتخطيطه المتكامل الدقيق ولكن لم يكن ذلك سهلاً بل تحمل المتاعب والمضايقات العظام حيث قال رسول الله (ص) (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت ) .....(3) وحمّل نفسه الكثير من التعب والشقاء حتى قال الله (طه ما أنزلنا عليك القرأن لتشقى إلا تذكرةً لمن يخشى)...(4) وواصل جهوده رغم العقبات والأخطار ورغم إخبار الله سبحانه وتعالى بعدم إيمان هؤلاء قال تعالى (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)..(5) وقال تعالى ( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل)....(6) ولكنه حقق ذلك المستحيل بالرغم أنه لم يكن من مسؤولياته قال الله سبحانه وتعالى (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)...(7 ) وقال تعالى ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين )...( 8) وإنه بنفسه كلف نفسه ذلك من كلمة جاءكم في هذه الأية قال تعالى (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم)...(9) لذا فأن هداية البشرية والسعادة التي حصلوا عليها الى يوم القيامة والتي سينالوها في الآخرة سيكون فضلها جميعاً للنبي (ص) لذا فكل ما نقدمه لرسول الله (ص) لا يوافي جزء يسير من معاناته التي وصفها المولى عزة قدره بالشقاء من أجل أن يصل إلينا الإيمان ويبعدنا من الضلال بالرغم من الفترة الزمنية الطويلة التي تفصلنا عنه (ص) ولكنه بالرغم من ذلك لم يطلب الآجر والثمن بل طلب المودة والمحبة لآهل بيته سلام الله عليهم قال سبحانه وتعالى ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)...(10)وعن أبن عباس (أنها لما نزلت هذه الأية قالوا من قرابتك هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم قال (ص) (على وفاطمة وولدهما )...(11) , لذا فما نقدمه من فرح وسرور في يوم مولده (ص) لن يكن بالمستوى المطلوب , لأن هذا اليوم الذي من خلاله حصلنا على طريق الهداية والصلاح وقربنا الى السعادة والجنان فما نقدم أو نعطي فلا يساوي أو يعادل جزء يسير من الحياة الآبدية المملؤة بالسعادة التي تنتظرنا إنشاء الله أي بمعنى أخر إن هذا اليوم هو بمثابة طوّي صفحة سوداء مملؤة بالضلال والشرك والإنحطاط من تاريخ البشرية بصفحة مملؤة بكل الطرق التي توصلنا الى السعادة والخير وأهم هذه الطرق هو محبة وموالاة أهل البيت عليهم السلام وهذا هوالأجر الحقيقي الذي طلبه منا رسول الله (ص) أن نؤديه إتجاهه فبألإضافة الى الفرح والسرور الذي نبديه في هذا اليوم العظيم يجب علينا أن نظهر محبتنا وولائنا لأهل البيت عليهم السلام فهذا العمل الذي يفرح رسول الله (ص) أكثر وأكثر لأن فيه نجاتنا وسعادتنا وهذا ما كان يبتغيه رسول الله (ص) لنا . (1)سورة المائدة آية 19, (2) سورة المؤمن آية 44 , (3) بحار الأنوار ج39ص59 , (4) سورة طه آية 1-3 ,(5) سورة يوسف آية 103 ,(6)سورة النحل آية 37 ,(7) سورة الرعد آية 40 , (8) سورة النور آية 54,سورة آية 18 , (9) سورة آية 128 , (10) سورة الشورى آية 22 , (11) تفسير جوامع الجوامع- الشيخ الطبرسي ج3ص283

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-02-13
اكثر الناس حبا للمصطفى هم اتباع اهل البيت حيث يصلون عليه جماعة عند ذكر اسمه
مراقب
2012-02-12
الاصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح هذا ما ينتظره رسول الله ص فمشروعه قد تهدمت فيه صوامع واركان لابد من النهوض بها على القدر ولو بسيط جزيتم خيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك