قلم : سامي جواد كاظم
القران الكريم معجزة الرسول الخالد الى يوم الدين واحد الامتيازات التي يتصف بها القران هي البلاغة الرائعة التي تضمنتها كلماته الاعجازية وعند الاستفسار عن سبب هذه البلاغة سياتينا الجواب بانه نزل بلغة القوم الذين كانوا يحسنون اللغة العربية بشكل رائع وكان صغيرهم شاعر وكبيرهم فطحل ونسائهم بليغات وهذا الامر هو الذي جعل العرب ينقادون لكلمات القران الرائعة ، وفي نفس الوقت جاء القران ليوقف الحالات الشاذة للغة العربية التي يبتدعها العرب في كلامهم بحيث ان القران اصبح مصدر رئيسي للغة العربية .ومن هذا المنطلق نجد ان كل من اشتغل في مجال الثقافة ـ ناشر وقارئ ـ يستخدم ويجيد اللغة العربية الفصيحة وبكل حيثياتها وعلومها ، والباحث الذي يريد ان يتزود او يبحث عن الخطاب الاسلامي فلابد له ان يجيد اللغة العربية الفصيحة حتى يعلم ماهية الثقافة الاسلامية .اليوم انتشرت ثقافة وبشكل ملفت للنظر الا وهي الشعر الشعبي هذه الثقافة وما يترتب عليها من مخاطر تمس فضاء الثقافة يستطيع اي فرد ان يقتحمها ، قد يعترض البعض ممن يشتغل بهذه الثقافة ليقول ان للشعر الشعبي ضوابط ، ولا اختلف معه ولكن مهما تكن هذه الضوابط فانه بامكان الشاعر الشعبي ان يضيف ضابطة اخرى حسب ما يريد، ومن جانب اخر ان الكلمة العامية تغير كثيرا من معنى وجمالية الكلمة الفصيحة هذا ناهيك عن عدم الدقة في المضمون التاريخي لمادة الشعر الشعبي واغلب الهفوات نجدها في القصائد والردات الحسينية التي بحجة خيال الوصف تمس مكانة ابطال واقعة الطف ، نعم هنالك عبارات تدغدغ مشاعر السامع لاسيما اذا عاش السامع الحالة التي يصفها الشاعر ، وهذا الشعر يكون تخصصه مخاطبة النفس والعاطفة لا العقل .المطب الذي وضعناه باقلامنا هو هل يمكن لمن يريد ان يعلم ماهية الثقافة الاسلامية ان يعتمد على الشعر الشعبي ؟ لا اعتقد ذلك بل اجزم ، واعتقد انه يستطيع معرفة جانب من الفلكلور الشعبي لشريحة معينة من الامة الاسلامية وفق ظروف كانوا يعيشونها ولكن الشعر الشعبي هل استطاع ان يتقدم بالقارئ والسامع خطوة الى الامام نحو الاكتشاف او التاكيد لمعلومة ثقافية اسلامية مهمة ؟لا اريد الاستشهاد ببعض القصائد الركيكة والمتواضعة حتى لا نجرح مشاعر قائليها ولكن الغاية من الكتابة هو نقد اصل الفكرة او محاولة تحجيم الحيز الذي يمكن قول الشعر الشعبي اما اقامة المهرجانات واستحداث مؤسسات وهيئات متخصصة بمجال الشعر الشعبي هذه هو الذي يبعدنا عن دراسة او قراءة الكتب الثقافية الاسلامية وانا عايشت كثير من الحالات لبعض الاخوة القراء انهم لا يفهمون ما يقراون من كتب بل ان البعض عزف عن القراءة لصعوبة المعنى من وجهة نظره وهذا جعلهم يرغبون في قراءة او قول او سماع الشعر الشعبي .الشارع المقدس له تحفظات على الشعر الفصيح الا في مجالات معينة منها الحكمة وقمة الحكمة هي تلك التي تصف احوال الائمة عليهم السلام يقول عز وجل في محكم كتابه " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "يس 70 ، بل وحتى عند ذكر بعض الابيات الشعرية يقال عنها المنسوبة للامام لان طريقة كلامهم يمكن له ان يكتب على شكل قصيدة والا هو اصلا ليس بقصيدة .هذا على الشعر الفصيح فكيف بالشعبي .
https://telegram.me/buratha