المقالات

أين اللصوص اليوم من لصوص الأمس ؟

1278 18:06:00 2012-02-12

السيد حسين الصدر

أين اللصوص اليوم من لصوص الأمس ؟نقرأ في أخبار السُرّاق واللصوص العراقيين ،غرائب ونوادر تشي بأنَّ بعضهم ،لم يَعدْموا حُبَّ القيم والمثل الرفيعة ، رغم الانحراف ، والانجرار الى اجتراح الاستحواذ على أموال الناس وأمتعتهم دون وجه مشروع .!!انّ بعضهم كان ينفض يده من ((الصيد )) ،بمجرد ان تُدغدغ سَمْعَهُ كلمة مُثيرةْ ،تُعيد اليه رُشْدَه ، وتبعثه على الالتزام بما يجب ان يلتزم به من أخلاقية وآداب ..لقد شاعت حكاية المرأة البغدادية التي انتهبت من نومها ،على وقع هجوم اللصوص على بيتها فأيقظت ولدها من النوم وصاحت بصوت مسموع :" قم يابني وساعد أخوالك "هذه الحكاية التي نقلها الدكتور علي الوردي في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ) وتعّرض لها غيره من الكُتّاب أيضاً فكانت النتيجة ان ترك السُرّاق ما كانوا قد أخذوه من بيتها ، وأسرعوا مُنصرفين حيث لا يسوغ للأخ ان ينهب أخته أو ابناءها .ان عليه ان يكون المدافع والمحامي عنهم ازاء اعتداءات الآخرين !!ويذكر الراحل " ناجي شوكت - احد رؤساء الوزراء العراقيين السابقين 1894 - 1974 في كتابه ( سيره وذكريات ثمانين عاماً ) - قصة سارق آخر كان يدعى " سليمون" وكان هذا قد اعتاد على قطع السابلة بين الكوت وبدره وسلب ما يجده في حوزتها من نقود كما اعتاد السطو على البيوت حتى ضجَّ الناس من اعماله .يقول ناجي شوكت : ص16-17( كان سليمون على الرغم من شقاوته وسوء أعماله ، لايعتدي على الفقراء ،ولا يتصدى لغير المتمولين والأثرياء ..)ويقول عنه :( سطا ذات يوم على دار أحد الأثرياء ،وسرق مخشلات كثيرة كانت في حوزته ،ثم علم ان بين هذه المخشلات مصاغاً لاحدى النساء الفقيرات كانت قد رهنته عند هذا الثريّ المرابي ،فذهب اليها بالمخشلات المذكورة وطلب اليها ان تسحب منها مصاغاً فسحبته مع الشكر والامتنان ) ان سليمون وأضرابه كان يشفقون على الفقراء والضعفاء من الرجال والنساء أما قراصنة السرقة والنهب للمال العام في هذه الأيام ،فانهم يصرون على نهب أموال اخوانهم واخواتهم من الفقراء والضعفاء دون رحمة وبلا هواده ، ولم نجد في قصصهم وأخبارهم ما يشعر بأنهم يملكون شيئاً مما كان يملكه المحترفون من لصوص الأمس ان المال العام هو ثروة المواطنين العراقيين جميعاً ، ومعظمهم من الفقراء والبائسين ، والاستمرار في عمليات النهب والسلب للمال العام تعني أنَّ اللصوص المعاصرين لا يملكون شهامة من سبقهم من اللصوص المحترفين .انهم عصابات تنمّرت وتنكّرت للقيم والأعراف والاخلاق ، ولم تعد تهتم بشيء على الاطلاق الاّ امتصاص دماء أبناء العراق ..!!والغريب ان وتيرة النهب والاستحواذ على المال العام - بشتى الطرق والاساليب الشيطانية - تتصاعد وتتكاثر ، كلما اشتدت حملات التنديد والاستنكار لهذا المنحى الغادر !!وكأنهم بهذا يردّون على كل الوطنيين المخلصين بلسان الحال :اننا ماضون في دروب القرصنه ، ومتلذذون بما نصطاده من المال العام، رغم آنافكم وليكن بعد ذلك ما يكون !!اننا أمام احتمالين خطيرين :امّا ان تكون جميع اجهزة الرقابة وهيئات النزاهة ،فاشلة وقليلة الجدوى واما ان هناك جهات عليا تُعيق عمليات التصدي لملفات الفساد المالي والاداري وتشل فاعليتها وكلا الاحتمالين محزن وخطير ولم يعد الشعب العراقي قادراً على تحمل المزيد من الخسائر والفضائح ، فقد بلغ السيل الزبى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-02-13
على الحكومة الضرب بيد من حديد على المفسدين
عبد الله
2012-02-13
لا ادري اذا كان السيد كاتب المقال هو سيد حسين اسماعيل الصدر الكاظمي... اذا كان ما اظن... فسيدنا من يتصدى للسراق والانحراف الذي هو من العيار الذي اشرتم اليه غير اناس من وزنكم ومكانتكم في المجتمع خصوصا عندما تكون مؤسسات الدولة مخترقه وراعي القطيع ذئب نهم... ولا مدافع عن عباد الله الا اهل الله..سيدنا لو تكرمت بظهور اعلامي نقدي اوسع واوضح بنفسك ومن هو في مقامك (اذا لم يكن ذلك مما يجلب عليك الخطر) علّ في القوم من يرعوي ويسمع او يخاف نقمة الناس وهذا مبلغهم من العلم ولا يعرفون نقمة الله حيث امنوا مكره
زهراء محمد
2012-02-12
للعلم فهو يعلم ويعرف ان هذه البيوت راجعة للعوائل التي هجرهم صدام وللعلم ايضايذهب للحج سنويا لااعرف هل هو تكفير عن ذنوبه ام ماذا؟ اما النزاهة فياسيدي اقوله كل القوانين الظالمة تطبق على الابرياء والفقرة والمساكين! انظروا الى ملفات الكورد الفيلية ومايواجهم من ظلم،الظالم في العراق يكافأ؟ ولمظلوم له حزمة منالقوانين الصدامية؟ اذا كنت تريد استرجاع بيتك فأنه يقدر بربع القيمة!! اما اذا اردت ان تشتريه اي نفس البيت قيمته تصل السماء؟! هذه املاكنا بنيت بتعب آبائنا.. وصدام وزمرته استولاعليه اين القانون مني؟؟
زهراء محمد
2012-02-12
كنا نعتقد ان الحياة سوف تتغير بعد السقوط والذين دخلوا العراق مع الرتل الامريكي والبريطاني انهم سوف يكونو عونا للعراقيين في الداخل(لانهم عانو من ظلم صدام كما كانوا يصرحون؟؟!)..لكن مع كل الاسف سقطت كل الاقنعة المزيفة حيث ٩٩٪ من الذين دخلو كان هدفهم شخصي اي انا ومن بعدي الطوفان ؟نراهم بسرقاتهم وصفقاتهموتلك الرواتب المريخية.نعرف الكثير منهم في بريطانيا لايملك دار.. اليوم صار منالاغنياء ونعرفهم بالاسماء.سيدي العزيز.ربما تلك السرقات سمعاً لكنني رايته حقيقة سرقوا بيوتنا وهو مسؤل كبير ويدعي انه اشتراه؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك