المقالات

هل العراق بحاجة الى عقد قمّة عربية في هذه الظروف ؟

1133 21:08:00 2012-02-15

صالح المحنّه

حراكٌ سياسي عراقيّ محموم وإتصالات دبلوماسية هنا وهناك ، وعروض وتطمينات لهذا الطرف وذاك لماذا ؟ حتى تنعقد قمة تحمل معها أسباب فشلها سلفاً ، وليس لها أي وزن أو أثر سياسي عربي أو عالمي،لأنها ليست بدعاً من القمم العربية السالفة ، بل هي أفشلها ، فكل القمم العربية التي عُقدت من أولها عام 1946 في مصر الى آخر ها عام 2010 في ليبيا القذافي وفي أحسن أحوالها لم يتمخض عنها أي قرار أو مشروع يصب في خدمة ابناء هذه الأمة التي أبتليت بنفسها وبموروثها الديني والتاريخي المقلوب قبل أن تبتلي بزعاماتها المريضة، فكيف بهذه القمة السقيمة التي يطبل لها السياسيون العراقيون، وكأنها تشريف لهم ولأنجازاتهم ، ولعلّ جل ماينتظرونه منها، هو مشاركة وفود هزيلة ممثلة لحكومات مهددة بالزوال والإنقراض عاجلا أم آجلا ، يعتقدون من خلال هذه المشاركة عودة العراق المزعومة الى حظيرة العروبة التي تشتت ايما تشتيت بسبب سلفية الربيع العربي الذي نسف آمال الشباب، وأكيد هذا إعتقاد خاطيء من قبل السياسيين العراقيين ، فعودة العراق الى واجهة الدول العربية الفاعلة، لاتأتي بهذه الطريقة مالم يحمل معه التحدي ، ليس تحدياً نووياً ، أو بصواريخ العباس والحسين، ولكن من خلال تماسك ابناءه ، وتنمية بنيته التحتية ، وتطوير إقتصاده، ومساعدة الشعب على الخروج من أزماته المادية والمعنوية، والقضاء على الأمراض الأجتماعية،وتفعيل مؤسساته الثقافية، قوة العراق من قوة ابناءه أولا وآخراً، وهذا هو التحدي الذي يفرض حضوره على الآخرين، أما عقد قمة وعلى مستوى ثالث من التمثيل وهذا مامتوقع ،لا يعتبر إنجاز مشرّف للقادة العراقيين ، ولا يوجد أي تبرير في الواقع الذي نحياه لرغبتهم الجامحة وسعيهم الحثيث من أجل إنعقادها، وفي مثل هذه الظروف المتقلبة والمرتبكة التي تعيشها المنطقة العربية ،وهم يعلمون علم اليقين أن خمسة دول عربية بلا رؤساء ، وخمسة أخرى خليجية ربما تشترك بمستوى ثانٍ أو ثالث ، واخرى لاتشترك نهائيا، قمة بلا ملوك ولا رؤساء ، اربعة ملوك لايشتركون ، عبد الله السعودية وعبد الله الأردن وحمد البحرين ومحمد السادس ، أما باقي الرؤساء فيرتجفون من أسم بغداد والبعض الآخر يخشى الخروج من بلده فلايستطيع العودة مرّة أخرى اليه، فعلامِ الأسراف والتبذير في أموال الشعب العراقي؟ والعراق يمرُّ بظروفٍ إستثنائيٍة منذُ سقوط النظام البعثي والى يومنا هذا، دفع فيها ثمنا باهضاً من أرواح أبناءه وممتلكاتهم، ولم يتعرّض أي شعب عربي لمثل ماتعرّض له من قتلٍ وتجويعٍ وإرهاب على كل المستويات، ولازال يتعرض للأرهاب بشتى الوسائل ، وأجمعت كل المعطيات الأمنية والسياسية بأن هناك تواطيءٌ عربيٌ مفضوح مع عاصفة الأرهاب التي ضربت الشعب العراقي، وليس سرّا هذا التعاون مع الأرهابيين أو التواطيء فكل الطرق كانت ولازالت سالكة للأرهابيين من دول الجوار الى أعماق الأراضي العراقية ، يحملون معهم المسوغات الدينية والسياسية التي تبرر لهم أعمالهم العدوانية على العراق وشعبه ، وكناّ في أمس الحاجة الى وقفة الأمة العربية ومساندتها لشعب ضاق الأمرين، خرج من جحيم صدام حسين وحروبه العبثية التي خرّبت البلاد وأهلكت العباد ، ليتلقى موجة من الأرهاب الطائفي والسياسي ، ماحاجتنا اليوم لعقد مثل هذه اللقاءات التي يكتنفها النفاق السياسي من سطرها الأول حتى خاتمتها؟ ووضع العراق الداخلي بأمس الحاجة الى عقد قمة وطنية للمصارحة قبل المصالحة، ليكشفوا عن نواياهم ويحددوا موقفهم من العراق والعراقيين ، الى متى تتتحكم بالسياسيين العراقيين العقد الحزبية والسياسية والطائفية؟ حتى يصل الأمر ببعضهم الى التعاون مع الأرهابيين لضرب الأبرياء؟ إرضاءا لنوازعه النفسية الكارهة للآخرين، والبعض الآخر يُجيز لنفسه سرقة قوت الملايين من الفقراء لبناء مملكته الحزبية، هل الفشل في حل النزاعات وعدم توفير الخدمات للمواطنين جعل السياسيين العراقيين يمتهنون لعبة الهروب والهرولة خلف حظيرة الجرب العربي؟ أوليس أطفال العراق أولى بهذه الأموال؟ مئات الملايين من الدولارات رُصدت لعقد هذه القمّة المقيتة، كم دار تُبنى للمعوزين وكم مدرسة وكم مستشفى تُعّمرْ بهذه الأموال؟ملايين العراقيين بين مهجر ومملقٍ وصاحب فاقةٍ ألمّت به يتوسل الدوائر الحكومية حد الأذلال ، ثم يعود خائباً ، والسياسيون العراقيون ينافحون ويكافحون لأقناع شرذمة من الحكّام العرب الناقمة عليهم شعوبهم للموافقة بالأشتراك في قمة بغداد ؟ وهم يعلمون أن لاقيمة لهذه القمة الخاوية، ما دامت المنظومة العربية بقيادة قطر عرّابة الفوضى العربية خاضعة لأرادات خارجية تُملي على الجامعة العربية قراراتها، هل أنتم غافلون عن هذا؟ أم تتجاهلون الواقع والحقيقة الواضحة كالشمس أمامكم ؟ وهاهي الأحداث تتسارع وتسابق إنحدار السيل،أية قمة وأي لقاء يدفع ماهو آت؟ لايقرّبكم من العدل إلاخدمتكم لشعبكم وإنصافه ليتذكركم بخير إذا مارحلتم عن الكراسي أو الدنيا....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو الحسن البغدادي
2012-02-16
سيرغمون العراق على إصدار بيان ختامي ضد إيران وسوريا ، وعدم إنصاف الشعب البحريني المظلوم بحجة الوقوف إلى جنب الدول العربية والإجماع العربي .. وهو في الحقيقة اصطفاف مع من أسال دماء العراقيين بمفخخاتهم وأحزمتهم الناسفة .. وكنت أتمنى أن لا يستضيف العراق القمة المزعومة.
خميس
2012-02-16
كلام ليس عليه غبار. العراق بحاجه الى تكتل غير المسماة الجامعه العربيه. ما دام الشيعه يحكمون بالعراق، فلن ترضى عنهم الأعراب والوهابيه.
زائر عراقي
2012-02-16
احسنت ايها الكاتب صالح المحنه على المقال....وقد اعجبني ايضا مقال اخر للكاتب الدكتور يوسف السعيدي عنوانه(قمه يعربيه قديمه جديده) نشر في بعض المواقع حبذا لو تنشره وكالة براثا العزيزه ...ونعرف ان الكاتب السعيده كحد السيف والمقال يناسب المقام....تحيه مره اخرى للاخ صالح المحنه على مقاله الرائع
الدكتور يوسف السعيدي
2012-02-15
قمة يعربيه..جديدة قديمه.. ------------------------------ في ظل قمة الانحطاط اليعربي...مهزلة عروبية اخرى جديده ..مضافه الى قاموس المهازل اليعربيه السيء الصيت..ان هدايا مؤتمر المهازل اليعربيه الى العراقيين المظلومين هو تفجيرات..واغتيالات في بغداد وبقية المدن العراقيه ..هذه (القمم) التي تجيد اشعال الحرائق بالثوب التكفيري ..لقتل العراقيين بالجمله...ان القدر الذي وضع شعباً بأكمله على خط ومصير واحد ..يقابله حقد يعربي موروث ...وغباء متوارث ..في عواصم احتضنت الارهاب ..واوعزت الى بهائمه الانتحاريه ..باجراء اللازم خارج بياناتها الختاميه...ان بياناتكم الختاميه ايها الاعراب ..المستعربه في نهاية مؤتمراتكم الجديده القديمه على الحياة ...اورثتنا ..فجيعة ...اثر فجيعه....دفعنا ..نهايتها ارواحا غاليه ...ودما مهراقاً ...يصرخ ..خارج بياناتكم الختاميه في قممكم العروبيه..ايها الغارقون في المفاسد والشرور من اعلى هاماتكم حتى اخمص اقدامكم ... ..ايها المتدثرون بعباءات المكر..والرياء...والعجرفه والسابحون في مستنقعات الموبقات ..ولجج القذارات ...تبا لكم ..وسحقاً ..... الدكتور يوسف السعيدي
ابو الحسن
2012-02-15
يعمي ياقمه عربيه يا اجماع عربي الجماعه سووهه ما نبكي على الحسين نبكي على الهريسه اكيد راح يلغفون كم مليار بحجه القمه العربيه الي مو قمه عربيه نقمه عربيه صار سنه يبوسون ادين بس تنعقد القمه لانهم راح يشرموها لو بيكم خير ردوها على السعوديه مثل ما رفضت اعطاء تاشيره للقائد الضروره لا تحلون عبد الله النجس يدخل للعراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك