المقالات

نينوى والحكيم ..

1575 09:25:00 2012-02-17

نوال السعيد

كل من تابع زيارة رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي السيد عمار الحكيم الى محافظة نينوى مؤخرا لابد له ان يصاب بالدهشة والاستغراب ، ويقف مذهولا من طبيعة المشهد الشاخص امامه.زعيم سياسي-ديني شيعي وفق الحسابات والتصنيفات المذهبية ، ويرتدي العمامة .. يذهب الى اكبر المحافظات ذات الاغلبية السكانية السنية-العربية المعروفة تأريخيا بتوجهاتها القومية المتشددة في بعض الاحيان، والتي كانت حتى وقت قريب تعتبر من بين اهم معاقل تنظيم القاعدة الارهابي وحزب البعث المقبور، او هكذا هي الصورة المرسومة لها في اذهان الكثير من الناس. ... طيلة الاعوام التسعة المنصرمة لم نشهد زعيما سياسيا او دينيا يمتلك ثقلا وحضورا وتأثيرا كالذي يمتلكه عمار الحكيم قام بزيارة مماثلة لزيارة الموصل.قد يذهب هذا الزعيم او ذاك الى مدينة معينة تختلف عن لونه السياسي او الديني او المذهبي او القومي ليلتقي على عجل بعض كبار المسؤولين والوجهاء والنخب فيها ويغادر.. ولكن ان يبقى فيها يومين او اكثر ويتجول في اقضيتها ونواحيها ويلتقي الناس من مختلف الالوان والتوجهات ويتحدث اليهم ويستمع منهم عن قرب ، فهذا امر نادر الحصول ان لم يحصل بالمرة سابقا.اثبتت زيارة الحكيم الى نينوى او اثبت هو من خلال هذه الزيارة انه يتبنى نهجا يقفز على حدود وخطوط الطوائف والقوميات والمذاهب والاديان وانه كشخص وكيان وتيار لكل العراقيين وانه مثلما يذهب الى البصرة والنجف وكربلاء وذي قار ، يذهب الى نينوى والانبار واربيل والسليمانية وصلاح الدين... هذا النهج هو ذاته نهج المرجعيات الدينية منذ عهد الامام الراحل السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف) ، مرورا بالشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر، والشهيد السعيد السيد محمحد محمد صادق الصدر وصولا الى المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد علي السيستاني وبقية مراجع الدين العظام حاليا(حفظهم الله جميعا) .لايمتلك عمار الحكيم سلطة تنفيذية وقد لايستطيع تلبية مطاليب الناس الكثيرة ، والتخفيف من همومهم ومعاناتهم ، فهذه مهمة الدولة والحكومة من خلال مفاصلها ومؤسساتها التنفيذية وعبر امكانياتها ومواردها الضخمة .. ولكنه قادر على التأسيس لواقع صحيح واصلاح ماخربته ودمرته السلوكيات والثقافات الخاطئة على امتداد عقود من الزمن ومازالت تفعل فعلها حتى الان .. لانعتقد ان الحكيم ذهب الى الموصل وقبلها بايام ذهب الى الاعظمية ليروج لشخصه او لحزبه ويبحث عن انصار ومريدين ويحشد الجماهير ويجمع اصواتهم للانتخابات المقبلة .. فاستنادا الى الحسابات السياسية فأن الموصل والاعظمية والانبار وصلاح الدين لها مرجعياتها وكياناتها وتياراتها السياسية ... ولكن بالتأكيد انه ذهب الى هناك ليطلق رسالة بالغة وبليغة من غير الممكن قراءتها بصورة معكوسة ومقلوبة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام السعيدي
2012-02-19
جهد رائع وحراك وطني مخلص من قبل السيد الحكيم في لم شمل العراقيين والتواصل معهم في اقصى مناطقهم وعلى اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ولغاتهم وليت سياسيو الازمات يفعلوا ولو ربع ما يقوم به هذا السيد الشاب الحكيم حقا قولا وفعلا وسر وعين الله ترعاك وعيون العراقيين المثقله بالهموم والازمات ترنوا اليك وتحميك بحدقاتها
الدكتور شريف العراقي
2012-02-18
الحذر من التقرب من الاعداء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك