المقالات

لكم المصفحات ولنا المفخخات /

566 11:02:00 2012-02-28

حافظ آل بشارة

الناس يبحثون عن موضوع للصراخ ، يستخدمونه ذريعة للتعبير عن سخطهم وغضبهم ، كيف لا يغضبون وقد اصبحوا وقودا للابادة التي لا تنتهي ، القاتل يجد دائما من يعينه على جريمته بتهاونه وفساده فهما شريكان في الجريمة ، الموضوع الافضل للصراخ ، نواب الشعب شرعوا لأنفسهم امتياز شراء سيارات مصفحة لحماية انفسهم قيمة الواحدة منها خمسون الف دولار ، قيمة منزلين في قلعة صالح او سوق الشيوخ او ناحية قزانية ، شرعوا لانفسهم امتيازا بكل سهولة ، اكثرية مطلقة وسرعة توافق فلا جدل ولا نزاع ولا تبادل اتهامات ولا قراءة اولى ولا ثانية ، مشاريع القوانين تناقش تحت هذه القبة الخطيرة ومصادر تلك المشاريع أما مطالب الناس او رؤية اللجان المختصة او حاجة تراها السلطات الاخرى ، وعندما تصل القضية الى موضوع حماية البشر من القتل فان سلامة الشعب اهم من سلامة النواب بكل المعايير ، لان البرلمان خادم والشعب مخدوم والمخدوم اهم ممن يخدمه ، عندما اهتزت بغداد من اقصاها الى اقصاها بالمفخخات في الخميس الدامي بكل هذه الكثافة والتزامن والادارة الدقيقة ، كان واضحا ان المنفذين يتحركون بكل حريتهم ويهيمنون على الزمان والمكان ، كأنهم لوحدهم في الساحة ، الدولة وسلطاتها والقوات المسلحة وحواجزها كلها تصبح صفرا ، لا شيء ، لحظة تنفيذ الجريمة لنحصل على تفاصيل مذبحة نموذجية ، وعقب الكارثة او بالتزامن معها بدل ان يقدم رجال الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة استقالاتهم الجماعية اعترافا بالفشل يقر النواب مشروع شراء المصفحات ، تكوين برلمان مصفح ، البرلمان يحمي نفسه مقابل شعب يباد لا يحميه أحد ، مبادرة المصفحات تجري في توقيت سيء وهي بحاجة الى تبرير اخلاقي ، الشعب المفجوع كان ينتظر من ممثليه المنتخبين مواساته وتعزيته ومسح جراحه ، وتحمل جزء من آثار الفاجعة الوطنية الشاملة ، ينتظر رؤية نواب ابطال يجازفون بامتيازاتهم لاجله ، في جميع الحسابات تعد حياة شعب كامل معرض للبطش اهم من حياة هؤلاء النواب ، العراق وطن الموت العشوائي والفقر والبطالة والجوع والتشرد وفقدان السكن وفقدان الكرامة ، الفقر يقود صاحبه الى الذل وفقدان الكرامة ، لكن الكرامة اقدس من الحياة ، بدل انفاق تلك الاموال الهائلة لشراء المصفحات يجب انفاقها لحفظ كرامة الناس وذلك بالتخفيف من وطأة الفقر ، فكرامة المواطن الذي اذله الفقر والتهميش اهم من حياة النائب المنغمس في الثروة والترف ، لماذا لا يستشهد النائب كما يستشهد المواطن ؟ لماذا تبقى الجنة حكرا على الناس العاديين ويحرم منها النواب ؟ ثم ان استشهاد المواطن استضعاف ومظلومية وفاجعة ، ولكن استشهاد النائب حالة فدائية مدوية ، استشهاد المواطن يشجع على استمرار المذبحة لكن استشهاد النواب قد يؤدي الى حلحلة الأزمة ، نتمنى السلامة للجميع ، لكن بعض اشكال السلوك ترسم صورة غير قيادية لممثلي الشعب وحماة حقوقه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-02-29
اذا الحكومة ضعيفة ما العمل؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك