المقالات

دكتاتورية المسنود

1011 23:09:00 2012-03-01

حميد الموسوي

هذا الكم الهائل من المصطلحات والشعارات، التي حملتها رياح التغيير. وبثتها فسحة الحرية، حتى صارت تتزاحم بتنافس شديد متصدرة مانشرته الصحف والمجلات والنشرات والإصدارات، واللافتات والجدران والجداريات واليافطات. وتنحشر مضافة مع عناوين الأحزاب والحركات والمنظمات والتجمعات وتبث عبر ميكرفونات الإذاعات وصحون الفضائيات وكأنها رد فعل أو ثورة بركان أو فيضان مكبوت يريد محو ما تراكم من ثقافة: "الكونة، وتاج المعارك، ويوم الأيام، والشارة والنوط والوسام/ لتحل محلها: الديمقراطية، الحرية، العدالة، المساواة، الإنسانية، التوافقية، الشفافية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات، وقبول الآخر حتى وان تخللتها مفردات نشاز مثل التغيب والتهميش والتكفير والتفخيخ! وهي ظاهرة صحية وطبيعية شريطة الا تتحول هذه الشعارات المحببة إلى مجرد وسيلة لتحقيق غايات ومصالح أنانية أو سياط لجلد بعضنا البعض الآخر، فبعض الحقائق التي نستحي الجهر بها!! بحجم لايستهان به من الدعاية الاعلانية وتتحكم بطرح الشعارات وتسويقها على انها ثوابت راسخة وجوازم قاطعة من مكونات هذه الجهة أو تلك الفئة أو من خصوصيات هذا المفكر وذاك المبدع، مع ان بعض هذه المدعيات عبارة عن تسويق بضاعة أو ركوب موجة، يريد مقترفها تحويل الديمقراطية الموعودة والمؤملة إلى حقيقة مطلقة من يمتلك ناصيتها، فقد امتلك الحق في استعباد الآخرين. ومصادرة حقوقهم بل شطبهم ومسخهم! لأن في اعتقاد هذا البعض أن الديمقراطية هي شكل من اشكال دكتاتورية الأكثرية أو دكتاتورية المسنود، أو المدمج بالإرهاب! كما أن من بعض المثقفين من مغتنمي الفرص، ومستغلي الغفلات، ومنتهزي اللحظات من لاشأن لهم بمستقبل بلد، ومصير شعب، يجدون في الديمقراطية مزيداً من البخس لأدوار نظرائهم والحط من قدرهم، وتذويب أهميتهم وقيمتهم، والتعكز على المهاترات والسجالات والإدانات ورمي التهم جزافاً وتوزيع الشتائم وتصعيد المواقف عوضاً عن الحوار الهادف البناء المسؤول بدلاً من ولوج مشهد المتغيرات الذي يشهده العراق بهذا التسارع، بكل انفتاح وسعة أفق ورحابة صدر بقي ان نقول: انّ الحرية نعمة بل من أعظم النعم وأفضلها على الإطلاق ولاتحصل نعمة إلا بفقد أخرى، وقد فقدنا وتنازلنا عن كثير من النعم قرباناً على مذبح هذه الحرية، كما ان النعم "إذا ذهبت لاتعود" فاحسنوا معاشرتها وأكرموا مصاحبتها واجعلوها اساساً لبناء مجتمع وميداناً لتفجير الطاقات وتفتح الابداع ومدرسة لإعداد أجيال وأجيال وضمانة ضد الإنحراف والفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحسن
2012-03-02
اسئلوا القائد الضروره ابو اسراء من اين جائت الاموال التي صرفت على اللافتات التي انتشرت بالعراق والتي تقول شكرا للمفاوض العراقي الذي اخرج الامريكان وتحتها عباره حزب الدعوه الاسلاميه واسئلوا القائد الضروره من اين جائت الاموال التي صرفت لصوره الشخصيه الموجوده في كل السيطرات العسكريه واسئلوا ابو اسراء النزيه من اي جائت اموال للافتات التي ملئت البلاد تشكر فيها دوله رئيس الفافون لموقفه البطل مع طارق الهاشمي فانا لله وانا اليه راجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك