المقالات

المليارات التي لم تبن بيتا لسكنة الكعبي لا خير فيها

883 05:30:00 2012-03-03

حيدر عباس

صور مؤلمة تثير براكين الحزن المدفون في صدورنا تلك التي نشاهدها يوميا في عراق المليارات والنفط والوجه الحزين.في كل عام وبالتحديد بعد التغيير وانتهاء حقبة البعث المجرم في عام 2003 نسمع سنويا عن موازنات انفجارية ليس لها مثيل في تاريخ العراق القديم والحديث وتتحدث الحكومة عن بناء ناطحات للسحاب وحدائق غناء وشوارع كانها اللؤلؤ المكنون ومساكن من ذهب وفضة وبعد ذلك يوزع راعي الفضائل وملك الملوك ومحب الشعب الحور العين على الفقراء والمساكين.لكن الحكاية تنتهي عندما يدرك شهريار الصباح وينكشف زيف الادعاء وينقطع الماء عن الجريان وتتوقف الحياة بعشرات المفخخات وتتناثر الاشلاء بسبب صراع الاقوياء وتكوي شمس الصيف اللاهبة جباه الفقراء من امثال سكنة الكعبي من كركوك الى الفاو".في كل سنة تتكر حكاية الانفجارية وفي نهاية كل سنة تنتهي الحكاية بفوضى عارمة وحسابات مزيفة ووزير او اكثر جمع المقسوم وذهب الى خارج العراق بغير رجعة ليقيم العزائم والولائم والافراح والسهر بين احضان الملاح وتبقى سكنة الكعبي ومعها كل ابناء العراق بانتظار الموازنة الانفجارية القادمة".لو بقينا الف سنة بعد الان ولو اعطينا اموال قارون مع ما لدينا من موازنات انفجارية هنكشارية خرطوشية على راي الاستاذ بيان جبر فاننا لن نبني بيتا او املا او مستقبلا لان المشكلة باختصار قائمة على سوء التخطيط والادارة .منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا غابت الخطط الاستراتيجية وضاعت معها حقيقة وصورة الدولة المتحضرة وحلت محلها صور الفوضى الخلاقة والعشوائية والارتجال وتداخلت السياسة والمصالح وارتفع صوت الصفقات على صوت المحرومين والمستضعفين والاحتياجات".لا توجد دولة واحدة في العالم لديها من الخيرات مثل مالدينا او حتى نصف مالدينا يعيش شعبها مثل ما يعيشه شعبنا من الم الفاقة والحرمان والمعانات ونقص في الانفس والثمرات.انا على يقين من ان الحكومة الحالية ليس باستطاعتها ان تقدم اي شيء يمكن ان يرفع جزءا يسيرا من معانات هذا الشعب المحروم لانها بكل بساطة غير قادرة على تحمل مسؤلية فشلها اولا ولانها لا تمتلك القدرة على تنفيذ اي برنامج حكومي منطقي قائم على التخطيط العلمي المدروس ثانيا ولانها لا تمتلك مثل هذا البرنامج أطلاقا.. ستحترق مليارات موازنة عام 2012 بنيران الفساد والتخبط وستبقى سكنة الكعبي ومثلها ملايين المحرومين والمستضعفين يسمعون الارقام ولا يجدون سقفا او مأوى يقيهم من حرارة الصيف وبرد الشتاء.وحتى موازنة قادمة يبقى الوضع على ما هو عليه ولا عزاء للمستضعفين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك