المقالات

مجهولون جداً

944 20:19:00 2012-03-04

نعيم كرم الله الحسان

في قسم الاحكام الخاصة وفي ابو غريب في اواخر عام 1979 وبداية عام 1980 والذي لااعرف متى على وجه التحديد انجز بناء هذا السجن العتيد لكنني اعرف جيداً مسالكه وممرلته وزنزاناته حيث امضيت ما يقارب الاثني عشر عاماً فيه بعدما استقر بي الحال عبر سلسلة من مديريات الامن وزنزاناتها وروائح عفن الاجساد المنتشرة فيها .حال دخولك الى قسم الاحكام الخاصة وعبر سلسلة من السيطرات يواجهك الممر الذي يشبه نفق شق في داخل جبل ويقع على الجانب الايسر منه الاقسام المغلقة الخاصة بالمخابرات بينما يقع على الجانب الايمن منه الاقسام الخاصة بالامن .في الاقسام المغلقة الخاصة بالمخابرات تختص هذه بالشخصيات السياسية الكبيرة من الانظمة السابقة والوزراء البعثيون المنشقون والسفراء والتابعين لهم في قضايا تهمهم حيث عذب ومات فيها مرتضى سعيد عبد الباقي وزير الخارجية العراقي في بداية انقلاب البعث وعبد الخالق السامرائي ومجاميع وسفراء من حركة محمد عايش وجماعته .اما الاقسام الخاصة بالامن فهي تسمى (القافات مثل ق1 , ق2 , المحجر , واقسام اخرى) ويعني رمز (ق) القسم المغلق الذي لا يرى الشمس ولا يتصل بالعالم الخارجي اطلاقاً حيث لا زيارات ولا اي شيء اخر وتختص هذه الاقسام بالسجناء المتهمين بالانتماء لحزب الدعوة الاسلامية وطلاب الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) وعائلة آل الحكيم المجاهدة .وفي ليلة من ليالي تشرين عام 1980 دخل مجاميع من الرجال الاشداء يرتدون الزيتوني والاحذية الطويلة الحمراء تظهر على وجوههم اعراض القسوة وانعدام الضمير يتوسطهم رجل يرتدي نظارات سوداء ويوحي مظهره بأنه من اصحاب القرار وقف قائد هذه المجاميع في وسط القسم وقال بأختصار: (سنوزع عليكم اوراق مطبوعة وفيها فراغ تكتبون فيه ارغب التطوع في قادسية صدام ) ووزعت الاوراق وصار هناك جدل فالبعض قال (لن نكتب والبعض قال كتبنا او لم نكتب فالنتيجة واحدة) المهم حسمت القضية واخذت الاوراق من قبلهم .وعادوا في فجر احد الايام الخريفية الباردة وقرأوا قائمة بأسماء 200 سجين واخرجوهم الى الممر وقيدت ايديهم الى الوراء وعصبت اعينهم وسيقوا من قبل تلك المجاميع الى جهة مجهولة واستمرت الحالة من الشهر العاشر عام 1980 الى الشهر الثاني عام 1981 حتى بلغ ما ارسل في هذه الوجبات اكثر من 1200 سجين كانوا محكومين باحكام مؤبدة واحكام اخرى من قبل محكمة الثورة سيئة الصيت كنا نحن لا نعرف الى اين يأخذون اخواننا ولا نعرف من سيكون في الوجبة القادمة هو الضحية لكن كان هناك شخص اخر يدخل علينا يسمى (المراقب) مهمته توزيع الطعام على الزنزانات ويدعى هذا الشخص (عرب اليزيدي) وهو من الطائفة اليزيدية محكوم بتهمة التجسس .يدخل صامتاً ويخرج صامتاً حاولنا بشتى الطرق ان نعرف منه الى اي جهة اقتيدوا هولاء الشهداء المضلومون فكان لا يجيب بأي كلمة والحقيقة ان (عرب اليزيدي ) رجل مسالم وكان متعاطف معنا بعض الشيء لكننا تسربت لنا اخبار لا اجزم بأنها وثائق ولكنها اخبار مفادها ان هولاء الاخوة الذين قضوا نحبهم كانوا قد اجريت عليهم تجارب الاسلحة الكيمياوية والبايلوجية في باكورة البرنامج العراقي لهذه الاسلحة انذاك وقسم اخر فتحوا بهم حقول الالغام هذه واحدة من جرائم النظام الدكتاتوري البعثي التي حدثت وانا احد الذين شهدوها اين كانت حقوق الانسان بالنسبة الى الذين يزورون المجرمين الان في السجون بحجة الدفاع عن حقوق الانسان رغم جرائمهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الاهوار
2012-03-05
المؤلم ليس عمق اجرام البعث بل الخيانة التي يرتكبها (رفاق الدرب )لهذة التضحيات وغيرها عبر فتحهم كل الطرق للقطاء صدام للعودة الى السلطة والسماح لهم بالتأمر على الشعب ثانية وخيانتهم لاهداف الشهداء عبرركضهم خلف حطام الدنيا بطريقة فضائحية حتى اصبحنا على يقين ان مشكلة الكثير منهم مع نظام (العبث)مشكلة من يتسلط على رقابنا ولوكان الغبي قد قاسمهم الحكم لضربونا بالاسلحة ألذرية ولن يكتفوا بحلبجة واحدة.ختاما سلاما على شهداء العراق جميعا وهنيئا لهم شربهم كأس الشهادة بينما بقيت انا وامثالي من المذنبين في سجن هذة الدنيا نصارع الحسرة على مافاتنا ونتجرع مرارات بقائنا في هذه الدنيا المليئة بالنفاق والرياء ونرى تراث اخوتنا يباع بأبخس الاثمان من درجات هذه الدنيا الدنية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك