المقالات

ماذا خلفت المركزية للعراق؟؟

716 11:34:00 2012-03-04

نور الحربي

مع تأكيدات كردستانية وعلى أعلى المستويات ان التصريحات المتعلقة بالحد من اللامركزية وتقوية المركز التي أطلقها رئيس الحكومة نوري المالكي مرفوضة جملة وتفصيلا ليس لان الكرد يخشون قوة المركز وسطوته واستئثاره بالقرار وتوزيع الثروة فحسب بل لان ذلك سينتج خللا كبيرا في موازين القوى ويؤسس لعودة التفرد وهناك من الأسباب الأخرى الكثيرة التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال أو المرور عندها مرور الكرام نعم قد يعتقد بعض من ترسخت في سلوكياتهم ودرجوا على التعامل مع الأمور بعنف وقهر وقوة ان العراق لايحكم ألا بالقوة والسطوة كما في تجنيد شيوخ العشائر سابق وحاليا لحفظ الأمن ومواصلة الاستقرار الذين يصرف عليهم من أموال الجياع فيما توهم آخرون ان قوة المركز تكمن في إضعاف المحافظات والأقاليم وجعلها تابعة ذليلة حقيرة ترضى بالفتات وتقبل الأيادي من اجل الفوز بالصدقات المركزية وهذا ما نراه مكتوبا على عدد من المركبات الحوضية وكابسات النفايات بخط واضح ومقروء (هدية رئيس الوزراء لمحافظة...) في مصداق واقعي على عقلية الصدقات المصروفة من مال الشعب الذي يتحجج بخدمته المسوؤل وكأن السيد الفلاني أو العلاني انفق ثروة خاصة وعمل بكد ليعيل شعبه المسكين أذن فالخلل في التفكير والمغالطة تكمن في المنطق الذي تساق به الحجج والتبريرات لتصدر بشكل عشوائي تارة ومنظم ومقصود تارة أخرى. بالعودة للكرد وموقفهم المتخوف من التلويح بالمركزية وهذا ليس رأيا كرديا محضا بكل تأكيد فالسواد الأعظم من الشيعة لهم نفس الرؤية والتوجه ولعل تاسيسات شهيد المحراب وعزيز العراق قدس الله نفسيهما وقيادات تيار شهيد المحراب عموما ترى ان المحافظات القوية القادرة على إدارة شؤونها قوة للمركز ودون أدنى شك ان قوة المركز وقراره الصلب في التنظيم والأداء الفاعل المقنع وبكل الاتجاهات السياسية والأمنية والخدمية سيفرض على المحافظات ان ترتقي وتعمل بنفس القوة والزخم مما ينتج بلدا قويا متماسكا يحتكم لمؤسسات دستورية مقنعة ترضي جميع الإطراف وهذا ما ينبغي بناؤه والالتفات أليه بكل جدية أما ان يكون المركز ضعيفا متخبطا يحاول مد اذرعه بكل الاتجاهات ويرى في المحافظات ومجالسها ونجاحاتها ندا لمشاريعه السياسية فهذا أمر غير مقبول . ان تجربة كردستان العراق مع وجود الملاحظات حولها كقضية لا ينفي أنها تجربة ناجحة بكل المقاييس في أطار العراق الاتحادي وهذا ليس عزفا على وتر كردستان أننا بلد متعدد يحتاج إلى ان يستنشق الناس فيه نسيم الحرية واللامركزية هي أدنى حقوق الفرد والمجتمع في ان يعيش حرا ويشعر بالكرامة بلا تلويح بعصا الحكومات المركزية المقيتة وتفكيرها المنغلق الذي حكمت به العراق وبدون اللامركزية التي هي أدنى حقوق أبناء الشعب كما ذكرت فما هي الجدوى من كل هذه التضحيات التي قدمت في سبيل حرية العراق او ماذا سيبقى في العراق بلا الدستور الذي صوت عليه العراقيون بدمائهم ودموعهم ليرسموا فرحة لأجيالهم القادمة على اقل التقادير وما جدوى ان يقدس بعضنا الدستور ان كان يحقق مطامحه ويعود لرفضه وضربه عرض الحائط ان لم ينسجم مع رغبته او رغبة حاشيته التي توهمه بأنه في سكة الحق ودفاعه عن متبنياته كدفاعه عن مقدس لا ينبغي المساس به رغم انه شخص واحد وفكرته تحتمل الخطأ كما أنها من وجهة نظر شركاءه في الوطن لا تحمل الصواب في هذا التوقيت وهذا الزمان وفي هذا العراق بكل ثقة وتأكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك