حميد سالم الخاقاني
(من فمك ادينك) .. هذا القول ينطبق تماما على تصريحات ادلى بها مدير عام صحة الرصافة الدكتور علي بستان الفرطوسي حول الفساد المالي الكبير في مستشفى الجوادر المعروف بأسم مستشفى الامام علي (ع) في مدينة الصدر تقف ورائه جهات تابعة للتيار الصدري والذي يقدر بعشرة مليارات دينار من خلال التستر على بعض الشركات الفاسدة مقابل اموال ضخمة.. فقد قال الفرطوسي (ان "هناك محاولات حثيثة من قبل بعض الجهات المتنفذة في مدينة الصدر للملمة الموضوع خشية افتضاحه وخروجه عن السيطرة "، مضيفا ان " المشروع تم احالته عام 2009 الى شركتين هما شركة الخاتم التابعة لوزارة الصناعة وشركة محمود عبدالله ،وقد تبين فيما بعد ان شركة محمود عبدالله تعتمد على عصابات من مدينة الصدر تهدد المهندسين ولجان الاشراف التي تزور الموقع "، مؤكدا بالقول "انني شخصيا ذهبت الى قضاة محكمة استئناف الرصافة والى قاضي تحقيق مدينة الصدر وتم اصدار اربع مذكرات القاء القبض بحق تلك العصابات الموجودة في مدينة الصدر".ويوضح الدكتور بستان قائلا " لقد ذهبت الى مكتب السيد الشهيد الصدر بمدينة الصدر والرصافة واخبرتهم بان القضية تحدث في مشروع مستشفى الامام علي (ع) واننا ومنذ اربع سنوات نعمل ونحاول اعماره والانتهاء منه دون جدوى بسبب تهديدات تلك العصابات".واستدرك الفرطوسي " ان احد البرلمانيين ، دون ان يسميه او الجهة التي ينتمي اليها، اتصل بنا وحاول ان يساعد تلك الشركة الفاسدة والعصابات التي معها"،مؤكدا ان " تلك العصابات هددتني شخصيا بالقتل في حال لم اترك القضية ".ومما تجدر الاشارة اليه ان وزارة الصحة تعاقدت مع شركة FC GROP الكندية لانشاء مستشفى يسع 250 سرير بكلفة 46 مليار دينار عراقي في مدينة الصدر التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية بحسب موقع وزارة الصحة ، في حين ان وزير الصحة صرح عند وضع حجر الأساس للمستشفى ان كلفة المشروع هي 45 مليون دولار اي ما يقارب 54 مليار دينار عراقي.. وليس 46 مليار دينار.للعلم ان الدكتور علي بستان الفرطوسي يعتبر من المنتمين للتيار الصدري ومن الكوادر الناشطة فيه وقد تعرض قبل عدة اعوام لمحاولة اغتيال من قبل الجماعات التكفيرية غرب العاصمة بغداد، وهو حينما يتحدث بهذه الصراحة عن وجود عصابات من التيار الصدري تهدد وترعب وتستحوذ على الاموال فمعنى ذلك ان السيل قد بلغ الزبا، ولم يعد ممكنا التزام الصمت والسكوت على مايجري.. نتمنى ان يتابع السادة اعضاء مجلس النواب من كتلة الاحرار ، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدري تلك العصابات ووضع حد لتجاوزاتها وجرائمها..وقبل ذلك كله فأن الحكومة هي المسؤولة اولا واخيرا عن المحافظة على اموال الشعب وممتلكاته وصيانة ارواح الناس، والتصدي للمجرمين والارهابيين بصرف النظر عن انتماءاتهم ومسمياتهم.
https://telegram.me/buratha