المقالات

ضحايا في محرقة الفساد /

691 19:19:00 2012-03-09

حافظ آل بشارة

عندما استمعت الى كلمات صديقي المجاهد البدري عطية سنوح وهو يصارع المنية وقد أخذ الورم الكلوي انحاء جسده ، اصبحت حاقدا على خطابات الوزراء والنواب وتجار الشعارات ، كل ما يقوله رجال الحكومة حول خططهم لبناء البلد مجرد اكاذيب ، لا يمكن لبلد ان يتطور وفيه كل هذا الفساد ، الفساد العراقي يتمتع بعناصر قوة وهيمنة تجعل مجرد تصور القضاء عليه مستحيلا ، اولا تحول الفساد الى ثقافة شعبية ، الفاسد محترم ، في المجالس والملتقيات الرسمية والشعبية عندما يأتي الفاسدون يتدافع الناس ليسلموا عليهم ويعبروا لهم عن الحب والاعجاب ، نحن امة ذات تأريخ فاسد منذ الامويين والعباسيين وحتى هذه اللحظة ، ولكن لم نمر بمثل هذه الهيمنة الهائلة للفساد والفاسدين على الحياة السياسية والادارية وما يرافقها من ابادة تستهدف الشرفاء واهل النزاهة ورموز التضحية والعطاء ، ثانيا الفساد عندنا محمي بقوة المناصب وقوة القانون ، ومحمي بالتهديدات والكواتم والعصابات الجوالة التي تلتقط كل من فتح ملف فساد او اعلن رغبته في فتحه ، الفساد الحالي هزمت أمامه جميع الدوائر التي حاولت محاربته ، كان شعارهم (مكافحة الفساد) فاصبح واقعهم (مكافحة النزاهة) ، هيئة النزاهة ، لجنة النزاهة النيابية ، الرقابة المالية ، دائرة المفتشين العامين ، هذه العناوين الكبيرة تتهاوى امام طنطل الفساد ، ملفات الفساد الراهنة تضم اسماء نواب منتخبين ووزراء وغيرهم ، نائب يشتري عمارات في بيروت ، ونائب يتزوج مومسا شهيرة ويطلقها ثم يدفع لها مئات الالاف من الدولارات لاسكاتها فتأخذ المبلغ من موازنة العراق العظيم ثم تفضح الرجل على وسائل الاعلام ! لصوص العراق من النوع الذي لا يملأ فمه الا التراب فهو لا يكتفي بالمليار او المليارين ، اصغر الفاسدين الوطنيين عمرا قد تجاوز الاربعين ويمكن ان يعيش ثلاثين سنة اخرى في احسن الاحتمالات لكنه يجمع اموالا تكفيه وتكفي عشيرته ثلاثمئة سنة ، اقترح حملة تثقيفية لاقناع الفاسدين بالاكتفاء بمقدار معقول من المال عسى ان يبقى لهذا الشعب العظيم شيء من موائدهم ، تذكرت الفاسدين وانا اتامل مصير المجاهد عطية سنوح الملقب (ابو فردوس) وهو من مجاهدي فيلق بدر القدامى حملة السلاح وعشاق الشهادة ، يرقد في مدينة الطب ليواجه الموت البطيء لانه بحاجة الى عملية استئصال وزرع كلية ، وقد طلبوا منه عشرين مليون دينار فاستنفر اهله وعشيرته وباع كل شيء ليجمع مبلغ 17 مليون وبقيت الملايين الثلاثة الاخيرة تشكل تحديا لحياته ، ثلاثة ملايين يمكن ان تنقذ مجاهدا قضى اجمل ايام شبابه في مقارعة النظام السابق ، مبلغ تافه لا يكفي لوليمة في منزل موظف ، مبلغ لا يكفي مصرف جيب ليوم واحد لابن وزير يتجول في باريس على حساب الحكومة ، مجاهد بدري يموت بمرضه لان العراق العظيم غير قادر على تهيئة مبلغ 3 ملايين دينار لعلاجه ، عطية سنوح يخاف ان يقول انه من مجاهدي فيلق بدر ، عطية سنوح يعاقب لانه كان يقاتل نظام صدام ولو رآه صدام نفسه على هذه الحال لوهبه المبلغ وانقذ حياته ... عندما تجتمع اللصوصية وفقدان الغيرة في شخص فهي الكارثة الحقيقية لجميع اللصوص وللوطن المسروق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-03-10
الجانب الصحي والتربوي هما الاهم وهما بفضل اللصوص الاكثر فسادا
المهندسة بغداد
2012-03-10
اسال الله اللطف بعباده حقيقة مأساة والماساة الاكبر انها تتكرر يوميا لي صديقة من اجل تفتيت حصى وليس زرع كلى مجرد تفتيت كادت ان تفقد حياتها وببرود قال الطبيبانها ستتسمم خلال 3 ايام ولولا انها من اسرة ميسورة ركضت بها الى عمان لماتت ما زال منظر رميها من السدية الى الارض من قبل الممرضات وكانها حيوانة رغم انها دكتوراة في اللغة العربية وتخدم بلد باسره بلدنا غاب عنه فترة طويلة جهاز تفتيت حصى ولكن اجهزة تفتيت الضمير فلا تعد ولا تحصى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك