المقالات

قمة بغداد ... غياب الخطباء /

767 10:34:00 2012-03-15

حافظ آل بشارة

أعرف ان مؤتمرات القمة العربية السابقة لم تأمر بمعروف ولم تنه عن منكر ، ولكن هذه المرة للقمة قيمتها في بغداد ، العرب كلهم تطيروا بالتجربة العراقية واوجسوا منها خيفة ، وبعضهم اسهم عن طيب خاطر في رفد برنامج طموح لتهديم العراق وابادة اهله ، اليوم تجري الامور باتجاه آخر ، وتلك الايام نداولها بين الناس ، سيقترب العرب من بغداد لقراءة ما يجري ومشاهدة القصة عن قرب ، سيجدون ان نظراءهم في بغداد ليسوا من المريخ بل هم عرب مثلهم شكلا ومضمونا ولغة وزيا ، وان بغداد هي بغداد بقصورها وجسورها وعيون المها ، سيدركون ان بغداد لم تتغير سوى انها ازاحت رموز الطغيان وعادت الى تواضعها وعطاءها القديم ، سيتذكر المخضرمون منهم خطابات القمة في بغداد ودمشق والقاهرة والخرطوم والرياض وطرابلس وبيروت كيف تتشابه وتخاصم نفسها ، سيتذكرون ان بغداد رددت عبر الشواطئ والازقة خطابات القمم السالفة حول الوحدة العربية وتحرير فلسطين ، سيتذكرون كيف انشغل العرب في تأليف الخطابات القممية ، وفي غفلة منهم نشأ عمالقة دوليون جدد مثل الصين والهند واليابان وايران ، وولدت نمور اقتصادية نشيطة مثل كوريا وماليزيا وتايلند والبرازيل ، العرب ما زالوا يناطحون اسرائيل بالخطابات فترد عليهم بصناعة رؤوس نووية جديدة ، فعل غريب ورد اغرب ، هذه المرة بغداد تستقبل القمة في الالفية الثالثة ، العراق مؤهل لأن يحول هذه القمة والقمم المقبلة الى لقاءات عمل بين دول طموحة ، يقول العرب انهم اسسوا دوائر في اطار الجامعة العربية منذ عقود لانجاز الوحدة العربية بالتكامل التدريجي ، تكامل نفطي زراعي سياحي بيئي علمي تقني صناعي ، اسباب النجاح متوفرة فالعرب في حسابات التأريخ والمجتمع أمة واحدة بسبب وحدة الثقافة والدين واللغة والاتصال الجغرافي ، عناصر الوحدة بين الشعوب العربية اكثر قوة من عناصر الوحدة بين طوائف الشعب الهندي وهم دولة واحدة . العراق مؤهل اقتصاديا بنفطه وزراعته وبشريا بثقله السكاني وثقافيا بحضارته العريقة وسياسيا بنظامه الديمقراطي الحديث كي يقود تجربة تكامل عربي جدي ، في قمة بغداد المرتقبة سيغيب الخطباء الكبار فلن نسمع مهاترات ثنائية لان القذافي رحل ، ولن نسمع تهديدات نارية لان صدام رحل ، ولن نسمع شعارات كبيرة وفارغة لأن مبارك رحل ، ولن نسمع دعاية استقطابات اقليمية وحزبية لأن صالح رحل ، سنسمع خطابات الحداثة والتنمية لأن الشعوب لا ترحل ، سيكون انعكاس الصراعات الدولية على العرب محدودا ، فأميركا منشغلة بمراقبة مستقبل الازمة المالية بقلق ، وروسيا والصين يراقبان القلق الأمريكي بارتياح ، وفي سوق النفط هدوء يسبق العاصفة ، تغيير عدد من الحكام في العالم العربي يمكن ان يؤسس مزاجا سياسيا افضل لينتقل الجميع من التنافس الى التكامل ومن تبادل المخاوف الى تبادل المودة ، ومن هدر الاموال الى التنمية ، ومن النزاعات والشكوك الى الشراكة المثمرة ، ومن التفكير الآني الى التفكير الاستراتيجي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شاكر الاحمد
2012-03-16
الكاتب يحلم ويتغافل عن الواقع قمة اقترب فيها الحاكم العراقي من السعودية وما تمثلة من دور مهيمن وخادم للغرب لايمكنها ان تخدم مطامح العرب في الدمقراطية والحرية والاستقلال .انها قمة انخراط النظام الدمقراطي بصداقة مع السعودية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك