المقالات

بين بسماية وبكين

954 10:35:00 2012-03-18

عبد الكريم ابراهيم

الصينيون استطاعوا ان يجعلوا من الحلم حقيقة ، اذ تمكنوا بمدة لاتتجاوز ( 15) يوما بناء فندق مكون من ثلاثين طابقا ، وهو رقم قياسي في سرعة التنفيذ! قد يدخل هؤلاء موسوعة غينيس للارقام القياسية ،وربما كان هذا الدافع وراء عمل كهذا، لان الصينيين كانوا ومازلوا عمليين في قطع خطوات تببر العالم ما يجعل الاخرين يتخوفون من ان يبتلعهم المارد الاسيوي . وفي الطرف الاخر من اسيا ما زال العراقيون مشغولين بهوايتهم المحببة الى قلوبهم وهي : وضع احجار الاساس لعديد من المشاريع السكنية من دون وضع اي لبنة على ارض الواقع . ربما بعض اهل الاختصاص من الخبراء - وما اكثرهم - يؤمنون بالمثل العراقي الذي يقول ( الذي تتأمله ،خير من الذي تأكله) لذا اخذهم ( الواهس ) في ابتداع الكثير من المشاريع وشمروا عن سواعدهم في بناء الحلم العراقي على الورق: عشرة في عشرة ، معسكر الرشيد ،واخرها مشروع بسماية السكني الذي بلغت تكاليف اعلاناته المدفوعة الى وسائل الاعلام مايعادل على اقل تقدير عشر شقق متواضعة يحلم بها عراقي سئم الايجار والسكن في العشوائيات . قد يكون مشروع بسماية ليس الاخير على طاولة المشاريع الورقية ، فقد يطل علينا احدهم ويجعل من ( الهور مرك ، والكصب خواشيك) وهو ينُظرّ لمشروعه القادم و كيفية البناء فيه وانه افضل ما توصل خبراء الاسكان والبناء في هذا المجال وانه متكامل من جميع النواحي وهو جزيرة الاحلام التي يراها العراقيون في الفضائيات وتثير فيهم الغيرة والحسد في بعض الاحيان من نظرائهم في العالم على ما وصل اليه التطور العمراني ..الخ . العراق يملك كل المؤهلات الفنية والمالية للدخول في عالم هو بعيد عنه الان ،ماعدا امر واحد هو : وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، فهذه القاعدة (القديمة - الجديدة ) غائبة عنا ، بل بالاحرى مغيبة لاسباب كثيرة، لان بعض المسؤولين - مع كل الاسف- قطع شطرنج تراها تلعب في كل رقعة .وهذا لا يعني ان الارض ممهدة وسالكة بل ان هناك الكثير من المعوقات والتزاحم للصلاحيات بين مؤسسات الدولة ، ما جعل الامر يفضي الى حالة اشبه بالجمود ،وكل يلقي تبعة هذا التأخير على الاخر ويكيل الاتهامات ويعطي المبررات . الخاسر الاكبر في هذه المعركة هو المواطن العراقي الذي يريد ان يحصل على بعض حقوقه التي كفلها الدستور والعيش بابسط مقومات الحياة المعاصرة منها : السكن المناسب وقد يكون العراقي في هذا المجال في غاية التواضع فكل ما يريده سكن فيه بعض متطلبات الحياة التي يراها عند اغلب شعوب العالم .وحتى يشعر بعض المسؤولين بمعاناة اخوهم العراقي يجب ان تمضي سنون جديدة من عمره في انتظار القادم الذي قد لايأتي سوى في عقول بعض المسؤولين وخطاباتهم الرنانة ومشاريعهم الورقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-03-18
في بداية الثمانيات اطلق الطاغية شعار نبني ونحارب وخلال 4 سنوات وربما اقل تم انشاء ثلاث مجمعات سكنية للموظفين الاول حيفا ومجمع الصالحية ومجمع حي صدام هذا في بغداد فقط المشكلة ليست كسل او غباء انما مؤامرة وشيء مقصود كما في الكهرباء فخمس سنوات بعد السقوط كانت كافية لحسم موضوع الكهرباء بكل اشكالاته وتشعباته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك