المقالات

الحُبّ سيّد الحلول

847 18:25:00 2012-03-18

السيد حســـين الصـــدر

الحُبّ سيّد الحلولالعلاقة بين (المواطن) و(المسؤول) كثيراً ما يشوبها التشنج والاحتقان ، وتطغى السلبيات فيها على الايجابيات ..!!ويرجع ذلك كله ، الى أنَّ ( المواطن ) يجد كثيراً من (المسؤولين) يتلكأون في اشباع حاجاته الآنيه، ويلمس َتراكُم التقصيرات في تقديم الخدمات في مختلف الجوانب الحياتيه ،فتدّبُ في نفسه آعاصير التأثُر والغضب ، وتتلاطم أمواج الإحساس بنسيانه واقصائه عن سلّم الأولويات ، التي يجب ان يراعيها المسؤولون ، لافي الموازنه السنويه فحسب ، بل في كل القضايا الأمنيه والسياسيه والاجتماعيه والثقافيه والصحيه والاقتصاديه والتعليميه .....انه حين يرى مظاهر البذخ والسرف الحكومي ، والفوارق الهائله بيْنه وبين أصحاب المناصب والامتيازات تتقِدُ في قلبه جمرات لاهبه من الشجون والاحزان ، ولا يبقى للراحة المساحة المطلوبة لأبناء بلد غنيّ للغاية كالعراق ليس في موارده النفطيه والمعدنية فحسب ،بل في خبرائه وعلمائه ورجاله القادرين على النهوض بكل مستلزمات الاستقرار والرخاء .ان المليارات المهدورة ، خلال السنوات الثمان الماضيه، كانت كفيلة باحداث النقلة النوعية في حياة المواطن العراقي، بالقياس الى ماكان عليه ايام الدكتاتوريه البائده ، ولكنه حتى الآن مسكون بأوجاع انقطاع الكهرباء لساعات طويله ، وهو مشروع "شهادة" مُنْتَظَرة في الشارع أو السوق أو المدرسة أو الدائره ..!!ليس الحل في ألغاء هذا التخصيص أو ذاك كما حصل بالنسبه للسيارات المصفحة التي أرادها النواب ، وانما يكمن الحل في ان يكون حُبّ المواطن هو الأحساس في كلّ إجراءٍ يُتخَذُ مهما كان لونه ومحتواه .واذا كان حبّ المواطن هو المعيار المعتمد ، فلن تكون هناك لا سيارات مصفَّحة للنواب وحدهم ، ولا مواد غير صالحة للأستهلاك البشري معدّه للتوزيع على المواطن ولامعاناه من مشكله انعدام الماء الصالح للشرب ، في كثير من المناطق ولا يتكدس أطفالنا في المدارس الطينيه كأنهم النمل ، ولا تبقى أنياب حادّه للبطاله ...ويطول تعداد المفارقات المحزنه ان اردنا الاستيعاب .ان حبّ الذات هو الطاغي على السلطويين وان حبهم لجهاتهم وكتلهم ،لايمكن ان يقارن بحبهم لناسهم ومنتخِبيهم ، والاّ لما تراكمت الأزمات ، ولما امتدت الصراعات بينهم حتى بلغت حداً لايُطاق .هذه هي الحقيقه التي لم تغب عن بال الوطنيين الصادقين في حبهم للشعب والوطن .وحين يصدق ( المسؤول ) في حبّه (للمواطن) فلنْ يفضّل نفسَه عليه ، ولن يفضّل الكسل على العمل ، ولن يفضّل الاختلاس على النزاهة، ولن يتوانى عَنْ ان يصل الليل بالنهار في مضمار الخدمات التي يقدّمها للناسمَثَلُ (المسؤول) مع (المواطن) مثل الأب مع الأبناء .انه يكدح من أجل إسعادهم ، ويكابد ألوان المشاق ليدخل على قلوبهم السرور .ولا لذاذة عنده أكبر من أنْ يجدَهُم آمنين مطمئنين مستقرين ....ومن المناسب هنا ان ننقل حواراً مهما، جرى بين (المنصور) مع وزيره (الربيع بن يونس) ، وهو حافل بجملة فوائد واضاءات في هذا الباب ، وقد ذكر الحوار ابن خلكان في وفيات الأعيان ج1 / 332 قال المنصور للربيع يوماً :(( ياربيع :سل حاجتك ، قال :حاجتي يا أمير المؤمنين ان تُحب الفضل ابني ، فقال لهوَيْحَكَ إنّ المحبه تقع بأسباب ، فقال له :قد أمكنك الله من ايقاع سببها ، قال :وما ذاك ؟ ، قال :تُفْضِل عليه ، فانك اذا فعلتَ ذلك أحبّك ، واذا أحبّك أحببتَه ، قال :قد والله حببَّتَه اليّ قبل ايقاع السبب ، ولكنْ كيف اخترتَ له المحبه دون كل شيء ؟ ، قال :لأنك اذا أحببتَه كبُر عندك صغيرُ احسانِه وصغُر عندك كبيرُ اساءتهِ وكانت ذنوبُه كذنوب الصبيان وحاجتُه اليك حاجة الشفيع العُريان -أشار بقوله ( الشفيع العريان ) الى قول الفرزدق الشاعر :ليس الشفيعُ الذي يأتيك مُتّزراًمِثل الشفيع الذي يأتيكَ عُريانا ))أقول :ولو لم يكن من سبب عند المسؤول لحب المواطن الاّ مغامرتُه بحياته يوم الانتخابات من أجله لكفى اننا مأمورون بان نحبّ لاخواننا ما نحبّ لأنفسنا ولكننا نسينا اخواننا ، وبَالغنْا في حبَ أنفسنا فانتهى بنا المطاف الى ما نحن فيه من الأزمات .

حســـين الصـــدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-03-21
أذكر أيام الطفولة وفي درس اللغة العربية كتاب القراءة للصف الرابع الأبتدائي بيت من الشعر ولكن صيغ بأجمل صياغة للشاعر أبو القاسم الشابي يقول فيه : أحبب فيغدو الكوخ كونا ً نيرا ً وأبغض فيمسي الكون سجنا ً مظلما لقد جعل بطيحان التكريتي من العراق سجنا ً مظلما بزرع الكراهية بين الناس على أساس طائفي وعرقي ومذهبي وسياسي واليوم أتباع هذا المسخ الذي هو كان أشر خلق الله ينتهجون نهجه ومن أجل ماذا ؟؟ باعوا شرفهم وذممهم ونسوا اليوم الذي سيواجهون الله الجبار . اللهم إنتقم من كل ظالم بحق محمد وآل محمد
ابو احمد الفتلاوي
2012-03-20
اشكر الاخ م ن على التوضيح
م ن
2012-03-20
الاخ الفتلاوي ان السيد صاحب المقال هو سيد حسين هادي الصدر وليس سماحة سيد حسين اسماعيل الصدر امام جماعة الكاظميه... وشكرا
ابو احمد الفتلاوي
2012-03-19
عباده فامدنا الله بالصبر ومن علينا الله بقائدنا شهيد المحراب رضوان الله عليه فكان نعم القائد ونعم المؤنس وكنا نعمل ليل نهار لايصال مظلومية الشعب العراقي الى المحافل الدولية ونجحنا في مسعانا رغم القتل والتعذيب في تلك الصحراء القاحلة الى ان من الله وخرجنا الى الدول الغربية .وعندما عدنا الى بلدنا سمعنا من اخوة لنا كلاما غير متوقع وظلمونا .لقد نحتونا بالغوغائيين والجهلةومرة بالعمالة وانكروا حقوقنا .ونحن كنا لهم اخوة نزورهم في سجونهم رغم الاخطار كنا نساعد عوائتهم.لقدالمنا سلوكهم اشكهيم الى الله واليك
ابو احمد الفتلاوي
2012-03-19
سلام الله عليك ورحمته وبركاته.حينما كنا نصلي في الكاظمية المقدسة ايام النظام البائد ونراك تامنا في ذلك الوقت العصيب ونحن في قمة الشباب يدفعنا ايماننا بالله حفاظا على ديننا الحنيف للوقوف بوجه النظام البعثي وعملنا ماعملنا وفقدنا مافقدنا من اخوة لنا اعزة على قلوبنا .تقربنا بهم الى الله بهم ومزادنا الى ايماننا بقضيتنا وبقينا نعمل على الساحة العراقية الى ان شاء الله ودفعتنا ظروفنا الى الهجرة في سبيل اللهل لكن شاء ان نكون سجناء عند ألد اعداء الله وقدمنا من الشهداء وعانينا ماعنينا لكن حاش لله ان ينسى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك