المقالات

الديمقراطية الديكتاتورية .... من الباب الى الشباك

899 10:34:00 2012-03-22

الحاج هادي العكيلي

الديمقراطية الديكتاتورية .... من الباب الى الشباكتبدو هذه العبارة وكأنها وجهين لعملة واحدة .فهل المقصود بها ((ديقراطية العملية الديكتاتورية ))ام ((ديكتاتورية العملية الديمقراطية )) طرفان لمعادلة واحدة.تأخذ حيزها الفاعل في اي نظام سياسي ينبغي ان يقدم ولو بالحد الادنى من اسس عقلانية وواقعية .وعادة ما تحدث التغييرات في انظمة الحكم بعد هزيمة في حرب او نجاح حركات الاستقلال او تغير اجتماعي او ثوري ضخم .وهكذا نلاحظ ان القوى المهزومة او الحكومات الساقطة قد فرضت نظام حكم غير منسجم مع تطلعات الجماهير واسوء انظمة الحكم هو النظام الديكتاتوري الذي اتخذته حكومة البعث المبادة .ان التغيير في النظام السياسي في العراق لم يحدث اثر ثورة او انقلاب بل جاء بفعل الدماء التي سالت وضحت من اجل اسقاط النظام البعثي الديكتاتوري بمساعدة قوى اجنبية اياً كانت التسمية التي يمكن نعتها بها ومهما كانت الدوافع والاسباب .فكيف يمكن تحقيق نظام سياسي ديمقراطي ؟ فكان الاتجاه السائد على الساحة ان ينشأ دستور عن طريق جمعية تأسيسية تنتخب من قبل الشعب العراقي .وبما ان الدستور العراقي قد اقر من قبل الشعب ،وهو ما ينبغي الاخذ به .فعلينا ان نلاحظ ان كل الدساتير المكتوبة تضع اجراءات وخطوات محددة لتعديلها ،لان هناك ادراكاً عاماً بضرورة وجود نوع من التكيف والمرونة في قواعد اتخاذ القرارات الاساسية عندما تنشأ المشاكل في المؤسسات القائمة .ولنحاول هنا ان نكون اكثر واقعية ونتجاوز مفهوم الشائع للديمقراطية ((حكم الشعب نفسه بنفسه )) ونؤكد ان الشعب لايمكن ان يحكم نفسه بنفسه يمكن القول ان لفظة (ديمقراطية )تنضوي على الحرية والمساواة ،وهنا لابد ان يكون التوازن وعدم التجاوز بين سلطة مفيدة وحرية منظمة .وهي بشطريها تنصب على اسهام فاعل للافراد في ادارة شؤونهم العامة دونما تميزها .ولكي نبتعد عن تأسيس نظام ديكتاتوري جديد في العراق بغطاء الديمقراطية .فقد دعا رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء نوري المالكي لتحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط .ونجد كذلك كافة الكتل السياسية اتفقت على تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط الا ائتلاف الحزب الحاكم يرفض ذلك .فكان النظام البعثي الديكتاتوري بين الحين والاخر يزين نظامه الديكتاتورية باجراءات ديمقراطية كاستفتاء على رئاسة الجمهورية او انتخاب اعضاء المجلس اللاوطني المحسومة النتائج .وبهذه الصورة يريد ان يجعل نظامه الديكتاتوري مغطاة بروح الديمقراطية .ولكن اين مصيره !!!!واليوم في عراقنا الجديد تجري انتخابات وفق قواعد وضوابط سنها الدستور العراقي الجديد ،لترسيخ روح الديمقراطية لدى الشعب العراقي الذي لم يذق طعمها الحقيقي في ظل النظام البعثي الديكتاتوري لينتخب ممثليه في مجلس النواب العراقي لتشكيل الحكومة .ولكن اطراف تريد ان تذهب بالديقراطية الى تعزيز حكم الديكتاتورية .ان اجراء جعل او تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط اجراء سليم يساعد على تسهيل انتقال السلطة بشكل سلمي ويبعدنا عن قضية القائد الضرورة والحزب الحاكم الذي عان منه الشعب على مدار اكثر من ثلاثين عام .فهل اليوم نرغب بتأسيس لمثل هكذا نظام حكم ونعيده باطار الديمقراطية ونسلفن انفسنا بهذا الاطار الذي شاع استخدامه بين انظمة الحكم لكونه القريب الى الشعب .من اجل ان يخرج النظام الديكتاتوري الديمقراطي من الباب ليرجع بثوب الديقراطية الديكتاتورية من الشباك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك