المقالات

خنق الحوار الفكري!!

699 11:01:00 2012-03-22

حميد سامي

لايختلف اثنان في إن الحوار الفكري يؤدي دائما إلى بناء الإنسان وتطهير النفوس في آن واحد، ومما لاشك فيه إن انعدام الحوار يولد دوماً فوضى عارمة ومجتمعات متخلفة تخشى باستمرار صوت الآخر ورأيه،وتنفر منه وتعاديه،وللحوار آداب يجب أن يتحلى فيها المحاور ومن تلك الآداب أن يكون للحوار غائية التعلم والاستفادة من بعضنا البعض ،والعمل على حل المشاكل المطروحة والمسائل المتعلقة بشكل جماعي سواء على الأساس التوافقي أو على أساس الاختلاف الذي يهدف إلى وضع التركيبة المتمثلة للأطراف المتحاورة وكذلك يفترض أن يكون هناك مبدأ الاحترام ،أي احترام وجهات النظر بعيداً عن التبجح والتطرف.ولا يخفى على ذوي الحقيقة من أن ثقافة الحوار ليست ظاهرة فطرية ،وإنما مكتسبة تبدأ من العائلة إلى المجتمع إلى مؤسسات الدولة .وما يحدث في العراق أصبح الحوار مرفوضاً أو مؤجلاً إلا في حالة رضوخ الطرف الأخر إلا ما يملي عليه وان لم يصغ إليه يبادر إلى إثارة الفتن وتسميم الأفكار ويثير البلبلة .ويتعدى على مشاعر الشعب وأماله وأخيرا يطلب منه زجراً إن يسكت ، وبذلك ينطفي الحوار .ويجب إن تعي أن مصطلح الدولة مختلف تماما وجوهريا عن مصطلح الحكومة ولذلك فان فصل الدين عن الحكومة ،أو عن النظام السياسي أو عن النشاط الحزبي لا يترتب عليه إلغاء الدين لدى الناس، وهذا ينبغي التفريق بين الحكومة والدولة كمفهومين غير متماثلين أو متطابقين ،فالدولة في كيان عام لشعب متعدد الأديان والطقوس تحت خارطة تسمى الوطن، في حين إن حكومة نظام سياسي معين هي جهاز للتسيير والإشراف على أشكال التنمية والقانون ، فالدولة لا تؤسس القوانين ، الذي يؤسسها الحكم السياسي بواسطة الأجهزة التي تمثل الشعب مثل البرلمان علما إن هذه القوانين تخضع دائما للتعديل وأحيانا للاابقاء ،واستبدالها بأخرى وحسب النظام السياسي الذي يكون في سدة الحكم .وهنا نتسائل: لماذا يغيب الحوار الفكري والعلمي حول مثل هذه القضايا لمعالجتها بهدوء دون اللجوء إلى الزجر، والتفكير وكيل التهم واستعمال آليات القمع بكل أنماطه ؟وما يجري من تجاذبات سياسية ولقاءات ودية بين قادة الكتل تبني على أسس تبادل وجهات النظر ؟وليست الديمقراطية هي تقبل الرأي ووجهات النظر وهذا الحوار بين ممثلي الشعب يجب إن يأخذ مساره الصحيح كي لاتتعرض الديمقراطية للنبذ والتراجع او التلاشي جراء خنق الحوار بين الأطراف أو تبني على أثارها الأزمة السياسية ويكون ضحيتها الشعب المغلوب على أمره ،وهكذا فان مصدر تفاهم المشكلات ينبع من غياب وانعدام تقاليد النقاش ولغة الحوار كمشروع حضاري ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك