المقالات

قمة بغداد أم قمة أصدقاء سوريا ؟!

1118 12:31:00 2012-03-22

سليمان الخفاجي

القضية السورية في هذه الايام تاخذ كل اهتمام المجتمع الدولي والعالم العربي ويبدو الانقسام واضحا والتباين في وجهات النظر بين فريقي المواجهة الذين مع سوريا كدولة ونظام وشعب والذين مع سوريا كمعارضة للنظام السوري او بين الجيش السوري وبين الجيش الحر او بين النظام والمعارضة وكل يدعي الحرص على سوريا وشعب سوريا والضحية الوحيدة طبعا هو الشعب السوري ما يهمنا هو دور العراق وموقف العراق بكونه بلد ديمقراطي ونظامه برلماني ويخضع موقفه لدستور نص على عدم التدخل في شؤون الاخرين وخاصة دول الجوار وان تكون مواقفه الخارجية مبنية على اساس تحقيق المصلحة للعراق وعدم الدخول في الصراعات الدولية وعلى الحكومة ان تضمن امن العراق وحماية حدوده من اي تدخل خارجي او خطر يداهم امنه الوطني وسيادته سواء اكان هذا الخطر مباشر او محتمل ومنذ ان بدأت المشكلة السورية لم يخرج موقف العراق عن هذا الحد بل كان احرص الدول العربية على الشعب السوري بحفاظه علية وعدم ادخاله في متاهات الوصاية والحرب الاهلية والاقتتال بين ابناء الشعب الواحد ولم يرق هذا الموقف العراقي للدول العربية والتي تبنت موقف المواجهة مع النظام السوري واخذت مواقف متطرفة وبادرت لتدويل القضية السورية بعد ان كونت موقف عام داخل الجامعة العربية بانتظار ان تسفر القمة العربية عن قرار موحد باتجاه يرضي طموحات العرب ولكون هذه القمة تعقد في العراق وفي العاصمة بغداد فلا بد للعراق من موقف كونه يترأسها فتباينت المواقف وتعددت الاراء وبدات الضغوط بالحاق العراق بالمنظومة المواجهة لسوريا وادخاله في دائرة الاجماع العربي العراق وعبر الرئيس جلال طالباني وجه دعوة رسمية الى الحكومة السورية لحضور قمة بغداد وهذا ما تمليه الاعراف الدولية والعلاقات بين الدول اما مايدور الان ويتردد من احاديث عن دعوة المعارضة السورية فلا ادري في اي خانة يوضع او تحت اي بند وكيف سيكون موقف العراق او الجامعة العربية وما هو المراد من هكذا تصرف غير تعويم وتمييع مقررات هذه القمة وجعلها قمة خطابات وشراء مواقف قد لاتكون الا في اتجاه واحد ولتلبية غرض واحد والعراق قبل غيره عانا الامرين من تدخل الاخرين في شؤونه ومحاولة لعب دور الوصاية عليه وكل يدعي حرصه على التراب العراقي ووحدته وسيادة شعبه على هذه الارض وكان املنا بان تكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها وان يكون للعراق ومشاكله وهمومه الحصة الاكبر وان تكون قمة حلول لاقمة صفقات وتحالفات لاتلبي مصلحة العراق وان تكون القضية السورية قضية سورية داخليه وان تدخل العرب وقرارتهم في القمة العربية المرتقبة فيجب ان تكون في اطار وحدود وطموحات الشعب السوري لا لتنفيذ اجندات مشبوه او قرارات مسبقة وخطابات معدة سلفا واذا كان لابد من دعوة المعارضة السورية فانها ممثلة بصورتها الواقعية والاصيلة بحضور قطر والسعودية وباقي دول الربيع اما حكومة سوريا فمن حقها ان تمثل في قمة جامعة هي احد اعضائها دعوتي الى قادة العراق من يمثل العراق بان يجنبوا العراق التدخل وتعقيد القضية السورية اكثر من التعقيدات الحالية وان لايسمحوا بان يكون مؤتمر القمة مؤتمر اصدقاء سورية ثاني بعد الذي عقد في تونس وقد يطلب الاخرين بان تحضر روسيا لتكون مدافعا عن النظام السوري في قمة لاناصر له فيها ولاادري اين ستقف المطالبات بالحضور لهذه القمة لان اصدقاء سوريا كل من طلب المال والتمويل القطري والسعودي فهم بالنتيجة يراهنون على نجاح هذه القمة لتكون ممرا جديدا نحو دمشق من بوابة بغداد ما بعد المقبور صدام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك