المقالات

الملف الأمني يُشيع إلى مثواه الأخير

596 19:21:00 2012-03-24

حيدر عباس النداوي

أثبتت الأيام والحوادث وبما لا يقبل الشك والجدل ان الملف الأمني قد قضى نحبه غير مأسوفاً عليه بعد تسع سنوات أنهاها في المكابرة والعناد والضحك على أشلاء أجساد أهلنا وأحبتنا في كل مكان من أرض العراق الغالية وهي تتناثر كل صبيحة يوم من دون أنّ تكون هناك ذرة خجل أو حياء للماسكين بالملف الأمني ليعلنوا فشلهم ويعترفوا بأنهم ليسوا أهلاً لهذه المهمة الصعبة والمسؤولية الكبيرة أمام الله وأمام هذا الشعب المبتلى".وقبل كلّ مناسبة نسمع من هذا وذاك ممن يرتدي البزة العسكرية والمحسوبين والوصوليين والانتهازيين، إنّ الدّولة الأمنيّة ستحكم قبضتها على البر والبحر والجو وإنها لن تسمح ولن تقبل ولن تهادن ولن ولن..وما أن ينكشف الصبح وقبل أن تنتهي المهمة إلاّ وعشرات المواكب والجنائز بل في بعض المرات مئات الأرامل وآلاف اليتامى والثكالى وآلاف الجرحى والمعوقين يقضون اجلهم ولكل أجلٍ كتاب ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، والأسوأ من هذا هي تلك المؤتمرات الصحفيّة الوقحة التي يعلن فيها المتحدث باسم الحكومة أو باسم العسكر أن القوات الأمنية حققت نجاحاً كبيراً في السماح للإرهابيين بقتل أكبر عدد من العراقيين وإنهم فشلوا "أي الإرهابيين" في تفجير ضعف ما تم تفجيره من السيارات المفخخة والعبوات اللاصقة والناسفة "ثم تقدم التهاني والتبريكات بعد كل مذبحة لأبناء الشعب العراقي بنجاح الخطة الأمنية الوهمية".هل يعقل ان دّولة تعاني من هجمة إرهابية خطيرة باعتراف أعلى سلطة عسكرية لا يوجد فيها وزراء أمنيين ..كيف ..ولماذا ..وإلى متى..، فتش في كل دول العالم وكل الدّول التي تمر بأزمات وحروب هل تجد مثل هذا التهاون والاستهتار بقدر شعب واستهانة بدمه الطاهر، إنّ من يقوم بمهام أيّ مسؤولية عليه أنّ يتحمل أعباء هذه المسؤولية، فإن كل الأخطاء والتحديات التي تواجه الشعب وتقف الحكومة والأجهزة الأمنية عاجزة عنها يتحملها القائد العام للقوات المسلحة باعتباره وزيراً للداخلية ووزيراً للدفاع بالأصالة وليس بالوكالة مع القادة الأمنيين وهذا هو شرف المهنة وشرف الرجولة وهذا ما معمول به حتّى في إسرائيل التي نحتقرها لأنها تحترم شعبها".لقد بات جلياً وواضحاً أن الحكومة فشلت في إدارة الملف الأمني وأثبتت ضعف قدرتها على وضع الخطط الاستباقيّة الملائمة للجم العصابات الإرهابية ووقف تجاوزاتها واعتداءاتها على الشعب العراقي كما أثبتت ضعف الجهد الإستخباري، وأثبتت أنّ مئات الآلاف من العساكر مع قادتهم وألويتهم ونياشينهم وكل معداتهم ودروعهم ودباباتهم وطائراتهم الأوكرانية سيئة السمعة لا يصمدون أو يوقفوا خطر عشرة إرهابيين من حثالات القوم ولو لمرة واحدة".كانت محاولة الحكومة في بسط الأمن والأمان قبيل انعقاد القمة العربية فرصة لإثبات الوجود أمام التحدي الكبير الذي فرضته استحقاقات هذه المرحلة، وحاول العراق أنّ يقلب الطاولة على العرب المشككين بقدرات العراق واتخذت الحكومة إجراءات أوقفت الحياة وحولت البلد إلى سجن كبير، إلاّ أنّ الحكومة والأجهزة الأمنية فشلت في حماية السجن وضربت بمقتل عندما وصل الإرهاب إلى وزارة الخارجية ومناطق متفرقة من بغداد وعدد من المحافظات".إنّ استمرار عناد الحكومة بنجاحها في فرض الأمن واستمرار الإرهاب بحصد أرواح العشرات يومياً سيحول العراق إلى مقبرة وسيفتتح في كل بيت ملجأ للأرامل والأيتام ومن لم يلقِ حتفه في المرات السابقة، فالحكومة كفيلة ان تمنحه هذا الوسام وهذا الاستحقاق في المناسبات والأيام المقبلة ".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-03-25
السبب عدم معاقبة القتلة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك