المقالات

لماذا أتخذ العرب النسر شعار؟!

977 18:26:00 2012-03-28

الكاتب والأعلامي قاسم العجرش

لا تحصل اختلافات بين الناس حول الحقائق الثابتة، فالليل هو الليل عندهم جميعا، والماء هو الماء، والشمس هي الشمس عندهم كلهم، لأن سنن الكون لا تبديل لها ولا تغيير إلا بإرادة من سنها، لكنهم يختلفون حول الحقائق التي لم يبت بها بعد، فهم مازالوا مختلفين حول ساعات الفجر الأولى هل هي من الليل أم من النهار..! ويلتبس الأمر إلى حين، لكن سرعان ما ينتهي الفجر وينبلج النهار وينتهي معه الاختلاف! لأن سننهم دائمة التغيير، وبسبب تلك التغيرات الدائمة التي لا تركن في معظم الأحوال إلى أسباب حكيمة، فإن حوادث التاريخ تتدافع وترسم مصائر البشر أفرادا وشعوبا، وعادة ولغفلة منا نحسب تلك التغيرات من تقلبات الزمن وصروفه، متغابين أو متعامين عن أنها من صنع أيدينا، فحوادث القتل مثلا مع أنها قدر من الأقدار، لكن القاتل منا، وكان بالإمكان أن لا يقتل أبدا، ومعنى هذا أنه قدر صنعناه بأيدينا، ومن سرق منا لا يعقل أن يوصف عمله بأنه قدر محتوم، وإلا فأننا نحمل الخالق تنزه سبحانه وجل في علاه مسؤولية ما اقترفته أيدينا مبرئين السارق والقاتل من فعلتيهما، وهو تعسف في التفكير يقود إلى أن الشر أيضا قدر محتوم، وهو أمر لا يصدقه عاقل، فالشر صناعة آدمية بامتياز، وفي هذا الصدد يقول العلماء أن أكثر المخلوقات وحشية هو الإنسان! فقلما سمعنا أو شاهدنا حيوانا يقتل حيوان من صنفه، نعم يمكن أن تتصارع ذكور الأسود على مناطق النفوذ، وغالبا ما ينتهي صراع الأسود بانسحاب أحد طرفي الصراع يجر أذيال الخيبة! وعادة ما يكون المنسحب هو المعتدي ! وتلك حكمة وضعها الخالق برسم تفكيرنا كبشر عقلاء..! على أية حال ربما استطردت قليلا ولكني أبغي من هذا الطرح إيضاح أن الاختلاف مسألة طبيعية جدا بين البشر، بل هو حق، وأن اللا طبيعي هو أن لا نختلف! فنحن غير متشابهين في الرغائب والميول والاتجاهات والمعتقدات، وبسبب اعتقاد كل منا بأنه يمتلك مفاتيح أبواب الحقيقة وحده ينشأ الاختلاف، وحاصل الأمر أننا معبأين دوما بالاختلاف إلى حد التخمة، وما في ذلك من ضير أذا لم يتحول الاختلاف إلى خلاف، عند ذاك نتحول إلى وحوش كاسرة نتصارع ليس على مناطق النفوذ كالأسود، لكننا نتصارع على حق الوجود، فيقتل بعضا بعضا!..ومع أنه ليس القاتل دوما على خطأ، كما أنه ليس المقتول هو المظلوم دوما، لكن الحقيقة هي أن القاتل عندما نزع إلى القتل في حل مشكلاته مع الآخرين، خرج من إنسانيته ليدخل في حيوانيته، ولكي نتأكد من صدق تصورنا هذا أذهبوا إلى شعارات معظم الدول العربية المشاركة بقمتنا، وسترون أن معظمها ضم صورة لنسر بمخالب ومنقار معقوف...!كلام قبل السلام: نعم مرتكب الخطيئة يستحق العقاب..ولكن ماذا عن من أوجدها ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-03-31
شكرا لمرورك الكريم كاتبتنا الكريمة المهندسة بغداد وكأنك أضفت شيئا أتم مقالتي وعزز ما قصدته تمنياتي بأن تستمرين على رفد قرائنا بما تكتبين من جروح....
المهندسة بغداد
2012-03-29
نأمل ان تكبر زاويه (الانعقاف) اكثر لذلك النسر كي يحين موعد موته فالنسر يميز الكبير منه عن الصغير بزواية العقفة والظاهر اتخاذهم لهذا الشعار على نحو الاستعلاء والغرور والعيش على لحم الاخرين والانعزال في المعيشة كما هو حال النسر شكرا لكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك