المقالات

لحظة من فضلك يا اذار ..فلدي ما اقوله

1222 16:40:00 2012-03-31

                            بسم الله الرحمن الرحيم

في غفلة مني أو سرعة من الزمن انطوى الشهر سريعا دونما اشعر لتمر ذكرى مهمة وعزيزة عليّ من غير تهنئة اصحابها ولما كان من الصعب ان انتظر سنة اضافية على امل ان اتذكر ذلك التاريخ وجدت من الافضل استداركك يا اذار فامهلي بعض الدقائق من لطفك .

والحقيقة هما ذكرتان وليست واحدة تزامنت في يوم واحد وتراكب اثراها لدي بشكل غير ما غير في مجرى حياتي الاولى هي عيد المعلم في الاول من اذار والثانية هي ايقاد الشمعة السابعة لموقع براثا العزيز الذي لم ينوه للامر او ربما لم انتبه لذلك  .

في عيد المعلم ابحث عنك يا سيدتي الفاضلة كي اقبل تلك اليد التي امتدت لمساعدتي في زمن كان ارخص شيء فيه هو مهنة التدريس غير انها لم تتركني بلا علم ولا معرفة ولا زرع لبذور امل في حياتي تلك هي الست امل مدرسة اللغة العربية خاصتي .

الست امل مدرسة في مرحلة المتوسطة لا اتذكر من معانيها شيئا فلقد كنت اخجل من التبحر في تفاصيل وجهها الذي احتفظ من ذكراه بهيبة ووقار ونظارات طبية تميل بها للاسفل لتتقاطع نظرتها واياي  عندما تريد الاستعلام عن ما هو مهم !!!

تلك المربية الفاضلة من القلائل اللاتي حافظن على هيبة المعلم في زمن يستجدي فيه المعلم القلم والسيجار من الطالب في زمن كانت الرشوة فيه كيلو سكر ! في زمن كانت فيه الالفاظ الحسنة عملة نادرة فالكل متعب وجائع وحائر اما هي فلها عالمها الخاص واهدافها الرفيعة تفيض علينا من معين لا ينضب في الخبرة الانسانية  والمعاني السامية .

تلك الفاضلة لم تقبل مني عذرا لامر لم امتثل فيه لما وجهتني صوبه فكانت النتيجة ان تبعث هذه الجملة لي دائما ( زعلانة عليج !) فتثير الحزن في نفسي ليس لاصل الزعل بل لانني لا استطيع التفسير لها لتقبل عذري .

اليوم سيدتي سأبوح بما في قلبي لك وكلي  يقين بان السطور ستصلك بطريقة ماء فللقلوب عالم غريب كان طلبك يا عزيزتي ان لا ادخل الفرع العلمي وان امتهن الكتابة لانك ومن واقع نظرتك العالية التي لا استحقها  تجاهي كنت ترين ان هناك مستقبل ينتظرني امام باب التعبير وقلتي لي بانك ستكونين مهندسة او طبيبة ناجحة ولكن لن تكوني مبدعة الا اذا سلكت هذا الطريق .

ربما خطر على ظنك انني لم افهم النصيحة أو تهافتت الاسباب الاخرى لتثير السحاب امام شمس الحقيقة التي لم يصلك بصيصها لتعرفي ما السبب فلقد شاء الله ان تغيبي عن المدرسة في ذلك اليوم القاسي الذي قررت فيه تمزيق اوراقي وهجر اقلامي كان ذلك يوم الضاد في 25 تشرين الاول  يوم اللغة العربية وكنت قد اعددت كلمة بالمناسبة على امل قرائتها في الطابور الصباحي كما اعدت اثر تشجيعك لي وعلى غير العادة تقافزت المدرسات لترتيبنا مرتبكات وبعد دقائق علمنا ان مشرفا فاجئنا بزيارة مما اظهر الفوضى في المدرسة وقد اخذت مني مسؤولة  الطابور الكلمة فاستغربت الفعل وقالت سننادي باسمك اثناء الطابور .

وما هي الا دقائق والمشرف واقف وعلامات الترتيب والتنسيق قد بدت على غير عادة وبينما انا اتمتم بجمل الكلمة فلقد كنت احب ان احفظ جزئا كبيرا منها حتى لا اخسر التواصل بالنظر مع السامع لاستعلم النتيجة في كمية ما وصل لهم من معنى بقراءة تعابير وجوههم  واذا بذلك الصوت يقرأ كلماتي !! من يا ترى ؟ وقفت على رؤوس اصابعي كي اراها واذا بها مديرة المدرسة  فتلك السيدة لم تكن قد حضرت شيئا كما هو عادتها لذا فقد استسهلت سرقة نعم لقد سرقت ورقتي ومن دون اذن وصارت هي صاحبة الكلمة فتفاجئت وقلت لصديقاتي انها كلمتي !! فقالوا لي اصبري ربما تشابه في الجمل !! واذا بها تتلكأ ببعض الكلمات فالخط ليس خطها ولا هي من نسجت الكلمات فصرت اكمل لها بصوت منخفض حتى ابرهن لزميلاتي فعل المديرة المحترمة واذا بصيحة من مرشدة الصف ان اسكتي فصمت .

رجعت الى المنزل لاعلن عن ثورة لم تشهدها الا جدران غرفتي فلقد مزقت كل خواطري وكل ما حوته ثنايا دفاتري من كلمات وهجرت الكتابة وقبلت ان تغتاضي وقررت قراري ان ابتعد ما استطعت عن ما قربت منه يد البعث المتسخة فالاعلام والكتابة تحت سلطتهم وان كانت دراسة  الطب والهندسة ليس بمنأى ولكن على الاقل هو الابعد الى حد ما .

فعل تلك المديرة هز اعماق مراهقة تبحث عن امثلة عليا تحتذي بها وليستمر الهجر اثنا عشر سنة بعد هذا الحادث حتى جاء اذار الذي اعلن فيه يومه الاول عن مناسبة جديدة وهي انبثاق موقع براثا وبينما انا اتابع المقالات هتف هاتف في قلبي ان اكتبي لما لا .

سيدتي رجعت الى قلمي وان بات يتشخط وليس كالقلم الذي شهدت ِ اول ربيع له ولكن استمراره يضيف الىّ الشيء الكثير وان اثقل  على القارىء الكريم.

في عيدكما كل عام وانتما بخيرو اعذرا تقصيري تجاهكما وصدقا تزامن عيدكما له شان كبير عندي كل عام والقارىء الكريم بالف خير واسال الله ان تستمر براثا  بهمة العاملين بنشر صدى اصواتنا التي تنقل القديم والجديد مما عاصرناه.

ملاحظة مدرستي الغالية توقعاتك بشان الفرع العلمي كانت قاسية الى حد ما فلقد عشت التجربة التي استطيع بها ان انقل لك كم التشابه الكبير بين الكتابة ودراسة الهندسة لانهما يعتمدان على الخيال ويطلان على عالم السمو الروحي دمتي لي غالية وان كنت قد فقدت اخبارك من سنين.

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المنسي
2012-04-01
تحيه حب واجلال الى كل معلمين العراق الصبورين تحيه وباقة ورد ياسمين الى موقع براثا الكبير ؟اختي بغداد انا من مقدسي المعلم واحترم كل اساتذتنا لان الوالد مدرس الوالده معلمه الزوجه معلمه وتمنى اصير معلم لولا عشقي للفيزياء الوراثيه و السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك