المقالات

محسن الحكيم .. سياسيا قاد الحوزة الدينية

1859 22:24:00 2007-04-13

( بقلم : عمار العامري )

لا ينكر احد أن الحوزة العلمية في النجف الاشرف هي الشريان النابض للحياة اليومية في كل أجزاء الجسد الإسلامي عامة والشيعي خاصة وان القلب الذي يتمحور فيه النسيج الشرياني هو الحوزة العلمية بجهود زعاماتها ورجالاتها الذي انهلوا العقلية العالمية بأفكارهم الرنانة وأطروحاتهم الصاخبة والتي إذن الله أن تكون النجم الثاقب في الفضاء الواسع.

ففي القرن العشرين أنجبت الحوزة العلمية من رحمها المقدس شهاب منير ونجم باهر جسد الحقيقة المعطاة لما تفرزه هذه المؤسسة التي ظهرت قبل 1000 عام إلا وهو سماحة زعيم الطائفة الشيعية فحسب أية الله العظمى الإمام السيد محسن الحكيم الذي أصبح الأمثل الأعلى لكل مسلم بل للعراقيين كبار وصغار حيث اثبت تأثيره الكبير في جيل لم يراه يسير على فكاره ويدافع عن أطروحاته من خلال حضوره الفعال في كل المحافل في حضوره أقامت الشعائر ومشاركته شعائر الإخوان المسيح والصابئة وغيرهم تراه الأب الذي ينحني على يده مؤسس جمهورية العراق عبد الكريم قاسم ويقف السيد الحكيم مدافعا عن حقوق المسلمين في كل أجزاء المعمورة في الشام والمغرب العربي في الخليج وجنوب أسيا في العالم الجديد وأوربا وبذلك اثبت أن هذه المؤسسة ليست شيعية بقدر ما هي أسلامية من خلال دفاعه المستديم عن كل قضايا الدول الإسلامية ضد الاستعمار المبطن بالديمقراطية والحرية المزيفة والتصدي للسياسات الأممية والتي أريد فيها السيطرة على منافع ومنابع الإسلام وتحويله إلى أيدلوجية غير نابعة من صلبه تحمل عنوان عمومي اصطلح عليه بالشيوعية التي ترجع لأفكار ماركس اسماها العراقيون - بالمد الأحمر- والتي حاولت تجريد المسلم من قيمه ومنهجه الرفيع فقد أفتى بحرمة الانضمام للحزب الشيوعي كذلك اثبت الإمام الحكيم أن الحوزة العلمية هي رمز الوطنية ومنبع الأحرار ليس للعرب بحجم ما هي عليه لكل القوميات الأخرى فحينما جلبت سلطة البعث بشيخ الأزهر ليفتي لها بمحاربة الأكراد في شمال العراق وقف السيد محسن الحكيم وبقوة الوطن والدين بوجه وعاظ السلاطين بتحريمه حرب الأكراد ومساندة هذه الفئة العراقية التي أراد البعث إبادتها.

مشروع الإمام محسن الحكيم ليس الشيعي فحسب أنما هو تأسيس مشروع دولة حق وعدل ليكن البوتقة التي تصهر كل الأفكار من اجل رفعة الدين الإسلامي فقد سخر كل العلوم الدينية والدنيوية لإعطاء الإنسان المكانة الأفضل كما خلقه الله-سبحانه وتعالى- اثبت الإمام الحكيم أن السياسة فرع من المعارف والعلوم الدينية وليس شئ مستقل وبما أن السياسة تمثل الدولة فإذا الدولة بما فيها هي فرع من الدين معارض فكرة فصل الدين عن السياسة مقتديا بالرسول الأعظم-ص- حينما كان يقود الدين الإسلامي بالسياسة فالدين النصيحة وليس الدين الإرهاب كما يصفه أعداء الإسلام حينما جندوا جماعاتهم الإرهابية المتطرفة المغطى بغطاء الدين والدين منهم براء.

الإمام الحكيم اثبت العكس وأسس البناء الحقيقي للحوزة العلمية لتأخذ دورها بقيادة الأمة نحو بر السلام والازدهار فليس الدين التطرف والقتل والدم بقدر ما هو عليه من قيم عالية ومبادئ سامية تتجسد بأخلاق الأنبياء وصفات الأولياء فقد أسس الإمام الحكيم لنهج تسير عليه الأمة ليومنا هذا إلا وهو تقدم نفسه وأبناءه ومحبي والشيعة عامة ليكونوا جند الإسلام والمرجعية بتعرضه لأشد هجمات الحقد والتشهير وان تهمة التجسس التي الصقها البعثييون بابناءه ما هي ألا ورقة ساقطة أريد بها تقليل دور المرجع الحكيم في نظر مقلدي في العالم فجندوا أزلامهم وقتلوا تسع علماء من أبناءه وستون من عائلته والآلاف من محبي أرادوا فيها إنهاء دور الحوزة العلمية في النجف الاشرف المتمثلة بهذه الفئة المؤمنة.

فالسيد الحكيم صنع من رجل الدين القائد الحقيقي في جميع الميادين مثل الشعب خير تمثيل اجبر الطواغيت على طاعة أمر الله من خلال طاعة فتاوى الحوزة العلمية الرشيدة الامتداد الروحي للرسالة السماوية والممثل الشرعي لأبناء الدين الإسلامي اخضع الملوك لان يقفوا على أبواب العلماء وإرادة الشعب صنع من الشباب الذي غيب عن الاستعمار ابسط مستحقاتهم وهو التعليم رجال يقودون الأمم أوصل صوته من خلال فتاوى إلى قلوب عامة الشعب ليصبح الأب الروحي لهذه الملايين فجسد الروح الحقيقية للحوزة العلمية الدينية في نفوس القاص والدان والعدو والصديق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك