المقالات

العراق يستغل انشغال العالم بالملف النووي الايراني و يصنع اسلحة خطيرة

1103 10:21:00 2013-03-09

بقلم : باسم حاتم الحطاب

لا زال الملف النووي الايراني يشغل العالم الغربي و الكيان الصهيوني و يقض مضاجعهم حيث لم يتمكنوا من وقف هذا البرنامج رغم الحصار و المقاطعة و العقوبات الدولية التي كلما زادوا منها زاد في المقابل عزم الايرانيين و اصرارهم على اكمال برنامجهم هذا سواءا أكان سلميا ام لا فهذا ما لا احاول مناقشته هنا , هذا الانشغال فسح المجال امام العراق لامتلاك سلاح ليس اقل اهمية من السلاح النووي الذي يدعي الغرب عزم ايران على امتلاكه , هذا السلاح الذي بدأ منذ وقت قريب و وصل الى مراحل خطيرة قد تجعل الغرب راضخا و لا يستطيع ان يحرك ساكنا امامه و لن تفيده في المستقبل القريب لا عقوبات اقتصادية و لا مجموعة خمسة زائد واحد و لا مجلس امن و لا امم متحدة .نعم فالعراق قريبا سيصبح في مصاف الدول المتقدمة بل و في مصاف الدول العظمى من خلال السلاح الذي يمتلكه و الذي يسعى جاهدا لان يطوره ليصبح السلاح الاول في العالم خصوصا و انه ليس هنالك ما يمنع ذلك فالسلاح لا زال غير مدرج ضمن الاسلحة المحرمة دوليا و لم تشمله معاهدات حضر السلاح بأي فقرة , نعم انه سلاح جديد و متعدد الاستخدامات مما ابعد عنه عيون كل المراقبين و الاستخبارات و المخابرات الدولية , انه و بكل بساطة (الحذاء) .و هنا لا بد من القاء نظرة تاريخية على المراحل التي مر بها هذا السلاح فنبدأ من النجف و في ايام حملة رئيس الوزراء في خطة فرض القانون و سعي اطراف معينة لاسقاط حكومته و اجراء انتخابات مبكرة كان الاستخدام الاول لهذا السلاح بشكل علني في صحن الامام علي عليه السلام ضد رئيس الوزراء الاسبق السيد اياد علاوي الذي صرح في حينها عن تعرضه لمحاولة اغتيال (و على الرابط التالي كان هنالك مقال من مجموعة مقالات وثقت هذه الجريمة: (http://burathanews.com/news/15895.html و هي الاولى من نوعها من حيث التسجيل الصوري الفيديوي اذ سبقتها محاولة اغتيال لمشعان الجبوري في الموصل بسلاح مماثل لكنها لم تصور فيديويا على حد علمي المتواضع , و قد استخدم في هاتين المحاولتين انواع مختلفة من هذا السلاح منها القبقلي و ابو القيطان و الشحاطة و الجوبلس و ابو الاصبع و اللاستيك و الاصلي و المعاد و من مناشيء مختلفة و لكن اغلبها كان من الصناعة الوطنية .ثم كان اول استخدام دولي للاحذية ما جرى في المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس الوزراء العراقــــــي و الرئيس الامريكي جورج بوش و لكن السلاح المستخدم كان نوعا واحدا و ليس متنوعا حيث استخدمت فردتان (تكين يمنة و يسرة) لحذاء احد الصحفيين استهدفا الرئيس الامريكي و شاهده ملايين الناس عبر شاشات التلفاز و موقع اليوتيوب , و لكن بوش و في تعليقه على الامر لم يدع بان هذه محاولة اغتيال بل قال ان هذه هي الديمقراطية التي جئنا بها , و هذا ما عزز موقف مصنعي و مستخدمي هذه الاسلحة محليا و دوليا و جعل كل من يريد اظهار نفسه بانه (ديمقراطي) يستخدم الاحذية .و لا اريد ان اتشعب في السرد التاريخي ليشمل استخدام الاحذية (كسلاح في المعركة) الى البلدان التي نقلت لها التجربة العراقية و ابقى في العراق حيث كثر استخدامها في مجلس النواب في جلساته التي يتم اقتطاع أي حادثة من هذا النوع لاسباب امنية تمنع استخدام الارهابيين من ازلام النظام السابق و بقايا تنظيم القاعدة له كونه يستخدم و حسب ما هو واضح ضد الشخصيات السياسية فقط ممن لا يمكن ان تطالهم العبوات و السيارات المفخخة التي تستهدف ابناء الشعب .و كان هنالك ايضا استخدام لكميات كبيرة من الاحذية في الانبار ضد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي حاول الصعود الى منصة المتظاهرين فتلقى وابلا من رشقات الاحذية مختلفة الانواع و متعددة المناشيء ايضا باستثناء المنشأ الايراني المحضور في المناطق الغربية لاسباب طائفية . تلاه استقبال و ترحيب بطريقة جديدة لم يعهدها التاريخ العربي بل و حتى غير العرب في استقبال الضيوف اثناء زيارة وفد من شيوخ المحافظات الجنوبية للانبار للاطلاع على مطالب المتظاهرين فاستقبلوهم بوابل كثيف من هذه الاسلحة اجبرتهم على العودة و عدم التواصل في تلك المساعي .و كانت الحادثة الاخيرة التي استخدم فيها هذا السلاح هي ما حصل بين النائب عالية نصيف و النائب سلمان الجميلي و التي جلبت الخير للعراقيين باقرار موازنة 2013 و التي لا تعرف نتائجها لحد الان حيث لم ار النائب الجميلي بعدها في وسائل الاعلام التي كانت لا تفارقه و لا يفارقها و التكتم الاعلامي عن حالته الصحية التي لم تذكر لحد الان هل كانت الاصابات بليغة ام طفيفة و هل ان ما يشاع عن ادخاله في العناية المركزة صحيح ام مجرد فبركات قد تصل الى اعلان وفاته متاثرا باصاباته .و بعد هذا السرد التاريخي لمراحل تطور استخدام سلاح الاحذية نتساءل : هل سيطالب السياسيين بتشريع قانون يمنع تداول الاحذية في جلسات مجلس النواب و في المؤتمرات الصحفية و في المحافل العامة خصوصا و ان الدعاية الانتخابية قد بدأت و من الممكن استخدام هذا النوع من الاسلحة بشكل واسع لا يمكن السيطرة عليه ؟ و هل سيعيدنا السياسين الى فترة ما قبل الطاغية صدام حسين الذي قال في احد احاديثه انه : (هو الذي البس العراقيين الاحذية بعد ان كانوا حفاة) ؟ و هل يمكن السيطرة على منابع هذا السلاح الفتاك بعد انتشار صناعته من خلال المنشأة العامة للصناعات الجلدية (جلود) او من خلال معامل الاحذية التي انتشرت بشكل كبير خصوصا في شارع الرشيد؟ و هل ستغلق محال بيع الاحذية التي انتشرت بشكل كبير و بسرعة هائلة بين اوساط خريجي الكليات و المعاهد الذين لا يجدون لهم مكانا للتعيين في القطاع الحكومي ؟ و هل سيخصص فيصل القاسم حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس يستضيف فيه احد المؤيدين لاستخدام الاحذية و احد المناهضين لها ؟ و هل ستقوم المؤسسات الحكومية بحملة توعية حول مضار استخدام هذه الاسلحة ؟ و هل سيتخذ مجلس الامن قرارا بالحد من انتشار الاسلحة الجلدية و الالستيكية و الروغان ؟ و هل ستقوم وزارة الداخلية بدورها فتجلب لنا اجهزة للكشف عن هذه الاسلحة بعد ان ثارت فضيحة اجهزة الكشف عن المتفجرات؟ و هل سيمنع استيراد الاحذية من الدول التي لا تريد للعراق خيرا حتى لا تستخدم هذه الاحذية ضد وجوه السياسيين التي لا تحتمل متانة تلك الصناعــة ؟ و هل ... و هل ... و هل؟؟ تساؤلات كثيرة تبحث عن اجابات نطرحها امام المسئولين عن الملف الامني فبعد ان فقدنا الكثير من ابناء الشعب نتيجة المفخخات و الانتحاريين لا نريد ان نخسر سياسيينا الذين لا يمكن للارهاب الوصول اليهم بانتحارييه و سياراته المفخخة و لكنه يمكنه الوصول اليهم بالقنادر و النعل و الشحاطات .نحن ايضا لا نريد ان يمتد استخدام الاحذية كسلاح خارج اروقة مجلس النواب فيشمل شرائح الشعب كافة كما حصل في بعض الحالات في مظاهرات ساحة التحرير و اماكن اخرى و كان من بين ضحاياها فتاح الشيخ و صباح الساعدي على ما اتذكر . و كم كنت اتمنى ان ينتبه المعنيون الى التجارب الاولية لاستخدام هذا السلاح من قبل الامهات و الآباء لمعاقبة ابنائهم , و لكن خوفي اليوم ان يتم تطوير تلك الاسلحة لتصل الى مديات بعيدة فهي حاليا قريبة المدى و مؤثرة في هدف يبعد عنها عشرة امتار تقريبا لذا اطالب بمراقبة دولية معززة بالكاميرات على جميع مصانع الاحذية رغم اني ضد تدويل القضايا الداخلية و لكن ما يقلقني هو المناورات التي من المزمع ان تقوم بها بعض الجهات السياسية باستخدام هذه الاسلحة بكافة انواعها الخفيفة و المتوسطة و الثقيلة و تدريب فرق خاصة من الحمايات على استخدامها . و كذلك ارجو من المسئولين عن صفقات الاسلحة ان تضم صفقاتهم صواريخ باتريوت مضادة للاحذية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك