المقالات

الداخلية امام تحديات اخطر وأشد.. فماالحل؟

1297 17:41:00 2007-04-14

( بقلم : داوود السعيد )

لعل لمراقب للمشهد العراقي السائد اليوم لايملك الا الأستنتاج بأن اعداءاالعراق والعراقيين قد غيروا اساليبهم وتكتيكاتهم وادواتهم .. وانهم بصدد خطط جهنمية جديدة لتدمير العراق وضرب الواقع السياسي العراقي وتمزيق وحدة البلاد وتحويل العراق الى مافيات يقتل بعضها البعض وهو مااعلنته بياناتهم مؤخرا ويقترن ذلك في كل مرة باستهداف الخطط الأمنية.

وبقدر تعلق الأمر بالجانب العراقي سيبرز السؤال : هل طورت الأجهزة الأمنية من وسائلها وادواتها وتكتيكاتها هي الأخرى كما فعل الأرهابيون؟ هذا السؤال يقودنا الى نتيجة مهمة واساسية ..وهي ان الحديث لاينصب على اجهزة الأمن كأفراد فهؤلاء الرجال المجاهدون ضربوا مثلا اعلى في الفداء والجود بالنفس وهو اقصى غاية الجود من اجل ان يهنأ المواطن بحياة آمنة ..على مستوى الجندي والشرطي البسيط فهو لايملك الا طاعة رؤسائه وتنفيذ الأوامر ..لكن المهم هو ان يتطور العمل الأمني والأستخباري بتطور اساليب الأرهاب ..وعلى مستويات القيادة واتخاذ القرار ... وبالرغم من الجهود الملحوظة والعمل في اجواء وظروف اقل مايقال عنها انه بالغة الصعوبة والتعقيد الا ان هنالك ملاحظات ومؤشرات لابد من مناقشتها ومراجعتها بجرأة وشجاعة ومسؤولية ...

انني افترض بعد حادثة الجسر الحديدي ومارافقها من جرائم وبروز شوكة مايسمى (دولة العراق الأجرامية) ان مراجعة شاملة يجب ان تجري لأجهزة الداخلية على مستوى القيادة .. ولنكن في منتهى الصراحة يجب ان نبدأ بأداء وزير الداخلية فقد مر زمن ليس بالقصير لممارسته مهامه ..الا ان الرجل بسبب انعدام خبرته الأمنية لم تكن نتائج الأداء في صالحه .. ولست اعرف آخرين من طاقمه ماحالهم ومامستوى خبراتهم ..نحن ايها الأخوة في حاجة وامس الحاجة اليوم الى قائد امني في درجة وزير داخلية اشد شراسة وخبرة ومضاءا من خصومه ..نحن بحاجة الى خبير متمرس في العمل الأمني لايخاف في الحق لومة لائم ..لاينتظر ان يرضى عنه عدنان الدليمي او خلف العليان او حارث الضاري فهؤلاء لا ولن يرضوا حتى يذهب الله بهم ويخلص الناس من شرورهم ...

لقد اراد الأخوة في الأئتلاف الخروج بالحكومة من مأزقها ابان مرحلة التشكيل فتنازلوا للتوافق ووافقوا لهم للأسف على اختياراتهم ..لا ان يقرر الأئتلاف من يريد فعلا من الرجال الأشداء ..للأسف لم يكن قرار الأئتلاف في تعيين الوزير الحالي موفقا برأيي وانا اتفق مع الأخ الذي اثار هذه النقطة في موقع الوكالة ...واقول حقا ..لقد كان صولاغ الرجل المناسب في المكان المناسب .. وقد اوجع الأرهابيين وافشل الكثير الكثير من اهدافهم ومخططاتهم وقد ابكاهم جميعا وكان جريئا وحازما وشجاعا ..كما انه من النوع الذي يتعلم بسرعة ويلتقط كل شاردة وواردة ولهذا سرعان مالمس المواطن النتائج على الأرض ..

لااريد ان اقارن بين الوزيرين ولا التلميح بفشل البولاني الحالي فالرجل اكيد له تاريخه .. والا ماتم دفعه الى هذا المنصب الخطير ..في احرج فترة في تاريخ العراق... ولكن لنتذكر الحكمة التي تقول : استعينوا في كل صنعة بصالح اهلها ..

وبصراحة ان الأئتلاف لم يقدم بديلا يفترض ان يكون اكثر كفاءة ومقدرة وخبرة من صولاغ ... يكمل ماانجزه صولاغ ...واني اسأل الأخوة في الأئتلاف ..لقد مرت اربع سنوات وانتم في السلطة ... فلو ارسلتم بضعة عشرات من رجالكم الشجعان الى دورات امنية واستخبارية في بلدان العالم لكانو الآن نالو درجة البكلوريوس في العلوم الأمنية ..ولكانوا اليوم في مواقع الداخلية يعملون وفق ماتعلموه من علم حديث .. فالعلوم الأمنية تتطور في كل يوم .. ولم تعد تتمثل في شكل الشرطي الذي يعمل سيطرة ويؤشر للسيارات بالمرور فتمرق المتفجرات من امامه دون ان يشعر ..كما تكرر مرارا ومرارا ...

هل هذا هو العمل الأمني والأستخباري والمخابراتي ؟ فهل سيبقى الأئتلاف طويلا راضيا بهذا الشكل من الأداء المتواضع على مستوى التخطيط والعمل الفوري الشجاع والسريع ومستوى العمل الأستخباري ؟الا نتعلم من تجارب بلدان العالم ؟

اذا كان راضيا بهذا فذلك ضد سنة الكون والحياة ومنطق العقل ..فكل شيء الى تطور في كل ساعة ويوم .. والوزير والمدير والضابط الضعيف الذي لايطور نفسه في خلال كل ستة اشهر يجب ان يأتي آخر اكفأ منه ويرسل الآخر الى مكان يتناسب مع مستواه..هذا هو السياق المتبع في كل انحاء العالم وفي علم ادارة الموارد البشرية وتحت مسمى (تقييم الأداء النصف سنوي) وهذه ملاحظات مخلصة اتمنى ان تجد صداها في الأئتلاف ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك