المقالات

هل نحن مع بناء "جدر محصنة" في العراق ام ضدها ؟!‎

1421 13:00:00 2007-04-24

( بقلم : اسعد راشد )

جاء في القران الكريم   كلمة "حصون" و"جدر محصنة" كتعبير عن موانع طبيعية او مصطنعة يقوم بايجادها او استخدامها الانسان للدفاع عن نفسه في وجه الاعتدءات والهجمات بغض النظر ان كان المعتدي عدوا او العكس الا ان القران الكريم ذكر في سورة الحشر توصيفا بالغ الدقة حول "الحصون" حيث يقول "وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله" اي ان تلك الحصون التي يتخذونها درعا ظنوا انها سوف تحول دون وقف اعتدءاتهم وما يحيكون من خلفها من مؤامرات واعمال اجرامية ضد الامنين والابرياء والمؤمنين .

يظن البعض ان الحصون والجدر التي سوف تقوم الحكومة العراقية ببناءها بمشاركة قوات  المتعددة الجنسيات في بغداد وغيرها من المدن العراقية الساخنة التي تنشط فيها الزمر الارهابية والتكفيرية هي من  اجل تحصّن تلك  القوات بداخلها بل ويذهب الكثير من الاعراب والذين في قلوبهم الغيض بتفسير الامر بصورة معاكسة  مقارنة بتلك التي اقامها المشركون والاعداء في صدر الاسلام للاختباء بداخلها وجعلها منطلقا لاعتداءاتهم والتحصن بداخلها بعد ان ينفذوا عملياتهم المسلحة الاجرامية حيث كانوا يظنون ان تلك الحصون مانعتهم من يد العدالة دون ان يدركوا المفارقات الموضوعية في تلك الحصون التي يختبأ بداخلها عادة الاعداء المعتدين واخرى التي تضرب من حولهم لمحاصرتهم والحؤول دون تدفق عناصرهم الارهابية الى المناطق الامنة .

"الجدر" التي تقيمها القوات العراقية  والامريكية هي في الاساس تعتبر بمثابة سدود لمنع اعتداءات الارهابيين وخنقهم في حصون تضرب من حولهم  وهذا الامر جاء ذكره في موقع اخر في القران الكريم حيث اقيمت سدود من زبر الحديد لوقف تدفق قوات "يأجوج وماجوج" وهو بالضبط  ينطبق على ما يقوم به الجيش العراقي لمواجهة ارهاب "يأجوج ومأجوج" الاعراب وحلفاءهم في الداخل العراقي .

الارهابيون وحلفلائهم من الاعراب ابدوا خشيتهم من بناء تلك الجدر وجاء الرد الاكثر هستيرية من قبل زعيم الارهابيين والحاضن لهم الدليمي حيث اعتبر سور الاعظمية وغيرها بانها "كارثة"  لكون انها سوف تساهم في تحجيم تحركات عناصر القتل والسيارات المفخخة التي تنطلق من مناطقهم وهو ما يعني ان الارهاربيين سوف يفتقدون اهم مادة اعلامية يقدمونها للاعلام حول ما يسمونه "الامن المفقود" في العراق ويتسلم العراقيون وقواتهم الامنية المبادرة للتصدي للارهاب والاعمال الاجرامية .

للاسف هناك من تسرع في التنديد بتلك الموانع والجدر واعتبروها "اسوارا" طائفية دون ان يشيروا الى الابعاد الامنية والسياسية لها من حيث انها تكون لصالح المعتدى عليهم ولتقليل من عمليات القتل والتفجيرات الارهابية ‘ كما انهم اغفلوا تجارب تاريخية سابقة حدثت في هذا الصدد وليس اخرها "جدار شارون"  بغض النظر عن من اقامه واهدافه الا انه ساهم كثير ا في التقليل من الاعمال الانتحارية التي كانت تستهدف التجمعات المدنية الامنة وقد اشرنا قبل ما يقارب سنتين الى ضرورة ان تقوم الحكومة العراقية ببناء "جدار" حول مثلث الارهاب والمناطق الساخنة التي ينشط فيها الارهابيون والقتلة واطلقنا عليه تسمية "جدار شارون" لنجاحه في وقف الكثير من الاعمال الانتحارية التي يقلدها اليوم الارهابيون الاعراب وحلفائهم في العراق ضد المدنيين والامنين .

اما موقف السيد المالكي رئيس حكومة العراق المنتخبة حول تلك الاسوار والجدر واختلافه مع الامريكيين  ومع قادة خطة "فرض القانون "في مسئلة بناءها فهو موقف سياسي اكثر مما هو امني وتقني فني حيث الخبراء الامنيون لهم اجندة خاصة تبرر لهم ما يقومون به واعتقد ان السيد المالكي سوف يتفهم ما يقومون به ولذلك جاء تاكيد الناطق باسم خطة فرض القانون بان جدار الاعظمية لم يكون الوحيد وان هناك جدر عديدة سوف تقام في عدد من المناطق لحماية المدنيين ولتحجيم تحرك الارهاب وعناصر القتل والاجرام .

ومن هنا فان عدد من المراقبين وجدوا في ردود من يحتضنون الارهاب والاعراب من القتلة والانتحاريين ازاء ضرب اطواق من الجدر الكونكريتية حول مناطق تأوي الارهابيين وتضم مراكز تجهيز السيارات المفخخة كافيا ومبررا للاستمرار في بناء تلك الجدر لانها سوف تحد من تحركاتهم ومن وصول "رسل الموت" اي السيارات المفخخة الى اهدافها في المناطق الامنة والمفتوحة كالاسواق والتجمعات السكانية ‘ نعم هناك بعض السلبيات التي لابد منها  مثل الاختناقات المرورية وبعض الاضرار الاقتصادية المؤقتة الا ان حماية الارواح سوف تكون اهم من بعض الاثار السلبية التي تتركها تلك الجدر على الحركة الاقتصادية التي يمكن تعويضها بمرور الوقت اما الارواح التي تزهق وبالمئات يوميا على ايدي الارهابيين وحاضناتهم امر لا يمكن تعويضه وهو ما يدفعنا للقبول باقامة تلك الجدر وضرب اطواق اسمنتية حول حاضنات الارهاب .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك