دكاكين العرب الاعلاميــــة .... والجزيرة مثـــــال

بقلم: ناصر الفرطوسي

في محاضرة تذكرتها للشيخ الوائلي (رحمه الله)وكان يقول ويتحدث عن فتاوي بعض شيوخ الوهابية اومن هم على شاكلتهم , فكان يصف الشيخ هؤلاء الشيوخ او المفتين (انهم اصحاب دكاكين ) يبيعون الفتاوي الى اتباعهم من المسلمين ..... ومايحدث للاعلام العربي اليوم ,كانه ذكرني بمقولة الشيخ رحمه الله ..اعلام لايزال بضاعته الفاسدة تمليء رفوف الدكاكين وهي بحالة عفنه ناخرة للانف والذوق , بنيت على تاريخ رجعي مستمد من السلف الطالح , الذي لاينفك يوما ان يرفع رايات الاعلام المضاد والحاقد على مذهب اهل البيت (عليهم السلام) وائمته الاطهار .فمنذ ذلك الوقت والرفوف مليئة بآلاف المؤلفات والرسائل والاحاديث والبحوث , التي رُكنت على هذه الرفوف المتآكلة والرثة , وبين الفينة والاخرى تفتح دكاكين جديدة وباسماء واشكال مختلفة, فتأخذ من هذا الوريث المتعفن وتبدأ باعادة صياغته وحسب تطور الزمان واختلاف المكان . فكثير من الايادي عملت على نفض التراب والاوساخ من على هذه الرفوف وخزينها المتهالك وهي تحاول ان تصنع منه مادة اعلامية موجهة الى شريحة كبير من المسلمين , مع علمها المسبق لم يكن هذا الوريث الا مادة محتواها الحقد والزور والتدليس , وهدفها هو زرع الفرقة والتكفير بين ابناء المسلمين .حتى وصل هذا الوريث الى عصرنا الحالي بكل محتواه اللئيم , فما كان لاصحاب هذه الدكاكين الا ان يصوغوا كل هذه المتراكمات من الاحقاد على شيعة اهل البيت (عليهم السلام) وعلى اعلامهم وعلمائهم , مستغلين الامكانيات والفُسح الممنوحه لهم من قبل الانظمة وقادتها والتي تبنت بدورها ترتيب وتزين ودعم هذه الدكاكين بكل وسائل القوة والجذب والانتباه . وهنا اصبحت هذه الدكاكين الاعلامية تنتج وتوزع في نفس الوقت كل المواد التي يحتاجها الطالب والاستاذ عندما يريد ان يعمل في مجال الاعلام , فاصبحت بعملها هذا عبارة عن مدارس تخرج الدورات تلو الدورات ساعيةً الى صنع اجيال من اصحاب الافكار والتصورات والمعتقدات الحاقدة . وما وصل اليه الاعلام العربي ما هو الا نتاج هذه الدكاكين او المدارس الاعلامية , التي دُقت اساساتها منذ بداية ظهور مدرسة آل ابي سفيان ..... والمثل الاكبر على هذا الاعلام الذي من الظلم والحيف ان يسمى اعلام , هي قناة الجزيرة الفضائية ,والتي اخذت على عاتقها ان تكون هي المنتج الرئيسي والموزع والممول لكل هذه الموروثات السفيانية المستخرجة من مفاهيم مدرسة آل ابي سفيان الاعلامية . فطوعت وهيأة كل الرجالات التي تدربت وشربت من معين الكتب والافكار والرسائل المطروحة على رفوف هذه الدكاكين , وصارت هذه القناة من اكثر المتبنين لمضامين هذه الافكار الوسخة .فمنذ الوهلة الاولى لتأسيسها اثبتت على انها المثل الاعلى لهذه الاعلاميات العربية بعدما أقسمت على ان تكون المكملة لسياسة مدرسة آل ابي سفيان الاعلامية الارهابية .الذي يتابع هذه القناة يجد انها لم تتغير في سيرها وستراتيجيتها العملية عن عمل واستراتيجية المدرسة السفيانية , اللهم الا بنوع الاسلوب وطرح المواضيع بطرق اكثر جذبا واثارة مستعملة بذلك كل وسائل التطور التكنولوجي والتقدم العلمي في مجال الاعلام . ان هذه القناة وبهذا الاسلوب السفياني البغيض الذي وازت فيه كل اساليب اعلام بني سفيان مكراً وخداعاً وتدليساً , اثبت انها اهلا لحمل رسالة الافكار الموروثة والمركونه على رفوف الدكاكين . فهي في كل يوم تحاول هذه القناة ان ترفع شعاراً اعلامياً جديد لم يكن مفهوما يوما من الايام من مفاهيم الاعلام الذي اساساً وجد لخدمة الانسان ومساعدته على التواصل والتحاور ونقل كل مايهمه من شؤون الحياة العامة , فاصبحت قناة الجزيرة بحد ذاتها مفهوم اعلامي يتبنى الرذيلة وقلب الحقائق مستغلة فضاء الاعلام المفتوح . فماذا نسمي هذه القناة عندما تقبل ان تكذب وتزور بكل ماتملك من استطاعة اقناعية اتجاه المشاهدين والمتابعين لها .... وهي تملك الطاقات والامكانيات الكبيرة وهذا لايمكن نكرانه ... الا ان السؤال مافائدة كل هذه المقومات التي تملكها وهي لم تستطع ان تتجاوز ميزة الدكان الاعلامي الرخيص او اصحاب الدكاكين الافتائية التي توزع الفتاوي القاتلة والفاتكة بالروح البشرية .... إن الغريب في استمرار هذه القناة هو استمرار المتابعين لها مع علمهم المسبق والمتراكم انها تكذب بكل ماتحمل الكلمة من معنى ومع ذلك فان ملايين الناس تتابع هذه القناة ... والغريب ايضا كثير من دول العالم اصبحت عندهم قناة الجزيرة هي بمثابة وكالة انباء عالمية مختصة بالشأن العربي والا ماذا نسمي انتشار هذه القناة وفتح قسم لها بلغة انكليزية ... هذا يدعونا الى القول ان الجمهور المتلقي والمتابع لها هو جمهور تواق ومتقبل سلبي لادعائاتها وكذبها وانه بحاجة ماسة الى مواد اخبارية مخدرة يستطيع بعد سماع كل خبر كاذب او برنامج مزيف للحقائق , ان يضع رأسه على وسادته ثم بعد ذلك يعيش بعالم الاحلام الوردية التي هي من نتاج قناة الجزيرة التي اشبعت ذاكرته وفكره بالاكاذيب والمخادعات الاعلامية وهو بذلك يتنصل عن مسؤوليته الانسانية بعدما تبرعت القناة ان تاخذ دوره في خلق الاوضاع حسب مايريده ويتمناه المشاهد .ان اعتماد قناة الجزيرة الاثارة وزرع الرعب في صياغة الاخبار .... والتدليس والكذب في برامجها الحوارية , واختيار الشخوص لقيادة مثل هذه البرامج لم ياتي من فراغ ... بل هو على خلفية امتلاك هؤلاء الاشخاص من افكار واعتقادات تدربوا ودرسوا عليها في مدارس الفكر السفياني الذي تلاقح مع الافكار الوهابية والتكفيرية , وانتج اناس قادرين على قتل المخالف لهم بالكلمة التي يطلقها هؤلاء الخريجين من هذه المدرسة او الدكاكين الاعلامية , فتذهب كلماتهم على شكل رسائل اعلامية الى رفاقهم او اصحابهم المقاتلين والمتهيئين الى الضرب بقوة وحسب اتجاه بوصلة هذه الاشارات الاعلامية .وماحدث قبل ايام من احد اصحاب هذه الافكار المريضة واحد الخريجين بتفوق من هذه المدارس او الدكاكين , وهو احمد منصور مقدم برامج في قناة الجزيرة .. ماهو الا مثل على صاحب هذه الاشارات والرسائل الاعلامية التي يريد من خلالها ان يوصل الى اخوته واصحابه في العقيدة المريضة في الجانب الاخر والمنفذ من المستلمين للاوامره الشفوية , ويحولوها من كلمة اتتهم عبر الفضاء الاعلامي الى رصاصات او مفخخات تقتل كل مخالفيهم بالرأي والتوجه ... ان المساس بمقام المرجعية الدينية في النجف الاشرف هو في الحقيقة مساس على مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) واتباع هذه المدرسة , من ثم هي اشارات مرسلة لقتل كل من يتصل بهذه المدرسة من بعيد او قريب , فلم يكن مقدم البرنامج يقصد السيد السستاني او باقي المرجعيات , بل كان الهدف الاهم هو بعث الرسائل الى الاخرين ان الشيعة وفكرهم لايمكن ان يكون في دائرة الاسلام ويجب محاربته وضربه بكل قوة , وكان مع شديد الاسف بمساعدة من هم محسوبين على شيعة اهل البيت (عليهم السلام ) و استضافته للاحد هذه الشخصيات المحسوبة على الشيعة ماهو الا حيلة يريد من خلالها ان يجعل في كلامه المصداقية والمبرر لتمرير هذه الافتراءات والاكاذيب على الشيعة بشكل عام وعلى المرجعيات بشكل خاص .ان دكاكين آل ابي سفيان الاعلامية ومنذ ذلك الوقت ولغاية يومينا هذا لم تتغير , هي نفسها لاتزال تثبت للناس انها قادرة على طرح نفسها في الساحة الاعلامية ومتصدية بدرجة كبيرة الى مذهب الحق واهله واتباعه وهي تملك كل وسائل الدجل والتدليس وبايدي احفادها الجدد ولكن بطريقة عصرية اكثر تقبلا واكثر تميزا , بثوب تراه العيون انيقاً وبراقا جالبا للنظر قادرا على الاقناع وتخدير العقول والاجساد , الا انها لاتزال تملك هذه الرفوف المتعفنه النافرة للنفس البشرية تزكم الانوف , فيها رائحة الحقد تُشم على مسافة كمسافة الشمس والقمر من الارض .انها احقاد على دين الله ... وعلى رسالة رسوله (ص) والبغض والكره للاهل البيت (ع) ... انها دكاكين اعلامية عربية اقرب الى حاويات لجميع النفايات والقاذورات .... فتبت ايدي اصحاب هذه الدكاكين الاعلامية ... وتبت عقولهم الخاوية وعقول من يبتاع من هذه الدكاكين .عاش العراق واهلــــــــــــــــــــــه المظلومين ناصر الفرطوسي ...7-5-2007