المقالات

أمنيات على أنقاض الألم

1360 20:34:00 2007-05-12

( بقلم : زينب الشمري (عضوة في بنت الرافدين) / بابل )

ليتنا ننسى كلمة (ألم) .. ننسى حروفها بأسرها .. ننسى دمعة طفل عراقي سالت على خديه لفقد أبيه أو امه أو اخيه.

ليتنا ننسى صرخة أم عراقية فقدت عزيزها وفلذة كبدها .. ننسى كل لحظة انفجار تمخض عنه تطاير اجساد متقطعة تنزف دماً تساقطت على رمضاء بلاد النهرين .. ننسى عويل طفل عراقي اختطف من حضن امه وهو يصرخ وينادي (أمي .. أمي؟!) .. ننسى كل دمار حصل في سوق للخضار يجلس فيه باعة ببسطياتهم لا هم لهم سوى الحصول على لقمة عيش شريفة تسد رمق صغارهم .. ليتنا ننسى كيف ذهب انفجار غادر بتاريخ الأدب العراقي في شارع المتنبي.

ليتنا لم نجعل الألم يعشعش في صدورنا ويغرز في حنايانا انيابه الحادة .. ولم نحصن انفسنا عن ان تكون مترعاً لهذا المتطفل البغيض.

ليتنا استنفذنا من روحنا مناعة تكون كالحصن المنيع لمواجهة الاعاصير الهائجة التي تلف بالعراق .. نتمنى ان تختفي تلك الكلمة من قاموس حياتنا فلا نعود ونجد معناها الذي نرفضه قسراً على انفسنا.

ليتنا نغفو على حلم جميل فنصحو عازمين على تحقيقه .. جادين في المضي فيه راسمين البسمة الصادقة المنبثقة في الاعماق لا المرسومة كرهاً على الشفاه .. تكسر القيد وتمزق ظلال العذاب لكي ننطلق في حياتنا بلا قيد اسمه الألم ولا سراب يصوره الألم وبلا عذاب يرسمه الألم .. لنرسم طريقاً ممهداً بالنور معبداً بالهدى .. ونفرش جوانبه زهوراً من الأمل يكاد عبقها ينفذ الى الاعماق فيمسح عن حياتنا كل ظل داكن ..

آه يا كلمة (ألم) كم قسوت علينا فأخذت من انفسنا مأخذاً كبيراً وجعلتينا مسجونين عندك مقيدين بأغلالك مكتفين بحبالك .. حتى ادركنا اننا نسينا معنى الحياة ومعنى الصداقة والمحبة والألفة .. فتولدت فينا العزلة والكآبة والتوتر النفسي.

كل كلمة من هذه الكلمات يرددها على الشفتين كل عراقي بريء ليفر بها نحو بر الأمان ليخرج من اسره ومن دوامة الألم الذي يتصارع معها  للخروج بها الى صفاء النور وعذوبة السماء ..

فما اسعد الروح وهي تنفض عنها آلامها .. وما أحلاها وهي تشرق على عالم خالد كخلود الازل كله رفعة وسمواً وجلالاً. وما أروعها وهي تبني على انقاض آلامها قلعة للايمان لا تدكّ اسوارها مهما عذل الزمان.

 لك الحمد ان البلايا عطاء * * * وان المصيبات بعض الكرم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك