المقالات

عودة الأمل برق السيد الحكيم

1531 17:37:00 2007-05-12

( بقلم : عمار العامري )

رغم الصعاب ورغم كل الاحتمالات والتي جعلت الكثير من أبناء العراق ورجالاته وساسته يعتذرون عن الرجوع إلى بلدهم إلى مسقط رؤوسهم إلى العراق بشكل علني والسبب يعود إلى عدت أمور كانت تراود أذهانهم لا أريد أن أخوص فيها بقدر تعريفي لماذا كان سماحة أية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم هو الشخصية العلمائية والسياسية الوحيدة التي استطاعت أن تخوض في العمق العراقي مع ما فيه من تحديات ومصاعب والذي كان يعلم بان الموت منتظره لا محال وانه لابد أن يأخذه في حين غره من أحبته ومواليه رغم المآسي والهموم رغم ما كان يتصوره مرافقيه ومساعديه ألا أن السيد الحكيم أصر وبكل شجاعة وبسالة أن يعود إلى ارض أباه وأجداده يعود كما خرج مرفوع الرأس ليؤكد للعالم بان العراقيون سنة وشيعة كرد ومسيحيين كل الطوائف تريد الاستقلال والتحرر وهو آت من اجل ذلك.

يحدثني احدهم عن لحظة من لحظات خروجه مطلع الثمانينيات أن رجل أمن في مطار بغداد حاول منعه فما كان من سماحة السيد ألا أن بادر بصفعه على خده وأسقطه ذليل مما اجبر قوة امن المطار بإعطائه التصريح بالخروج دون معرفة من انه المطلوب محمد باقر الحكيم.

السيد الحكيم عاده متلهفا ليرى كيف هم أبناء العراق الصادقين في نواياهم المخلصين في دعواهم إليه بالعودة يشد الرحال موكب السيد محمد باقر الحكيم في العاشر من أيار ليصل منطقة الشلامجة ويخرج العراق بال روح الأبوية ليستقبل الابن العراق البار يخرج العراقيون ليهتف - نعاهد .. نعاهد لنا الحكيم قائد- الدموع تذرف من عيون الحكيم وهو يراقب الرجال والنساء الشباب والأطفال حافية القدمين والملابس ممزقه ومتهرئ يلوحون بأيديهم والأتربة تتصاعد فوقهم - وينه الحاربك وينه صدام النذل وينه - كلمات أبكت سماحة الحكيم ليوقف الركب ويتضامن مع أولئك بالبكاء والنحيب مواقف تلو مواقف وحالات حينما تنظرها لا تحتاج إلى تعليق ولم يتدخل في صنعها السينمائيون حيث ساعات امتزجت فيها العاطفة والوئام تتزاحم الملايين على روية شخص الأمل السيد الحكيم رغم ما شار عليه بعض مساعديه إلى اتخاذ الطرق الصحراوية لسرعة الوصول وسهوله السيطرة تحذرا من كيد الكائدين السيد الحكيم يختار طريق الاهوار والعشائر لحكمة منه بان هولاء هم أنصار المذهب أنصار الحوزة العلمية جند المرجعية يواصل الركب السير والآلاف مع الركب تزحف نحو النجف الاشرف وسماحته يعبر عن الروح الإسلامية الخالدة والحركية الشابة في معنوياته.

وكلماته مؤثرة بقى صداها في النفوس ما خطب فيه المجاهد الحكيم عند مروره في مدن البصرة والناصرية و السماوة والديوانية واستقباله من الآلاف من ابناهما ثم يقضي ليلته الحادية عشر من أيار تلك في منزل الشهيد المجاهد الشيخ مهدي السماوي في مدينة السماوة يعلم السيد الحكيم بان العراقيين يترقبون وصوله ليعيد لهم الأمل في ما سلبته الجبابرة ليستقر الركب في الثاني عشر من أيار في مدينة الكرار جوار الصحن الحيدري الشريف يتوجه أية الله المجاهد السيد الحكيم لزيارة جده أمير المؤمنين(ع) وفي استقباله مئات الألوف من أبناء النجف والكوفة وما يحيط بهما بعدها يكون القائد الأول والسياسي الأوحد الذي تستقبله المرجعية الدينية الرشيدة نجل زعيم الطائفة والعضد المفدى للصدر الأول و سند التحدي للإمام الخوئي يدعو سماحة السيد الحكيم إلى طاعة المرجعية باعتبارها النيابة للإمام المعصوم وواجب طاعتها يدعو إلى تقبيل أيادي المراجع العظام وفي هذه أذنا بان الأمانة في التصدي إلى الظلم والطغيان قد أرجعت وسلمت إلى أهلها إلى مستحقيها.أنفاس كلها تسبيح وكلمات كلها طاعة يقضيها المجاهد الحكيم بين أنصار أهل البيت(ع)عاد السيد محمد باقر الحكيم لتراه قلوب محبيه والأفئدة المشتاقة لنظرته كما وصفها إياه الإمام الخميني في وصيته للسيد الحكيم - واعلم يا بني بان كثير من القلوب والأفئدة تهوي إليك بدون أن يروا حتى وجهك أو يتحدثوا معك وهم عنك بعيدين في العراق وخارجه مطيعين لك فلا تقصر عن نصرتهم -.

يبدأ السيد الحكيم بطرح الخطوط العملية الأولى لسياسة الدولة العراقية الجديدة تتضمن مطالبه حكم الشعب والانتخابات البرلمانية الحرة النزيه وكل خطبه وكتاباته يدعو فيها إلى حكم العراقيون وحريتهم واستقلالهم طالبه السيد الحكيم بكتابة الدستور العراقي وبأيادي عراقية ودعا الشعب إلى خيار الفدرالية لضمان حقوق الأكثرية المسلوبة وكل ما حققناه من انجازات أساسية هي من معطيات رسالته الجهادية طيلة نصف قرن والتي أعطى مقابلها النفس لينال الشهادة وهي مبتغاة نحو الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك