المقالات

كاردن والبرلمان العراقي

1816 01:53:00 2007-05-15

( بقلم : المهندسة بغداد )

Live Is A Dream :says by Garden

مقولة اُدرجت في ورقة احتوت على العديد من الاقوال كانت نصيبي حينما وزع استاذ  اللغة الانكليزية  الاقوال على طلبته بعد ان اعتدنا ان يقترح علينا  موضوعا نكتب عنه مقالة تعبر عن رأينا وتوجهنا الفكري ولطالما كانت مواضيعه مسلية فلا غرابة ان يسألنا الكتابة عن قطة او كتاب او شخصية مرموقة او مطرب تافه !!!

ولم نكن نجادله لاننا نعرف ان ثمة غاية في نفس يعقوب لا نلبث طويلا حتى يخبرنا بها وما علينا سوى ان نصبر ولا نتسأئل كثيرا .

 كان مطلبه هذه المرة ان اكتب موضوعا بخصوص هذه الجملة الحياة حلم وما كان مني الا ان كتبت ما توقعت ان يكون متضمنا لجملة بسيطة كالتي كانت واجبي فلم اجد صعوبة في وصف حياة الانسان على انها كتاب اول سطر فيه هو الولادة واخر سطر فيه هو الموت ويحمل داخل صفاحته  قرارات و احزان وافراح و اسرة وابناء  وشباب وشيخوخة وذنوب وحسنات .

احسست انها اسهل جملة في العالم ولم تكن ذات عمق يستوجب ان نكتب عنها  غير اني اعرف استاذي وعلمت انه سيفاجئني بشيء ما .

وفي المحاضرة المرتقبة سألنا عن كتاباتنا فاخبرناه انها جاهزة واننا سوف نسلمها له فأجاب بالنفي قائلا : ضعوها جانبا !!!  وطلب منا ان يبحث كل طالب عن المقولة الخاصة به مستعينا بأسم القائل ثم يكتب مقالة تتحدث عن الموضوع بروحية الكاتب الاصلي .

رجعت الى المنزل لانتظر الكهرباء لانهي واجبي المقرر وما ان اتصلت بخدمة الانترنيت حتى بدأت بالبحث فوجدت ان مقولتي ما هي الا كتاب بذات العنوان مترجم عن قصيدة اسبانية للشاعر كاردن تروي قصة ملك حلم ذات يوم بأن ابنه سوف يأخذ منه السلطة وكان ابنه حينها طفلا فما كان من هذا الملك الديكتاتور الا ان يحبس هذا الطفل طيلة حياته خوفا من رؤيا ه ومر ربع قرن والشاب محتجز في سجون والده الى ان انتفض الشعب على هذا الديكتاتور وحرروا السجون ليخرج هذا الشاب وليختاره الشعب ملكا عليهم !!!!!! ولتتحقق مخاوف الملك المخلوع ولتكون الحياة حلم .

كتبت المقالة على هذا النحو وتوجهت الى استاذي ليسألنا قائلا في ايديكم مقالتين بذات الاسم  فما الفرق بينهما ؟!! وعندها توضحت فكرة الاستاذ المبدع لقد اراد افهامنا ان الفرق بينهما فرق الذين يعلمون والذين لا يعلمون .

لقد دهشت وانا اقارن بين المقالتين اللتين لم يكن الفرق بينهما سوى 24 ساعة  كتبتا بذات القلم والكاتب والعنوان  الا ان الاختلاف بينهما شاسع .

واضاف الاستاذ قائلا بان لا نكتب شيئا الا بعد معرفة وعمق تفكير ونصحنا بادبية عالية بان لا نكتفي من الاستزادة من بحور العلم وهنا ادرك ان الذي دفعه لهذا ما لمسه من الشباب الجامعي المغتر بشهادته ولايردفها بثقافة تدعمها مما يؤدي بها الا الاضمحلال ، لقد شخص الحالة ونبهنا بطريقة مصاغة برقي ونبل فأحسن واجاد ايما اجادة.

   وها هو اليوم برلماننا العزيز يعاني من ذات المشكلة مشكلة الطالب ومشكلة الموضوع بحد ذاته فأي برلمان احتوى على خيار الناس وشرارهم ! اثقف الناس واجهلهم ! اسمح الناس وابغضهم ! فلفارق بين شخصيات البرلمان فرق الثرى عن الثريا .

فيا ايها الملك الديكتاتور الذي حكمت لسنين واخفيت ذاك الطفل الصغير ، الصغير في مدة تواجده على الساحة السياسية بعد ان احتلالك  الحكم لعقود مناصرا حكما فاسدا ولتظن ان ذاك الطفل لم ينمو ولم يدرك وانك بسجنك ايها قد امنت منه وخنقت مبدئه مبدأ السماء خوفا من حلمك الذي طالما افزع مضجعك في ان يصل الاسلام سدة الحكم يامن يُقال بانك مسلم !!!  ايها الملك قد فـُتح باب السجن .

لقد شاء الله وتحقق الحلم فلا داعي للتاوه والحزن والاجرام والغدر فلقد اهتز عرشك وخاب ظنك وواجهت حلمك ومخاوفك وها نحن هنا بشخصيتنا التي نفخر بها في قبة البرلمان نترقب ردود افعالكم ما بين مجرم حاقد مبتسم ليكشر عن انياب تقطر دم شبابنا وابناءنا وهذا النوع الذي لا ينفع معه كلام او نـُصح فلقد خالط الاجرام دمه ولحمه واخرون لايفعلون شيئا سوى الترديد لاقوال رنانة ولهؤلاء نقول فكروا في اقوالكم ومعانيها حتى لا تكونوا كالذين لا يعلمون وتخسرون حياتكم واخرتكم لانكم بتمسككم بمبدأ مهزوز يترتب عليه قتل ابناء الوطن فعندها تصلون الى نقطة التساوي مع المجرمين.

فالصمت اكبر حكمة تخرج منكم لو كان انسحابكم صعبا لخسارة منصب وراتب مميز!!

لقد قالها أمير المؤمنين بأن اعظم المصائب هي الجهل فنتائجه مريرة ويـُصعب اصلاحها فسلام عليك يا أمير المؤمنين فأي معضلة ليس لها ابا الحسن حتى لو ان هذه المعضلة في زمن غاب عنه الامير فلقد صاغ مصيبتنا في هذين البيتين

دواؤك فيك وما تبصر        وداؤك  منك وما تشعر

وتزعم انك جرم صغير    وفيك انطوى العالم الاكبر

واما الفئة صاحبة الهدف الاسمى والقضية الاكبر فجهودهم مشكورة وساعد الله قلوبهم على مخالطة من غـُلف قلبه وقل وعيه وساء عمله الا انه واجبكم تجاهنا نحن ابناء الشعب المظلوم ولايسعنا سوى ان نسأل الله ان نسال الباري لكم ولنا التوفيق لكل ما فيه الصلاح والاصلاح

فلطالما كان المجاهد    مفردا بين الجحافل

ولطالما نصر الاله        جنوده وهم القلائل

فالحق يخلد في الوجود     وكل ما يعدوه زائل

ساظل اشدو بأسلامي         وانكر كل باطل

وفقنا الله شعبا وحكومة لما فيه خدمة البلد الجريح بكسر انفة النفس الانسانية المريضة والايمان بان التكامل هو الحل الامثل لابتلائنا الذي نسال الباري ان يجعله لنا امتحانا ننجح فيه ونوفق وان لا نتوقف عند حد في طلب العلم والمعرفة تمهيدا لدولة يعز فيها الله الاسلام واهله تلك الدولة الحلم الكبير الذي هز عروش الملوك لقرون طويلة لكنه حلم لا محالة محقق بظهور امام طال انتظاره ، فأظهر اللهم لنا وليك وابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك صلى الله عليه واله

العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان

وصلى الله على محمد واله الغر الميامين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهاجر
2007-05-16
سلام عليكم اختي العزيزه مهندسة بغداد ان الانسان بيده يصنع كل شي ولكن لابد ان يريد ولا يهوى (عمرت البدان بحب الاوطان ) هذه ما قاله امير المومنين . ومن يصل الى كراسي العاليه والبرلمان العراقي لابد ان يجاهد من اجل هذه الشعب المظلوم كمثل معلم يحرق كشمعه من اجل مستقبل الطالب ولكن للاسف الحكومه ككل سوا كان شيعي اومسيحي او سني مقصر بحق هذه الشعب الكسور واسأل الله عز وجل ان يهدي هذه الحكومه للمسلمين ويفرج عنا الهم والغم
ناصر
2007-05-15
بارك الله بكم وبقلمكم المبدع اختنا العزيزة المهندسة بغداد ..تشخيصكم لحالة برلماننا صحيد ودقيق ونسأل الله ان ان يبعد عن العراقيين شرور اشرار هذا البرلمان وان يحفظ ويسدد خطى الشرفاء الحريصيين منهم ويبقى العراق هو الحلم والحلم هو العراق .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك