المقالات

الارهاب الذي يعصف بالعراق هل له جذور في تاريخنا الاسلامي

1717 19:30:00 2007-05-15

( بقلم : خضير العواد )

نلاحظ في هذه الايام تسليط الضؤ على وسائل القتل البشعة التي يتصدى لها المدعون الاسلام ونرى المراقب في حيرة من امره , هل للاسلام علاقة بالامر وهل هي من تعاليمه , واذا كان الاسلام ليس له اي علاقة بها , فمن اين اتت هذه الاعمال البشعة هل اتت من فراغ ام لها جذور في تاريخنا الاسلامي وليس الدين الاسلامي , فهناك فارق كبير ما بين الاثنين فالدين الاسلامي هو كل مايحتويه القران الكريم من تعاليم وكذلك السنة النبوية الشريفة فهذين المصدرين الاساسين للدين الاسلامي واما التريخ الاسلامي فهو جميع الافعال التي قام بها المسلمون من بناء واعمار وثقافة وحروب وغيرها من النتاجات البشرية فعليه يجب علينا ان نفتش في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة على الادلة التي تبين الموقف الديني من هذه الاعمال الارهابية:قال الله سبحانه وتعالى( ايحسب الانسان ان يترك سدى) ......سورة القيامة اية3قال الله سبحانه وتعالى( حسب الذين يعملون السئيات ان يسبقونا ساء ما يحكمون) .....سورة العنكبوت اية 4قال الله سبحانه وتعالى( ومن قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض فكاءنما فتل الناس جميعا) .... سورة المائدة 32قال الله سبحانه وتعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها)... سورة النساء اية93قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم )(لايحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث وجل كفر بعد اسلامه او زنى بعد احصانه او قتل نفسا بغير نفس)......(1)قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم )(امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها منعوا مني دمائهم واموالهم وحسابهم على الله)....(2)نلاحظ من خلال ايات القران الكريم والسنة النبوية الشريف ان الدين الحنيف براء من هذه الاعمال ومن يقوم بها كبراءة الذئب من دم يوسف(عليه السلام) , ولكن عندما نلقي نظرة فاحصة على تاريخنا الاسلامي نلاحظ هناك الكثير من الصور البشعة التي تشابه ما يجري اليوم, فمثلا في السنوات الاخيرة من حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )عندما ارسل خالد ابن الوليد الى بني جذيمة لهدايتهم الى الاسلام وطلب منه ان تكون هذه المطالبة سلمية ولكنه قام بقتلهم اشرقتلة انتقاما لعمه الفاتك وقد تبراء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) من عمله حتى قال (صلى الله عليه وآله وسلم )(اللهم انني برئ مما صنع خالد ابن الوليد ثلاث مرات....(3)وفي السنة التي توفى فيها رسوال الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) واستلم مقاليد الحكم ابو بكر عندها ظهرت الكثير من المواقف المعادية للاسلام والحكومة الجديدة منها المجاميع التي ارتدت عن الاسلام كمسيلمة الكذاب وطلحة وسجاح ولقيط ابن مالك الازدي والكثير من القبائل العربية قد امتنعت عن البيعة لابي بكر كطي وتميم متمثلة بزعيمها مالك ابن نويرةوكندة متمثلة بلاشعث ابن قيس واما باقي القبائل فقد امتنعت عن دفع الصدقات او الزكاة الى الخليفة الجديد , نلاحظ الحكومة في ذلك العصر متمثلة بالقادة الذين ارسلوا الى محاربة هذه الاقسام الثلاث عاملة الصنفين الاخرين اي الممتنعين عن الزكاة او البيعة (المعارضين) عاملتهم باشد قسوة حتى لم يجدوا ذرة رحمة واما المرتدون كان هناك بعض الحوار كما حصل مع بني حنيفة وقائدهم مجاعة بن مرة...(4) او المسامحة والعفو كما حدث مع طلحة وسجاح وهم اللذان ادعو النبوة.....(5) او قرة ابن هبير الذي كان يصرح علنا بعدم الايمان قط.....(6) اما الممتنعين عن الزكاة او البيعة فقد قوتلوا اشر قتلة او حرقوا او قذفوا من اعالي الجبال كما حدث مع بني سليم عندما احرقهم خالد ابن الوليد...(7)او حرق ابو بكر لفجاءة وندمه على هذه الفعلة في اوخر حياته....(8) او كما حدث مع اهالي النجير عندما قتل زياد ابن لبيد اكثر من ثمان مئة من رجالهم صبرا....(9) او قتل مالك ابن نويرة وقطع راسه ووضعه اثفية (اي مسند للقدر الذي يطبخ عليه) والدخول في زوجته في نفس الليلة وكذلك قتل عشيرته واسرهم وسبي ذراريهم رغم اتفاق كل المسلمين على اسلامهم.....(10) وايضا التعدي على القدسية النبوية عندما انتهكوا حرمة بيت فاطمة (عليه السلام) وندم الخليفة الاول على فعلته في اخر حياته....(11) وقتل الصحابي الجليل سعد ابن عباد واتهم في قتله الجن....(13) واما اذا اطلعنا قليلا الى افعال بقية الحكام كمعاوية فانه قد تفنن في انواع القتل فقام ببقر بطون الحوامل من النساء كما حصل مع اهالي الانبار في العراق او قتل مالك الاشتر او قتل حجر ابن عدي الكندي وجماعته صبرا وغيرها كثير او ما فعله ابنه يزيد من قتل سيد شباب الجنة واصحابه وسبي اهل بيت الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي يدعي انه خليفته او قيامه بحرق الكعبة او اباحة المدينة حتى فقدت اكثر من ثلاث الاف امراءة لبكارتها او قتل هشام ابن عبد الملك لزيد ابن علي ونبش قبره وصلبه وغيرها كثر واما مافعله بني العباس او الحكومات التي حكمت باسم الاسلام فاعمالها الشنيعة اروع وافضع ونلاحظ جميع هذه الحكومات مارست اشد انواع الارهاب بحق الانسانية ولم تراعي حدود الله فيهم واصبحت مصدرا غنيا للاعمال البشعة التي تغذي العقول المريضة التي تعتبرها من اهم مصادرها في كسب الشرعية لاعمالها الارهابية اي هناك علاقة وطيدة ما بين التاريخ الاسلامي الذي يكتبه وعاظ السلاطين وهذه الاعمال التي يندى لها جبين البشرية وقد جملتها اقلام وعاظ السلاطين او الذين يكتبون وقلوبهم معمية بالتعصب الاعمى الذي لايمت لكتابة التاريخ باي صلة كما نلاحظ هذه الايام وسائل الاعلام بمختلف انواعها وهي تجمل اعمال الارهابين وتفتش عن حجج شرعية تغطي بها اعمالهم, فالتاريخ يعيد نفسه مع اختلاف المسميات والادوات فلا تتعجب من القتل والارهاب الحاصل الان او وسائل الاعلام التي تغطيه وتجمله بمختلف العناوين فتاريخنا الاسلامي ملئ به ومن كل هذا نلاحظ الارهاب الذي يجري اليوم له علاقة وطيدة بتاريخنا الاسلامي وليس الاسلام كدين او رسوله العظيم الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).المصادر:1- الديات لابن عاصم الضحاك (ص9) , سنن ابن ماجة (ج2ص110)2- صحيح مسلم (ج1ص30), 3- سيرة ابن هشام (ج4ص53-54) ,4- البداية والنهاية (ج6 ص356) ,5- البداية والنهاية ابن كثير(ج6 ص223), 6-فتوح البلدان للبلاذري(ج1ص115) 7- سيرة اعلام النبلاء للذهبي( ج1 ص372)8- الامامة والسياسة ابن قتيبة (ج1ص35) 9-تاريخ ابن عساكر(ج9ص132)10-الاصابة (ج3ص337), تاريخ ابن كثير (ج6ص322),تاريخ خليفة ص1511- الامامة والسياسة (ج1ص35),12- الاستغاثة لابو القاسم الكوفي (ج1ص8)خضير العواد
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك