المقالات

التفاتةالحكومة الكريمة بيوم المقابر الجماعية ..

2419 10:30:00 2007-05-16

بعد سقوط النظام يوم 4/9 وبزوال حكم قمعي دموي كشف عن جرائم مروعة هزت وتهز مشاعر كل انسان حر وشريف في العالم جرائم لا مثيل لها في التاريخ تميز به حكم البعث الفاشي في العراق باستخدامه العنف والارهاب والقمع لكل من يشك في معارضته للنظام وهذا هو الاسلوب الذي ساد على مدى العقود التي حكم فيها البعث ارض الرافدين . هذه المقابر تشكل نقطة تحول كبيرة في مسيرة الصراع بين الحق والباطل ونقطة مضيئة في تاريخ نظال الشعب العراقي ضد الباطل الذي تسلط عليه.  حيث بدا تاريخه بسلسة من جرائم القتل والتصفيات والاغتيالات يكتب على ايدي جلاوزة البعث منذ تولى نظام البعث الحكم في 1968 بدا مسلسل الاغتيالات والقتل الجماعي لمعارضيهم وتكرست ابان تسلط الطاغية المقبور مقاليد الحكم 1979 والذي بدئة بتصفية العلماء في مقدمتهم السيد محمد باقر الصدر قدس الله نفسة ثم تلا ذلك الشباب المؤمن من التيارات الدينية وحتى العلمانية بحجة انتمائهم لحزب الدعوة حيث كانت تجري اعتقالات بالجملة بعد ان اصدر قراره 461 لسنة 1980 والذي يقضي باعدام كل من ينتمي لحزب الدعوة او يروج له والذي على اثره استشهد الالاف من ابناءنا حتى وان لم يتم التاكد من انتمائهم او يكون بوشاية عن طريق شخص ما .وهكذا كانت بداية القتل الجماعي من اتباع اهل البيت في الدجيل وبلد ودفنهم بمقابر جماعية مجهولة لاجل اخفاء معالم جرائمهم . واستمرت التصفيات  طيلة فترة الحرب العراقية الايرانية لكل من يشك ارتباطه بالمد الاسلامي وبشتى الطرق اضافة الى الضحايا من العسكريين الذين ينسحبون من المواجهة حيث فرق الموت كانت بانتظارهم وقد تم اعدام مجاميع كبيرة ودفنهم في اماكنهم واعتبارهم مفقودين .وتوج عند نهاية عقد ثماننيات القرن الماضي حيث توسعت دائرة الاجرام لتشمل الاخوة الاكراد حيث تم نشر الرعب والخوف بالقتل الجماعي الذي تميز بتهديم وتجريف القرى الكردية وتشريد اهلها منها واحتجاز الالاف منهم  ليجدوهم قضوا في مقابر جماعية اقيمت لهم في المناطق الجنوبية . فتعتبر سنة 1988_1987 السنة الاكثر دموية واعلى نسبة اجرام في الابادة الجماعية لابناء العراق في الشمال والجنوب . فبدأت بضرب قرى كردية بالكيمياوي فضربت قرية حلبجة والتي راح ضحيتها 5000 ضحية من المدنيين ودفنوا في مقابر جماعية , ثم تبعتها حملات الانفال المشؤومة والتي حصدت ارواح عشرات الالاف من ابناء العراق في كردستان تقدر 182000 شهيد تم دفنهم ايضا بمقابر جماعية وزعت على مناطق مختلفة من العراق والتي اغلبها تركز في مناطق الوسط والجنوب . ثم بدات مرحلة جديدة اكثر ضراوة خلفت المزيد من المقابر الجماعية واكبرها حجما بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة ابان غزو العراق للكويت سنة 1991. فقد اطلق النظام العنان لجلاوزته بالقضاء دون رحمة على ابناء البلد حيث تقدر اعداد الذين تم تصفية اكثر من ربع مليون من الاطفال والنساء والشيوخ في مناطق كربلاء والنجف والحلة ومقابر البصرة الفضيعة وعموم مناطق الجنوب الشيعي ودفنوا باماكن وصفت بام المقابر الجماعية  انتشرت في مناطق صحراوية بين كربلاء والنجف وثمة مقابر اخرى ترجع الى نفس الفترة وهي سجن الرضوانية الذي تم نقل مئات الالاف اليه وتم تصفيتهم ودفنهم في اراضي مكشوفة ومحمية من قبل الامن الخاص . لقد وصف مجلس قيادة البعث الساقط المنحل في بيان له صادر في 1991 ان المقابر الجماعية  انجاز "وهو القضاء على العمود الفقري للصفحة الاكثر خطورة في تاريخ البلد " وكان هذا البيان بمثابة البداية الرسمية للمقابر الجماعية والذي شارك فيه كل مجرمي البعث اعضاء القيادة القطرية والقادة العسكرييون واجهزة الامن والشرطة تحت شعار" لا شيعة بعد اليوم ". وتقدر اعداد المقابر الجماعية اكثر من 240 مقبرة جماعية اغلبهم من المدنيين موزعة على اكثر من مئة موقع على ارض العراق , وعقد التسعينيات شهد تصفية الالاف على انهم معارضي النظام والتي استمرت حتى سنة 2003 حيث اكتشفت مقبرة في المدائن يعود تاريخ الدفن فيها قبل سقوط النظام باربعة ايام . وهكذا حرص هذا النظام على الاستمرار بنفس الوتيرة في معالجة الامور بالقمع او التهجير والاغتيالات والابادة الجماعية على مدى فترة حكمه. هذه الثلة من الشهداء الابرار الذين سقوا ارض العراق بدمائهم الزكية قرت اعينهم باعدام الطاغية وجلاوته الذين اشرفوا اشراف مباشر على مأساتهم ومأساة العراق عند تنفيذهم  اوامر مجرمهم الكبير بكل حرفية المجرم والابداع فيها . واخيرا نشكر الحكومة العراقية لهذه الالتفاتة الكريمة لضحايا المقابر الجماعية في 16/5 باعتباره يوم للمقابر الجماعية والتي نامل منها ان تعير اهتمام اكبر لذوي الشهداء واحتضان عوائلهم وتوفير عيشة كريمة لهم ولاولادهم كعرفان بالجميل للذين ضحوا بارواحهم من اجل مبادئ سامية وعدم رضوخهم الى الذل والهوان لحكم البعث على مدى عقود  والذي كان نتيجة تضحياتهم عودة الحقوق لاصحابها ومشاركة الجميع في حكم ديمقراطي للبلد . عراقيـــه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Hani
2007-05-16
لعنة الله على صدام وعلى من اتبعه وساعده ومازال يدافع عنه كنت اتمنى بسقوط الساقط ان تنتهي محنة العراقيين لكن لا فائدة فالمقابر الجماعية مازالت مستمرة و يوميا ولا اقول غير حسبي الله ونعم الوكيل متى تنتهي محنة العراقيين وينجلي هذا الليل الاليل شكرا لبراثا على مواضيعها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك