المقالات

الثابت والـمتحول في قضية الأمة الشيعية..!

575 07:14:00 2013-08-15

 

    هل يرتبط مفهوم الهوية بالأرض فقط؟ أم أن هناك حبال أخرى تربط الهوية بمثابات مختلفة غير الأرض؟ أم أنه يتعين أن يتم إستحضار العوامل الاجتماعية لتشكل الهوية في علاقتها بالتراب، وأن لا بد من تفهم موقعها في المجال الثقافي، لتشكل بالمحصلة مفهوما متكاملا لها.؟ وإذا كان هذا الموضوع قد استأثر بالعديد من المقاربات والدراسات التي تباينت في مناهجها واختياراتها ومستوياتها المعرفية، فإن هذه الأسئلة وغيرها ناقشها كثير من المهتمين بوضع إطار للهوية، يمكن المعنيين من التعامل مع محددات معروفة تسهل لهم بناء مواقف وقناعات على أساسها..

   وفي موضوع شائك ومعقد مثل موضوع الهوية، تنبري حقول المعرفة والإطارات المرجعية والنوازع الأيديولوجية لفرض محدداتها على تشكيل الهوية للأفراد والمجتمعات.

وخلال هذا الإنبراء الذي يتحول في منعطفاته المهمة الى صراع، تصدر أحكام تعسفية وتصادر آراء وتقمع مفاهيم، وفي أوقات الضجيج لا يعلوا إلا صوت التعسف والإقسار الفكري..سيما وأن أسئلة الهوية لا يمكن مقاربتها بيسر، ولا يكفي للإجابة عليها تعميم سطحي، لأن الهوية ببساطة ميدان رحب للوجود والإلغاء، ومباءة للحرية والإستبداد..

     وبديهي أن الحديث عن الإنسان ـ الفرد اليوم لا يتسم بالعملية، ولا يعني شيئا، لأن لا يوجد إنسان فرد في عالمنا..فالإنسان اليوم وإن أحتفظ بملامح فردية وصفات خاصة ومجال حيوي غردي، لكن هامش كل ذلك محدود جدا، ولا يمكن التعامل مع الإنسان إلا بصفته عضو في جماعة، وهكذا حينما يجري الحديث عن الهوية فإن المقصود الجماعة..! وعودا على الأسئلة التي طرقت رؤوسنا في بداية القول، فإن علاقة الجماعة بالأرض لم تعد كافية لتشكل ملامح هوية لتلك الجماعة، فالأرض ضاقت كثيرا، ومفهوم سعتها الطوباوي تقلص الى أدنى حدوده، ولم يعد العالم إلا قرية صغيرة، وبانت الكرة الأرضية على حقيقتها، جرم سماوي صغير جدا وجدنا أنفسنا عليه بإرادة ليست إرادتنا، بل أن إرادة كبرى هي التي وضعتنا هنا على الأرض، مثلما وضعت غيرنا على غير أرضين..!

    ولذلك فإننا لم نعد بحاجة للإجابة على السؤال الأول من أسئلة المفهوم، وصار لزاما علينا أن نبحث في مثارد أخرى للمفهوم الهوياتي..وكلما ضاقت الأرض فإننا مجبرين الى أن نبحث في خلفيات الهوية الدينية وأبعادها التاريخية والثقافية والسياسية..

    إن الحديث عن الهويات الكبرى مقنع بلحاظ العوامل والخلفيات المشار إليها..واليوم ليس من الترف الفكري، أو التطرف العقلي أن نتحدث عن هويات أريد لها أن تغيب لأسباب تتعلق بإرادات المتغلبين من أصحاب الهويات الأخرى، هؤلاء الذين لم يجدوا غير الأرض وسيلة لتشكيل مفهوم هوياتي..

   وفي هذا الصدد ألتغييبي، فإن الأمة الشيعية هوية متكاملة بنيت تراكميا، تأريخيا وسياسيا ومجتمعيا..والمجتمع الشيعي مجتمع متكامل جدا يمكن تمييزه عن باقي المجتمعات، وإن كان خاضعا بحد ذاته لإستقطابات الثابت والمتحول، لكن الثابت الأكبر فيه والغير قابل للتحويل فيه هو العقيدة..

 كلام قبل السلام: بإمكاننا أن نفهم الحياة إذا تطلعنا إلى الوراء..لكننا لا نستطيع أن نحيا إلاّ إذا تطلعنا إلى الأمام..!

 

 سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك