المقالات

في ذكرى حرب الجمل : هل من عاقر للفتنة في العراق اليوم

1564 14:45:00 2007-05-28

( بقلم : عبد الامير الصالحي )

تناوبت الفتن على شعب بلاد الرافدين منذ دخوله الاسلام الى يومنا هذا. ويفسر علماء الاجتماع هذه الظاهرة بأن الشعب العراقي ( شعب ذو تمحيص وتدقيق) ذاك ان كثرة الحروب والاحتكاك مع القبائل والشعوب الاخرى جعلته اكثر تدقيقا واوسع نقدا وهذا مايفسر تعامل الحكام معه..(راجع "وعاظ السلاطين" لعلي الوردي).

حرب الجمل تعتبر من اوائل الفتن التي ابتلي بها الشعب العراقي والتي انتهت لصالحه بفضل قيادته الحكيمة المتمثلة بأمير المؤمنين( عليه السلام). وبغض النظر عما افرزته هذه الحرب من ويلات وسفك للدماء وفتح باب التمرد على الخليفة الشرعي ، فهي تحمل الكثير من العبر التي يستحق الوقوف عندها لاسيما وان القول المأثور " التاريخ يعيد نفسه" يحتم علينا الوقوف لاخذ العبر والاتعاظ بها خشية ان نقع في نفس المطب مرة اخرى . لقد تمرد في هذه الحرب الكثير من الرجال التي كان يعول عليها في نصرة الدين والمسلمين ومن خيرة الصحابة انذاك تمردوا على الخليفة الشرعي طمعا بزخرف الدنيا والمنصب .

لقد زرعت هذه الحرب الفتنة الطائفية في ارض العراق _ ارض السواد كما يعبر عنها لكثرت خيراتها _ وذلك عن طريق تأليب الناس على امير المؤمنين " الخليفة الشرعي" وتهيج مشاعرهم لمآرب وغايات عبر عنها امير المؤمنين في العديد من خطبه وكلماته " صلوات الله وسلامه عليه " . ولم تنتهي هذه الفتنة التي حصدت ارواح العديد من الناس الا بعقر جمل الفتنه بصيحة امير المؤمنين" عليه السلام" ( اعقروا الجمل). تحوم اليوم الفتنة الطائفية على عراقنا الحبيب واهله الاخيار المؤمنون والمحبون لاسلامهم ودينهم، عن طريق قوى البغي والشر والضلال..

فالتي جائت من الحجاز بالامس عادت اليوم لتوغل اكثر في سفك الدماء الزواكي على ارضنا المعطاء ارض الرسالات والائمة المعصومين" عليهم السلام" على اننا على يقين بأن سيأتي اليوم الذي نجد فيه بلدنا العزيز واهله الكرام بمنأى عن هذه الفتن والاهواء التي تريد به شرا وسيقع من خطط لهذا المنزلق في مهاوي تلك الاعمال ويجني ما زرعت يداه ( وان الله ليس بظلام للعبيد).

فاذا كنا اليوم نرى الوجوه الكالحة كالدليمي والعليان فقد شهد التاريخ في غابر الازمان وجوه كمروان ابن الحكم وابن العاص اثارت الفتنة وجلبت البلاء على الاسلام والمسلمين فذهبوا الى غير رجعة تتبعهم لعنة التاريخ والناس اجمعين. وسيزخر العراق بأبنائه وطاقاته الخيرة التي مافتأت من الدعوة والدعاء له يشاركهم في ذلك امٌَ حنون وشيخ كريم.فسلام عليك ياعراق يوم حملت الاسلام..وسلام عليك ياعراق يوم احتضنت رجل الاسلام..وسلام عليك ياعراق يوم إقامة دولة العدل والاسلام..بظهور الحجة المنتظر الذي يملأ الارض عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا.( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك