المقالات

استراتيجية المجلس الاعلى في الوصول الى السلطة

520 13:04:00 2013-09-12

كاظم الجابري

المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من الكيانات ذات التاثير في المعادلة السياسية العراقية وله ثقل جماهيري كبير وتمثل قيادته محور اساسي في اتخاذ القرارات المصيرية في بناء الدولة العراقية مابعد سقوط النظام البعثي المقبور .ولم تكن محورية قيادة المجلس الاعلى تتحرك في الاطار الحزبي او الاطار الطائفي او القومي , بل كانت تتحرك ضمن الاطار الوطني الذي يحفظ وحدة العراق ارضاً وشعباً ويحفظ حقوق جميع ابنائه على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم .وبذلت قيادة المجلس الاعلى جهوداً مضنية للم شمل العراقيين , وتوحيد مواقف الكتل السياسية لاستثمار ماحصل من تغيير في النظام السياسي لتثبيت جذور الدستور والقانون,لانهما الضمان الحقيقي للحفاظ على النظام السياسي الديمقراطي.ان من ابجديات مبادئ واهداف المجلس الاعلى " ان الغاية لا تبرر الوسيلة " وان خير وسيلة للوصول الى المواقع التشريعية والتنفيذية هي التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وهذا مايكفله الدستور . ان قيادة المجلس الاعلى لم تقع بالخطأ الذي وقعت به الكيانات المشاركة بالعملية السياسية , حيث لم يكن همها الاول الوصول الى السلطة بل كان جل أهتامها تحصين النظام السياسي ومنع الالتفاف على القانون والدستور من خلال كتابة الدستور العراقي والتصويت عليه من قبل ابناء الشعب , وعندما تكالب الجميع على المواقع الرئاسية والسيادية كانت قيادة المجلس الاعلى تفكر في كيفية الحفاظ على اللحمة الوطنية , واما الوصول الى السلطة فهذا الامر يتطلب من كل كيان سياسي ان يقدم مشروعاّ ورجالاً يقنع بهم القاعدة الجماهيرية في الانتخابات التشريعية .وقد كان تراجع المجلس الاعلى امام ضغط واطماع الشركاء السياسيين بالوصول الى السلطة تراجعاً تكتيكياً الهدف منه اولاً "عدم وضع العصى في عجلة دوران العملية السياسية " وثانياً " ترك الفرصة امام الشعب العراقي لمعرفة مدى جديّة وصلاحية الجهة التي تحاول الحصول على المواقع القيادية المتقدمة في السلطة في ادارة البلد " وكذلك ومن منطلق الايمان بالنظام الديمقراطي الذي يتيح الفرصة للشعب في تقييم اداء المتصدين لفترة قانونية لاتتجاوز الاربع سنوات .مما تقدم يمكن ان نتعرف على ان استراتيجية المجلس الاعلى في بناء الدولة العراقية على مرحلتين , المرحلة الاولى "بناء الاسس الرصينة للنظام الديمقراطي والتي تعتمد الدستور اساساً في الحفاظ على هذا النظام من العودة الى مربع التفرد بالسلطة واقصاء الاخرين " وفي هذه المرحلة اثبتت قيادة المجلس الاعلى وبجدارة محوريتها القيادية وتوازن علاقتها مع شركاء العملية السياسية بحيث اصبحت هذه العلاقة مؤثرة وبشكل كبير في توحيد المواقف تجاه القضايا الوطنية والوقوف بحزم امام تداعيات الازمات التي اختلقها الشركاء للحصول على مكاسب وامتيازات حزبية .والمرحلة الثانية " بناء السلطة على الاسس التي اعتمدتها قيادة المجلس الاعلى في المرحلة الاولى من خلال تقديم مشروع متكامل ولكل المحافظات يعالج المشاكل الاساسية التي يعاني منها ابناء الوطن وفق نظرية علمية مبنية على اساس علمي رصين . وتركت الخيارات مفتوحة للشعب في انتخاب رجالاته لتنفيذ هذا المشروع على ارض الواقع وهنا يكون دور القيادة دور التوجيه والمتابعة ومحاسبة المقصرين الذين يخالفون مبدأ "خدمة المواطن" كشعار اساسي رفعه المجلس الاعلى في حملته للتعريف بمشروعه وخططه الاستراتيجية لاعادة تاهيل البنى التحتية للبلد ".ان اهم المبادئ التي يعتمدها المجلس الاعلى في الوصول الى السلطة هي :• الحصول على الاستحقاق الوطني من خلال القاعدة الجماهيرية المؤيدة لمشروعه والتي تضفي على لقراراته الشرعية في السلطتين التشريعية والتنفيذية .• يعتمد المجلس الاعلى مبدأ ان السلطة في العراق يجب ان تكون سلطة شراكة وطنية تتيح الفرصة لجميع المكونات المشاركة في قرارات ادارة البلد مع مراعات الاستحقاق الانتخابي الذي يمثل الشرعية الدستورية والقانونية للكيانات السياسية التي تحصل على مساحة واسعة من التاييد الشعبي .• يعتمد المجلس الاعلى مبدأً اخر مهم في الوصول الى السلطة وهو "ان القيادات التنفيذية ليس بالضرورة ان تكون من الشخصيات المؤدلجة حزبياً , فالخبرة والتخصص والنزاهة والاخلاص للوطن هي المعايير التي تحدد خيارات المجلس الاعلى في انتخاب المتصدين للمواقع المتقدمة في السلطة التنفيذية" .• يعتمد المجلس الاعلى مبدأً اخر وهو "ان السلطة التي لا تؤدي بالنتيجة الى خدمة المواطن فهي سلطة غير مشروعة وتركها لمن يستحقها افضل" .• يعتمد المجلس الاعلى مبدأً اخر وهو "انه ليس بالضرورة ان تكون قيادة البلد بيد رجالاته حتى يقدم الخدمة للناس , بل المشاركة الفاعلة ومراقبة اداء الحكومة وتقويم عمل مؤسسات الدولة" عوامل مساعدة في نجاح التجربة الديمقراطية في العراق فاذا كانت راية القيادة بيد المجلس الاعلى او لم تكن فان المشاركة والتكاتف والتعاون من اجل تقدبم ماهو افضل لابناء الشعب العراقي هو الاساس . • ان استراتيجية المجلس الاعلى في الوصول الى السلطة لاتنحسر في حصوله على مواقعها المتقدمة بل استثمار اي موقع يتيح الفرصة لتنفيذ مشروع المجلس الاعلى الخدمي الذي تسعى قيادته من خلاله رفع الحيف عن ابناء العراق الغيارى .هذه هي بعض جوانب من مشروع المجلس الاعلى واستراتيجيته في الوصول الى مواقع السلطة وهي رسالة اطمئنان الى الكيانات السياسية الاخرى التي تلهث وراء السلطة وتتشبث بها على الرغم من علمها ان راي الشعب العراقي هو الفيصل في تحديد شكل السلطة في المستقبل وان ارض الواقع وعلى مدى اكثر من عشرة سنوات اعطى للشعب العراقي مقياس دقيق لمعرفة اداء القيادات التي تصدت للمسؤولية في الفترة الماضية .ولنا في امير المؤمنين اسوة حسنة حيث تنحى عن السلطة جانبا وتركها لمريديها حتى وصل الامر بالناس الوقوف على باب داره والتوسل به لكي يقبل ان يكون على راس السلطة التي سلبها منه منافسيه رغم علمهم باحقيته بها واهليته لها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك