المقالات

العلمانية والدين

1456 15:36:00 2007-05-30

بقلم سامي جواد كاظم

على مر العصور وحتى قبل الاسلام كانت تظهر افكار تغاير او تجابه فكرة معينة تمسك بها مجتمع ما تؤدي الى هلوسة اخلاقيات المجتمع ، الا ان الفكرة الوحيدة التي لا زالت تحتل الحيز الاكبر والاول في فكر الانسان وبغض النظر عن معتقده هي فكرة الاسلام ومباديئه ، فالكثير يؤمنون بها من غير المسلمين الا ان المكابرة والكبرياء الجاف تجعلهم لا يقرون بذلك ولا يذعنون لها ولكن الأمرِِّ من ذلك هو من يحاول ايجاد افكار إلحادية ذات بعدين الاول الانتقاص من الدين والثاني بناء افكار مغلوطة مدعومة بجهد مالي وغرائز نفسية فاسدة حرمها الشارع الاسلامي ، ومن الطبيعي تجد هذه الافكار من يتبناه ويلتزم بها ،واخر مصطلح نزل على الساحة العراقية خاصة والعالمية عامة هو العلمانية ، والذي لم ارى من يساند وينادي بهذه الفكرة لديه تعريف محدد حتى نستطبع من الرد عليه لكن تعريف جون هوليوك الذي اعتبر رائد الفكر العلماني ومؤسسه هو (الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الايمان سواء بالقبول او الرفض ) ولكن الفكرة الرئيسة هي تحجيم الدين وعزله عن الساحة السياسية التي يصول ويجول بها ضعاف النفوس ممن يسمون انفسهم بالقادة والمفكرين السياسيين .

اصل العلمانية وجدت مع فساد القساوسة والرهبان وعبثهم بالمجتمع الاوربي في بداية القرن السابع عشر الميلادي والتي على اثرها كره المجتمع الاوربي الدين وهنا لنتامل كلمة الدين المقصود بها هو الدين المسيحي وليس الاسلامي وبعد ما استطاع المنادون بالعلمانية ونجاح فكرتهم في تحجيم دور الكنيسة في الحياة الاجتماعية للمجتمع الاوربي وجدوا انفسهم ان يعيدوا الكرَة على الدين الاسلامي وبما انه لا يوجد في الدين الاسلامي رجالات تدعو للظلم والاضطهاد كالذين وجدوا في الكنيسة وناهيك عن اصالة الفكر الاسلامي الذي مؤسسه الله عز و جل فباءت بالفشل مخططاتهم الا انهم لم يفقدوا الامل فاستطاعوا من تكوين شخصيات تجرم بحق الانسانية محسوبة على الدين الاسلامي حتى يتسنى لها ما تبغي من نوايا فاسدة وكان لها ما ارادت ولو على مستوى بسيط ومؤقت الا ان اثره كان مؤلم ، فعندما يظهر شخص ملثم من على شاشة الانترنيت وبيده سكين او سيف ومعلقا على الجدار خلفه ايات قرانية وامامه شخص معصوب العينين ويقوم الملثم بالتكبير والشهادة لرسول الله ومن ثم يقطع راس هذا المسكين باسم الجهاد وفي سبيل الاسلام ، ان هذا المنظر البشع ولد صورة بشعة لدى الناس الذين لا يعرفون ماهية الاسلام ، وبعد احتلال العراق ومع تضارب المواقف السياسية والافكار الطائفية يسمع العالم البيانات والفتاوي لمرجعية الشيعة في العراق والتي تخلو من اي كلمة تؤدي الى اسالة ولو قطرة دم من اي انسان بغض النظر عن مذهيه او قوميته ومن خلال قراءة لصحف العالم عن مواقف السيد السيستاني يتضح لنا مدى ردود الافعال الايجابية التي ادت ولو الى جزء بسيط من تغير الصورة السيئة التي رسمت للاسلام بسبب ابن لادن والظواهري وابن جبرين السعودي ولإجمع هذه الشخصيات باسم الوهابية فاصبحت لدى الغرب فكرة جديدة عند التكلم عن الاسلام حيث يقرنون الاسلام الصحيح بالسيد السيستاني والافكار السلبية بالقاعدة ومن سار في ركبهم ، وبالنتيجة ادت مواقف السيد السيستاني وبياناته في التاثير على القرارات السياسية في العراق ابتداءا من حكومة بريمر ومجلس الحكم الى الحكومة الانتقالية ومن ثم المؤقتة واخيرا الدائمية الى اهتزاز فكرة العلمانية في العراق وانا اجزم بسبب هزيمة العلمانيين امام الفكر الاسلامي في العراق انشأوا علاقة مع القوى المسلحة الارهابية في العراق لغرض توليد فكرة لدى الشعب العراقي ان سبب الوضع الامني السيء في العراق هو سبب سوء الادارة والحكومة الوطنية في العراق وذلك لربط القرارات المهمة بالمرجعية الدينية في النجف .

كما ان الاشتراكية والماركسية والرأسمالية فشلت عراقيا وعالميا بسبب الفكر النير والقلم المبدع للسيد الشهيد محمد باقر الصدر في كتابيه (فلسفتنا واقتصادنا ) فان العلمانية هي الاخرى على نفس الطريق ويكون احد اسباب فشلها هو السيد السيستاني وبقية العلماء المبدعين في ارجاء المعمورة الاسلامية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك