صلاح شمشير البدري
الاسبوع المقبل سيشهد بدأ العام الدراسي الجديد لطلبة العراق ومنهم من سيخطو الخطوة الاولى في عالم جديد لتعلم الف باء الكتابة،ليدخل المدرسة التي ربما كان اباءهم احد طلابها ولايحتاج لسرد الذكريات عنها فلم يتغير شيء في بناية المدرسة سوى تغير جيل الاساتذة ، رغم انه مع كل سنة دراسية جديدة هناك خطط تسير عليها معظم دول العالم في استقطاب طلبتها ،بتوفير كل المستلزمات التي يحتاجها الطلاب، وهي تعتمد على حجم واعداد المدارس التي تتناسب مع الاعداد المتزايدة سنويا ،وحتى الاشكال الهندسية المعمارية تتطور مع مفهوم الحداثة التي تتسابق مع الزمن ،فتحولت معظم قاعات الدرس الى ورش عملية في ايصال منهج المادة الى ذهن الطالب ،فنشاهد السبورة الالكترونية والحواسيب التي تخزن المعلومات ،اضافة الى مسألة مهمة وهي اعداد الطلبة داخل تلك القاعات والتي توزع وفق مفهوم ،اعطاء الفرصة لكل الطلبة في المشاركة والمناقشة خلال الخمس والاربعون دقيقة لكل حصة ،وفيما يخص الكادر التعليمي هناك دورات في كيفية التعامل مع التلاميذ في سنتهم الدراسية الاولى ،وعدم ارباكهم وزرع شعور التخوف من المدرسة ،فان الانطباع لدى التلميذ الذي لم يتجاوز الست سنوات تعتمد على تعامل الكادر التعليمي اما حب ولهفة للتواصل او الاحباط النفسي الذي يلازم التلميذ والتذمر من الذهاب للدراسة والتحجج ،كل ذلك سببه تعامل سلبي غير موفق والذي يرسم لدى مخيلة التلميذ عالم مرعب هو المدرسة ،وهذا السلوك تتحمله ادرات المدراس التي تقف موقف المتفرج من هؤلاء لاسباب كثيرة ،كذلك المشرفين فالبعض منهم يجامل ولكن على مصلحة الطالب ،الذي ستخسره الدولة كمورد بشري منتج وحيوي للبلاد،كما ان وجود زخم هائل داخل تلك الصفوف التي تحول قاعة الدرس الى فوضى من الصخب وعدم التمكن من ايصال المادة العلمية كما مقرر لها ،وبالتالي عدم القدرة على التمييز بين الطلبة لمعرفة من يستوعب ومن يحتاج لقدرة اكبر او تعامل خاص ،وفيما يخص اعداد المدارس دائما نسمع بخطط لزيادة اعداد المدارس داخل المدن وفق تزايد اعداد الطلبة، اضافة لوجود مدارس مزدوجة باكثر من دوام كل ذلك يؤثر سلبا على المستوى الفكري للطالب ، اما المشاكل الاخرى فهي مسألة العنف المدرسي التي يعاني منها ادارات المدارس والتي تحتاج لوقفة جادة ودراسة وبحث وتعاون كل الاطراف بدأ من العائلة في مراقبة سلوك اولادها وادارات المدارس والجهات التربوية وحتى منظمات المجتمع المدني ذات التخصص التربوي ، فمعاناة الاسر وادارات المدارس باتت مشكلة يومية بسب تأثير مشاهد العنف التي تسيطر على عقول التلاميذ بسب ماتعرضه الفضائيات من افلام ومسلسلات وحتى قصص الكارتون اصبحت تحمل طابع العنف ومشاهد القتل فصار الاولاد يقلدون تلك المشاهد،والتي ادت الى جرائم جناتها اولاد لم يزالو في مقتبل حياتهم ، كما ان وجود اجهزة الهاتف النقال داخل المدارس وتقنيات الصورة الفيديوية وتطور اساليب الاتصال بها ،ووجودها مع كلا الجنسين هي الاخرى مشكلة كبيرة ،وبالتالي اصبحت المدارس بدون رقيب، خطرا يهدد حياة الطلبة ويؤثر بشكل خطير على سلوكياتهم والتي ستخلق مجتمعا من جيل مضطرب لايمكن الاعتماد عليه وتزيد مستوى الجريمة، فعلى وزارة التربية دراسة الموضوع بكل جوانبه وايجاد الحلول ، فهذه المسائل التي باتت تتطور يوما بعد يوم هي اشبه بقنبلة موقوته ،فالعائلة تتحمل مسؤولية مراقبة ابناءها وابعادهم عن مشاهدة افلام العنف ومشاهد القتل وان يكون هناك جلسات للعائلة لرب الاسرة او الام بالحديث عن مخاطر هذا السلوك بروية ودون استخدام القسوة في التعامل او اللجوء للضرب كي لا تتحول الى مسألة عند ،فالمرء حريص على مامنع ، ويجب على وزارة التربية التفكير جديا بوضع كامرات مراقبة في المدارس ليشعر الطالب او الطالبة هناك رقيب لمنع مايحدث في بعض المدارس ،وضرورة العمل بتخصيص بضعة دقائق في التوعية التربوية والاخلاقية اسبوعيا ، الاتصال بالعوائل والاجتماع الشهري للوقوف على المستوى العلمي والسلوكي للطلبة لتدراك أي اخطاء ممكن تحدث، والعمل على اضافة درس تربوي بوقت اقل من اوقات الدروس العلمية او استغلال دروس الرياضة والفنية والتي هي الاخرى تحتاج الى وقفة نتيجة اهمالها من قبل اغلب المدارس ،ان طلبة المدارس هي مسؤولية يتحمل وزرها الجميع وان تواجد الطلبة خلال تلك الساعات داخل اسوار المدرسة يجب ان يكون العاملين عليها بمستوى المسؤولية ،وان يستقبلوا التلاميذ ببشاشة مع يومهم الاول لكي لايفروا من هذا العالم الجديد عليهم ،والابتعاد عن التعامل بعنف معهم ومعاقبة من تعودوا على ضرب الاولاد بشتى الوسائل فهم امانه في اعناقكم ،ويحاسب عليه القانون ولاتمنوا عليهم فالدولة تدفع لكم الاجور مقابل تعليمهم وكاد المعلم ان يكون رسولا.
https://telegram.me/buratha