المقالات

رسالة لمن طالبنا بانقاذ ذرات الجمال

1512 23:58:00 2007-05-30

( بقلم : المهندسة بغداد )

الى من كان هناك البارحة وغادر اليوم الى من ودع زوجته واولاده صباحا ولم يُعد الى من استشهد لاجل الكلمة الى نزار الراضي لطالما عرفتُ المخلصين بعد موتهم لاطلع على اعمالهم واسمع من المتكلمين عنهم فأحزن أيما حزن فمن السيد الحكيم و السيد عبد المجيد الخوئي رحمهما الله الذين لم نستنشق فرحة رجوعهما حتى خرج زفير الحزن عليهما كشهيدين في ركاب الاف الشهداء الذين خطفهم الموت قبل ان نعرفهم عن كثب . غير اني عقدت العزم على ان لا اجلس في مكاني منتظرة معرفتهم فيسبقني قدر يرسمه من لا يخاف الله فيطفيء روح الجسد وليبقى نور الفكر لننهل منه ذلك النور الذي لا نكتفي به فحاجتنا كبيرة لمعرفتهم والتكلم معهم لتشتد الهمم ويزيد الفخر بهم ولان محيطي اضيق من ان ابحث في كل مكان عنهم جعلت من الكلمة تعريف لذاتي لاصل اليهم وليسمعوا افكاري مرسومة بحروفي المتواضعة متضمنة مشاعري تجاه ما يجري ولم اجد ذراعا مفتوحة وصدرا رحبا كصدر وكالة انباء براثا . فما ان تضع راسك عند ذلك الصدر الرحب حتى تسمع نبضات كلمات الكُتاب واهات المعلّقين في ترنيمة جماعية نواسي بعضنا بعضا بها ونجمع شتات الافكار للوصول خطوط نتفق عليها علنا نكون يوما سويا تجاه من استفاد من فرقتنا .

واليوم وانا أقرا خبر استشهادك مزينا بصورتك التي ترسم خطوطا سومرية كما ذكر الاخ الفراتي احد المعلقين تأسفت لاني لم اقرأ لقلمك مسبقا غير هذه المقالة التي تتحدث فيها عن ذرات الجمال والتي قراتها اليوم وانا في غصة الم خبر استشهادك فلقد مرت عيناي سريعا على كلماتها الا ان عنوانها لفت انتباهي لامر ،عرفت ان كل مدافع عن الجمال تتلقفه الشهادة !.

جملتك هذه يا اخي ذكرتني بجملة للشهيد السيد عبد المجيد الخوئي عندما ساله صحفي اجنبي صدام عدو من ؟ فأجاب الشهيد بكل ثقة انه عدو الجمال ، واستطرد قائلا أي شجرة واي نهر واي طبيعة واي بشر نجا من بطشه !! يبدو ان كلمة الجمال غدت مفتاح الشهادة في ايامنا هذه .

يا ابن ميسان الشهيدة قبل ابناءها نعيت بغداد فما تركت لابنتها مجالا تضع فيه نعيها نعيتَ مناطقا واناساً ونهرا وجسوراً وانت تذكر منطقة بغداد الجديدة تذكرت منظرا طالما المني فالقادم من هذه المنطقة متوجها الى الدورة والسيدية لابد ان يمر على الخط السريع ( خط الموت حالياً) وفي بداية هذا الخط يكون على يسارك معسكر الذي اعتدت ادير راسي الى الجهة المخالفة كي لا استذكر ما حل بشبابنا وابائنا في هذا المعسكر ذات يوم ولكي ارى دجلة متقاطع مع ضفة استقرت عليها مجموعة من النخيل يبدو ان قصفا قد طالها وبينهن نخلة ما ان تصد عيناي عليها حتى اذرف دموعا وانا مستغربة حيث انني ارى جثثا على هذا الجسر الا ان الم هذه النخلة اكبر !!! فهي واقفة بكبرياها وراسها محروق متدلي على ساقها في منظر محزن يمزق قلبي كلما مررت منها .

اخي الشهيد فحين اصفك اخا فاعلم اني لا استعمل هذه الصفة الا لمن ارفع به راسي عاليا كأبن وطن بار ومؤمن بدينه وبقضية دينة فالايمان لايكفي مالم يترجم الى فعل نافع ايها الفاضل بكيت على جمال بدأ يختفي شيئا فشيئا على هيئة جسور ومباني ورموز لكنك ذكرت الصحفي والمهندس والطبيب الذي يهوي نجمه سريعا ، نعم يا اخي ان هذا الجمال الذي يستحق ان نبكي على اعتابه دما فكل شيء يعوض الا النفس المؤمنة وما عسانا ان نفعل في زمن ياخذ الطيبين فقط ليجعلنا في حيرة من امرنا ما بال الموت لا ياتينا السنا منهم ؟!!! ام انها فرصة لقول كلمة اخرى ولاداء عمل نخدم به هذا الوطن .

اخوتي يامن تستحقون هذه الصفة بناءا على تعريفي لها خذوا حذرك ولا تتهاونوا في امر انفسكم فهي غالية جدا الا اذا غلبت يد الارهاب يد الحذر عندها لا يسعنا الا مباركة الشهادة لكم وسؤال الباري ان يلحقنا بركابكم . مبارك عليك الشهادة يا اخي وهنيئا لجبل الصبر الذي تركه خلفك ، زوجتك ، اسال الله ان يلهمها من صبر السيدة زينب ع وان تكون بقدر هذا الثقل الكبير الذي تركته لها على غير موعد .

هنيئا لكِ لقب ارملة لرجل شجاع فهو افضل مئة مرة من زوجة لصامت جبان او متكلم متهور ممن يعتقدان ان صون النفس او اراقتها بتهور شهادة !!  فالشهادة في ايامنا هذه كلمة صعبة التفسير فهي مرتبطة باحساس الشهيد ذاته فهو الوحيد الذي يعلم ان كان شهيدا ام لا اما اعماله فهي ما نستشعر بها حقيقة شهادته .

مسحة حنان على راس ابناءك ايها الشهيد يامن ودعت اربعة هم شغاف قلبك زوجتك وابناءك الثلاث لتستقبل اربعة رصاصات حاقدة بين ضلوعك !! في يوم حزين ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين ع فهنيأ لك هذا التوفيق . اسال الله ان لا اضطر لكتابة رسالة لاخ اخر ومجاهد اخر فالقلب ما عاد يتحمل المزيد من الالام رحم الله روحك وليس لي في هذه الليلة الا ان اصلي لاجلك صلاة الوحشة وليست وحشتك بل وحشتنا بتوديع طيب فأخر وحبذا يوفق من يقرأ هذا المقال ان يصلي لاجل هذا الشاب الراحل ابن الوطن الجريح وياليتك ايها الشهيد قرات ما كتب لك المعلقون ستصلك هناك بصيغة نور لسورة الفاتحة يؤنس وحدتك. اللهم ارحم شهداءنا شهداء الدين والمذهب والقضية اللهم اللعن الظالمين من الاولين والاخرين

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد كامل
2007-06-01
الحمد لله رب العالمين ربنا تقبل هذا البطل والشهيد ربنا اننا نسير على خطى الأولين ربنا اجعلنا من اصحاب الحسين واجعلني من بعده فلم يبقى لنا غير طريق الموت لكي نسلكها وان كانت دمائي تفي وتسقي ترابك ياعراق فانا كفيل بذلك ربنا ارزقنا الشهادة وارزقنا صحبة ايمامنا ( الحسين ) عليه السلام
نعيم
2007-05-31
سيبقى الجمال وذراته تتذكر الكاتب الذي كتب عنها ودافع عن وجودها في بلد يحاول ان يسرق منه كل شيء حتى الجمال فرحمك الله ياشهيدنا العزيز وتغمدك في جنان رحمته وانتم السابقون ونحن اللاحقون
ام حسين
2007-05-31
رحم الله شهداؤنا جميعا وكما حال ائمتنا من ال محمد عليهم (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ) فالشهادة من نعم الله للذين اكرمهم وجعلهم من الشهداء فهنيئا لك الشهادة وان شاء الله يبقى اسمك خالدا في ذاكرة العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك