المقالات

هل أنتم متفقون..!؟

468 07:40:00 2013-10-04

محمد الحسن

لتكتمل بنية الدولة؛ يجب أنسياب سلوكيات تأسيسها وفق النظام المتبع. فأي عملية عرقلة أو مماطلة, تعد نكوص وتراجع عن أسس التعامل الصالح لبناء النظام..سيما الديمقراطيات الفتية, فهي عرضة لأنتهاكات قد تضعها على حافة الأنهيار والعودة إلى رؤية تتقاطع مع روح العصر المتطلّعة لعالم مستقر.قانون الأنتخابات مطروح -منذ فترة طويلة- على جدول أعمال مجلس النواب العراقي لإقراره, ولا جديد سوى التحليلات والبيانات والمؤتمرات, ولعل أغلب الكتل المنظوية تحت قبة البرلمان متوائمة في الموقف تجاه عدم الإقرار. قوانين أخرى أقل أهمية تعارضت بها أهواء الكتل, فراجت على إثرها خلافات طفت على السطح وكانت سبباً لبعض الأزمات. الغريب في هذا القانون أن الجميع يعطي أسباب سائبة ولا يحدد أصل المشكلة أو التعطيل, إذ ليس هناك متهم واضح الملامح, برغم أهميته.يبدو إن ألتقاء مصالح الخصوم يجعلها صامتة, ولو على حساب الدولة وترسيخ تجربتها الجديدة. لا شيء يسمو فوق غاياتهم, فالمماطلة تعد إنعكاس لإستشعار خطر الرحيل عن مواقع أدمنها أصحابها..!المجمعون على قرار التأجيل, هم أطراف الأزمة, وهذا يؤشر على أفتقارهم لأي رؤية أو مشروع يمكن أن تبنى عليه مرتكزات الدولة الحقيقية..معطيات المرحلة حسمت الموقف, فالرئيس المالكي, لم يعد واثقاً من وجوده على رأس أي حكومة مقبلة, بالرغم من رفض المحكمة الأتحادية لتحديد ولاية رئيس مجلس الوزراء, غير إن المخاض الأنتخابي السابق -مجالس المحافظات- والذي يعد بروفة حاسمة, أظهر تفوق لمنافسيه داخل البيت الشيعي, بينما حل "حزب السلطة" في المركز الأخير. الساحة السنية لا تقل أرباكاً إن لم نقل أنها مأزومة, فالنجيفي الذي يمثل الثقل الأكبر ليس بمقدوره الصمود أو إقناع الخصوم بالبقاء على رأس البرلمان, وما نتائج الأنتخابات في الموصل والأنبار بغائبة عن الحسابات, حيث إنها أظهرت تراجعاً ملحوظاً لكل القوى السنية, وهذا يعد عامل مشترك يجمعه بنائب رئيس الوزراء صالح المطلك. البيت الكردي, وللمرة الأولى ينتفض على نفسه ويغير أصول اللعبة..الكرد لا يقدمون لبغداد بهذه التشكيلة المفككة, وستكون أولوياتهم ترتيب الوضع الداخلي قبل الشروع بأي أنتخابات. التيار الصدري, لم يحصل على مقاعده البرلمانية ووزاراته الخدمية بفضل الشعبية أو القاعدة التي يمتلكها؛ أنما كانت نتاج لعملية التحالف مع قوى أخرى, ولعل مجالس المحافظات كشفت الثقل الصدري الذي لا يقوى على الحصول على ثلاثين مقعداً برلمانياً في أحسن الحالات.الخارطة أعلاه تمثل الثقل العددي في البرلمان العراقي, وهي البيئة التي أفرزت حكومة السيد المالكي, وبرغم التقاطعات والخلافات الكبيرة فيما بين تلك القوى, لكنها تبقى قوى حكومية توافقت في أربيل عام 2010.لذا أقول: أن الأتفاق على تأجيل الأنتخابات أكبر من الأختلاف على قانونها. لعل الصيغة التي يطرح بها التأجيل مختلفة أو لا تناغم أهداف هذا الطرف أو ذاك, غير إن المهم هو التأجيل. قد يمرر (قانون الأنتخابات) بسبب إصرار القوى الفاعلة والمرجعيات الدينية والإرادة الشعبية, غير إن السيناريوهات التي ستطرح أكثر تعقيداً؛ بغية الإبقاء على التوليفة السياسية الحالية.فالأنتخابات المقبلة -إن حصلت بموعدها- ستغير الكابينة الحكومية والبرلمانية بنسبة كبيرة؛ ويتبعها تبدّل مراكز التأثير السياسي بما ينسجم مع أصوات التهدئة؛ ومن يأتي لن يركن لرفع شعارات الطائفة المظلومة أو المهمشة أو المستهدفة, ولا قومية تعلو على صوت الوطن. قد يكون الطريق شائك, لكنَّ الشعب صار يعرف ما يريد, ولن تكون الخطب الشعاراتية بديل ممكن عن العمل الميداني..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-10-04
اتمنى ان اكون مخطئاً سوف لن يرى النور قانون الانتخابات والتأجيل قد يكون الراجح في الفتره القادمه لان فيه أمرين ... الاول:احساس دولة القانون بانها لن تكون النتائج لصالحها بعد ما حصلت علي من اصوات في مجالس المحافظات وصعود قوى اخرى.قدتلجأ الى تأزيم الوضع الداخلي لبقاءها راس السلطه مده اطول خصوصاً بعد تصريحات غراب الشؤم عزة الشابندر بترجيح التأجيل الثاني:خوف كتلة مسعود البرزاني من صعود كتلة التغير وتغيير الخارطه السياسيه في اقليم كردستان وبذا تخسر كثير من الامتيازات ومن المحتمل اتفاق مع كتلة المالك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك