محمد حسن الساعدي
سؤال نبدأ به .... اين نحن من السياسه والأمن ؟!! ، هو سؤال بسيط ، وجوابه لا يحتاج الى وقوف طويل ، بل هو واضح جداً ، انها حرب معلنه على الشعب العراقي ، وأعلنها التحالف ( البعث إرهابي ) ، ذلك التحالف الذي أعلن عداءه للشعب العراقي ، واستباح الحرمات ، فأصبح الهدف واضحاً، والعداء واضحاً.نعم انها حرب معلنه ، ونحن وسط هذه العاصفه الإرهابيه من تكفير وأجرام وقتل وذبح ، والذي تقوده تيارات وجماعات القتل والإرهاب المصدر إلينا من الخارج ، والذي تغذيه دول واجندات الهدف احداث الفتنة الطائفيه، ومحاوله العودة الى المعادله الظالمة التي كانت تسود العراق قبل 2003 ، وسحق المواطن العراقي دون رحمه . اليوم الجميع يتعرض لهذه الهجمة الشرسه ، من مؤسسات ، الى القوات الأمنيه ، كل شيء مستهدف من قبل قوى الظلام ، والبغي والضلاله والأجرام ، في المقابل وجد الارهاب ضالته ، كما ان الاحتلال نجح في احداث انقسام وشرخ واضح في البنية الاجتماعيه للمواطن العراقي ، وما زاد الامر سوء هو اعلان الحرب الطائفيه وبأيادي خارجيه ، فهدمت الاضرحه ، وقتل الابرياء ، وفجرت المساجد والمدارس ، وذبحت عوائل أمنه في بيوتها، وفعلاً تحقق الهدف فلا وحده للكلمه ، ولا في الصف ، ولا شعار موحد ضد الارهاب ، واستمر في تمزيقه للشعب بلا رحمه . إن حملة الإرهاب التي يتعرض لها العراق لها أبعاد سياسية هدفها إسقاط المشروع السياسي الديمقراطي في العراق الجديد والإجهاز على المكتسبات والإنجازات التي حققها الشعب رغم كل التحديات والمصاعب إنها حملة تريد النيل من الإرادة الوطنية والذهاب بنا الى الفتنة والإقتتال والتفتيت والتقسيم وبالتالي فهي مشروع تدميري للوطن والإنسان والمجتمع ... حملة تديرها أجهزة مخابراتية إقليمية وعربية ودولية ضمن ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد لها غطاء سياسي وغطاء فكري وتمويل كبير ومنظومة إعلامية فاجرة داعرة،جماعات باعوا ضمائرهم وأخلاقهم وكرامتهم بدراهم معدودات خدمة لأسيادتهم ومشغليهم...!!!فهناك دول إقليمية ساعدت على إستقطاب جيل من السياسيين المرتزقة وتجار الموت وحشرهم في العملية السياسية من أجل إفشال التجربة السياسية العراقية الجديدة. من خلال خلق المقاطعات والتقاطعات في مشهد الحراك اليومي, وإذكاء حالة الصراع السياسي بأدوات طائفية وجعل الساحة العراقية بيئة صراع دائمة بين الاطراف المتنازعة. تتحكم في خيوطها أجندات خارجية مختلفة مدمرة تشترك في صناعة الموت والقتل اليومي من خلال تجنيد فصائل سياسية تعنى بتجارة الموت والقتل لتصنع الارهاب السياسي كمبرر لحماية مدنها من رياح التغيير. وتلك الاعمال الارهابية تخضع الى ستراتيجيات دموية منظمة تهدف الى أستنزاف كامل لإرادة الشعب العراقي وثوابته الوطنية.في المقابل من هذا علينا ان نجد جسور الثقه فيما بين مكونات الشعب العراقي ، وهذه مسووليه الحكومه والتي أخذت على عاتقها حمايه شعبها وتأمين فرص العيش الكريم لأبناءه في ظل عراق حر ديمقراطي ، تحترم في الحقوق ، وتصان فيه المقدسات ، دون النظر الى قوميته او دينه او طائفته ، ثم بعد ذلك التوجه ألى وحده الكلمه ورص الصفوف لإيجاد حمله وطنيه شاملة شعارها ( معاً ضد الارهاب ) .اليوم نحن بحاجه ماسه الى استنفار كل الطاقات والإمكانيات ، والجهود لمواجهه هذا المخطط التدميري الخبيث ، وعلى كل المستويات ، وفي كل الاتجاهات ، السياسيه ، والاقتصادية ، والاجتماعيه ،والإعلامية ، والأمنية ، وحتى الثقافية ، والشعبية منها ، لآلان الحرب ضد الارهاب بكل أنواعه ، وإطلاق شعار ( اما نحن او الارهاب ) .قد نختلف في الرؤى ، ولكن علينا ان نبعد وطننا وشعبنا من هذا الخلافات ، ويكون خلافنا في قبه البرلمان فقط ، وفي مؤسساتنا الخدميه المختلفة ، وسط تنافس على خدمه الانسان العراقي ، وان لا نختلف على اننا عراقيون اولاً، وأننا أبناء هذا الوطن ، وأيقاظ الشعور بالانتماء لهذا الشعب الجريح .ومن خلال قراءة المشهد اليومي الدامي نرى أن هناك تشكيلاً سياسيا عسكريا كبيرا يقف وراء تنفيذ تلك السلسلة من الاعمال الارهابية, وليس هناك تفسير آخر لما يجري في الساحة السياسية والامنية الملتهبة. ومن هنا جاءت الانفجارات التي طالت بغداد والمحافظات العراقيه من النجف وكربلاء والبصرة لاستبدال المفاوضات والموائد بالدم والقتل. ولكن السؤال الذي يتبادل في ذهن المشاهد والمتابع " العراق الى أين؟ >>> " في هذا المسار الدموي والصراع الغير معقول بين الخصوم والفرقاء؟
https://telegram.me/buratha