رفعت نافع الكناني
من خلال قراءة الواقع الامني والعسكري وما يعكسة على الواقع السياسي خلال الاشهر العديدة الماضية ، يتضح لكل مراقب للوضع الداخلي بان سطوة الارهاب والمجاميع المسلحة تتوسع وتأخذ مساحات جديدة لتفرض منهجها الدموي التدميري وبنسق متصاعد ويومي لتشمل المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة اضافة للاسواق والتجمعات السكانية واماكن الافراح واللهو ومجالس العزاء والمدارس وكل مكان تستطيع الوصول الية تلك المجاميع الارهابية لتوقع اكبر الخسائر بالارواح وافدح قدرمن الدمار في البنى التحتية والتنموية والاستثمارية . هذا الوضع المستجد المتأزم يمكن ان ينذر بعواقب وخيمة على وضعنا كشعب واحد متألف يمكن لة العيش سوية على ارضة كما كان منذ مئات السنين ، وما يترتب على هذا التصعيد من نتائج قد تعصف بكيان بلد اسمة العراق . اذن المشهد على الساحة العراقية لهذة المرحلة الخطرة من تاريخ العراق يتبلورعلى المؤشرات التالية :
1- انفلات امني وتوسع نطاق العمليات الارهابية في اغلب مناطق العراق ابتداءا من الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وبغداد .... ومرورا بالحلة وكربلاء والناصرية والبصرة وانتهاءا باقليم كردستان العراق .
2- تراخي وفساد وعدم جدية وشجاعة اغلب القادة الامنيين وما يتبعهم من سياسيين فاشلين بامتياز، لاهم لهم سوى نهب قوت الشعب ومواردة من خلال السرقة المشرعنة بقوانين هم من سنها وشرعها ونفذها .
3- سيطرة المجاميع الارهابية على ساحة العمليات في عموم العراق بحيث تعمل وتنفذ وتنسحب بأمان وباقل الخسائر ان وجدت ، بل وصل الامر الى مرحلة التحدي باعلان الاهداف والنوايا المستقبلية واخضاع المقابل للامر الواقع في عملية يراد منها احداث فرقة وتباعد وقطيعة بين المواطن والدولة.
4- سقوط الاف من الشهداء والجرحى والمصابين من ابناء شعبنا الصابربحيث اصبح منظر الدماء والجثث المقطعة منظرا اعتياديا لايثير احدا داخليا وخارجيا ، يقابلة عدم اهتمام واكتراث من قبل قادة البلاد بجميع مسمياتهم وطوائفهم بما يوحي بأن دماء العراقيين رخيصة ورخيصة ولا تملك ثمن لها .
5- اغلب الخطط الامنية المنفذة من قبل القادة الامنيين لاتأتي بنتائج ايجابية على الوضع الامني وربما كان اغلبها يأتي بنتائج وخيمة وعكسية على المواطن واخرها نظرية الزوجي والفردي الذكية التي طبقت على المواطن العادي واستثني من تطبيقها طوائف وشرائح وامراء وبشوات !! بل اصبحت من ضمن الامتيازات والخصوصية واستفاد منها بعض ضعاف النفوس من رجال المرور .
6- اليأس والخيبة لدى المواطن والشك في وطنية وانسانية كل المسؤولين في شتى المراتب والدرجات ، وهذا اقصى ما يخطط ويعمل من اجلة الارهاب واعداء العراق بحيث اصبح المسؤول مهما كانت صفتة على طرفي نقيض مع المواطن ولا يمكن الوثوق بة بعد تلك التجارب والوعود التي استمرت لاكثر من عقد من الزمان .
7- اضافة للدعم الخارجي ، الوقائع على الارض تثبت ان نسبة كبيرة من تمويل الارهاب اصبح داخليا من خلال سطوة المسلحين على المدن الساخنة وفرض الاتاوات بالقوة ، وما تحصل علية هذة القوى من موارد الدولة على شكل رواتب وامتيازات ومقاولات وعقود وصفقات وسرقة موارد متنوعة من النفط الى سوق الاستثمار والتجارة والكومشن وانتهاءا بتجارة الجنس والدعارة .
8- الدعم العلني المباشروغير المباشرلقوى الارهاب من قبل كتل سياسية داخل العملية السياسية ووسائل اعلام مختلفة محلية وعربية وشخصيات سياسية وعشائرية ورجال اعمال ومن مما يسمى بعلماء دين ودعاة ، الذين تسترو واستتروا بالدين والمذهب والهويات الطائفية والعرقية .
9- ان قراءة الاحداث والوقائع يثبت لنا حقيقة ان الارهاب ومن يدعمة ويخطط لة يمتلك عقلية وذكاء وحيوية قراءة الحدث والتجديد بالاساليب والتكيف المستمر لكل حالة طارئة تفوق ما للمقابل من خطط وفعاليات وردود فعل استباقية ، اذن المعركة معركة عقول وخطط وافكارومناهج .
من خلال ما تم التطرق الية في اعلاة ، هناك سؤال كبير بكبر حجم مأساة شعبنا الصابريدور في خلد ومخيلة ووجدان كل عراقي ... هل نستسلم ونترك قوى الارهاب والتعصب بالتوسع والتمدد والانتشار ؟ بعد ان اخذ هذا الخطر بعدا دوليا واقليميا ، وما احداث سوريا سوى ناقوس الخطر الذي بات يقض مضاجع كل شعوب المنطقة ووحدة اراضيها ، وسوف لايستثني اي طائفة او بلد من مد مخالبة وخططة الماكرة والتي ظاهرها الدفاع عن الاسلام والمذهب وباطنها القتل والتنكيل وقطع الرؤوس ومصادرة حريات الناس واستعبادهم وفرض عقائد وطقوس متشددة وغربية بعيدة عن روح الاسلام المتسامح وتعاليمة السماوية وروح العصر التي تنشرقيًم المحبة والاخاء والمساواة .
العراق بلد الحضارات والنور ، وعلى اديمة الثًرسجل التاريخ اكبر عدد من الغزوات والاحتلالات والاجتياح جاءت من مختلف بقاع الارض ومن اجناس واقوام وشعوب شتى ، وكانت نهاية تلك الاحداث ان بقي العراق وذابت تلك الاقوام في رحم هذة الارض اما مدحورة ومكسورة ومنكفأة واما تلاشت وانضوت تحت جناح هذا الوطن وتعلمت منة الاخلاق والدين والمدنية والحضارة . اذن الفرصة سانحة لمد طوق النجاة لبلد سالت دماء ابناءة انهارا فاقت ما في الفراتين . هذة الفرصة تترأى لي بانها حلم كل العراقيين الاصلاء الذين يريدوا ان يكون العراق مزدهرا مستقرا أمنا موطن المحبة والتأخي معافى من ادران الارهاب والقتل والطائفية والتخلف وينعم ابناءة بخيراتة الوفيرة . ما العمل لقبر هذا المشروع الطائفي البغيض الذي خطط لة الاعداء ؟ ومن هو القائد او النخبة التي تستطيع ان تعبر بالعراق الى بر الامان ؟ ننتظر الايام فانها حبلى بالاحداث والخطوب !!
رفعت نافع الكناني
https://telegram.me/buratha