المقالات

خيانة عمار الحكيم!!


بقلم/ ضياء المحسن

الخيانة أمر معيب وشائن، وهو جريمة تعاقب عليها أكثر دول المعمورة؛ مع إختلاف العقوبة، فمنهم من يعاقب بأقصى عقوبة معروفة وهي الإعدام، ومنهم من يعاقب بالسجن، ومنهم من يكتفي بعقوبة الطرد من الوظيفة، ويحدثنا التاريخ عن كيفية دخول نابليون بونابرت النمسا، حيث دخلها بعد أن خان أحد الضباط في البلاط النمساوي بلاده، وتم لنابليون إحتلال النمسا، وعندما أراد نابليون أن يكرم الضابط رفض الضابط التكريم في مقابل أن يضع يده في يد نابليون، لكن الأخير رفض لأنه ( وحسب قوله) لا يضع يده في يد رجل خان وطنه! فمثل الخائن لوطنه (( كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص. فلا أبوه يسامحه. ولا اللصوص تشكره)) وفي قصيدة لشاعرنا الكبير بدر شاكر السياب في قصيدة له بعنوان ( غريب على الخليج) يقول في المقطع الأخير:إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنونأيخون إنسان بلاده؟إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟الشمس أجمل في بلادي من سواها، و الظلامحتى الظلام - هناك أجمل، فهو يحتضن العراقبالمحصلة النهائية، فهذا هو تعريف الخيانة التي يعرفها الكثير ( بمن فيهم الخائنون أنفسهم).نسمع لغطا كثير هذه الأيام (وأكثر الظن لأن الحملة الإنتخابية بدأت) فقد بدأت معه حملة التسقيط للوجوه السياسية المؤثرة، والتي لعبت وتلعب دورا محوريا على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، من هذه الشخصيات السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وذهابه الى المملكة العربية السعودية وقطر بالتحديد، وحجة هؤلاء بأن هاتين الدولتين راعيتين للإرهاب في العراق وتمده بالمال والسلاح والرجال، وبإفتراض أن هذا القول صحيح أليس من الأفضل أن يذهب المسؤولين العراقيين الى هاتين الدولتين والتباحث معهما ومكاشفتهما في ذلك الأمر، وبأن هذا الأمر كما أن فيه خطورة على الوضع الداخلي العراقي؛ كذلك فإن خطورته ستنسحب في قادم الأيام على بقية دول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية وقطر، عسى أن يلتفت قادتهما الى خطورة عملهما ويقطعا تمويل هذه الجماعات. أما عدم ذهاب دولة الرئيس للمملكة العربية السعودية وقطر، فهو مبني على مواقف إفترض فيها دولته بأن هاتين الدولتين هما راعيتين للإرهاب.

في الوقت الذي نسمع فيه من خلال القنوات الفضائية تصريحات لمسؤولين في الحكومة ( ومنهم المستشار الإعلامي لدولة رئيس الوزراء) بعدم وجود أدلة على تورط هاتين الدولتين في تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في العراق على الأقل ومن ثم فلا يمكن إتهامهما جزافا بذلك، إذا ما الضير إذا ما ذهب السيد الحكيم الى هاتين الدولتين والتقى بالقادة السياسيين فيهما وتحادث معهما؛ إذا كان دولة الرئيس لا يذهب إليهما، أليس في ذلك مساعدة للحكومة العراقية لكسب تأييد إقليمي لها في حربها ضد الإرهاب، أم أن إتهام الحكومة للبعض بالإرهاب وعفوها عنهم ليس خيانة، خاصة إذا ما كانت هناك ادلة دامغة تدين هذا البعض، أم أن سرقة المال العام من بعض المحسوبين على الحكومة وتبرئتهم من قبل القضاء المسيس ليس جريمة بنظر هؤلاء.إذا يا سيد عمار الحكيم، لما كان ما تقوم به هو لمصلحة العراق والعراقيين، لكن بنظر هذا البعض يعتبر جريمة، نتمنى أن تبقى مستمرا على إرتكاب هذه الجريمة حتى يستقر الوضع الأمني في بلد لا يحتاج في المواطن الى شيء أكثر من الشعور بالأمن والأمان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
AA Felih
2013-10-13
لايشك احد بوطنية عمار والافعال على الارض هي الدليل عليه وعلى عائلته من الشهداء والاحياء. لكن العتب عليه سكوت كتلة المواطن عن قانون الانتخابات الذي يراد منه عودة اللصوص دستوريا بعد الانتخابات القادمة .و لوطبق نظام انتخابي عادل لم يحصلوا اصوات تؤهلهم للحكم فلو كان العراق دائرة واحدة مغلقة باسماء المترشحين لكانت فضيحتهم مجلجلة لذا من هنا ادعوا السيد الحكيم ان يعمل مع المخلصين لهذا البلد من امثاله للوقوف بوجه عودة اللصوص من خلال العراق دائرة واحدة باسماء المترشحين في كل حزب والغاء العتبة الانتخابية
عبد الرحيم هادي
2013-10-13
السلام عليكم الاخ ضياء محسن المحترم بخصوص النشور عن السيد عمار الحكيم احسنت المقال ولاكن ليست كل القراء يفهمون مغزى المقال وهو نقد ساخر للوضع العراقي واجدت النقد لاكن البعض يفهم خاطي كان تقول في المقال اذ كان هذا يعتبر جريمة نتمنى ان تستمر على ارتكاب هذه الجريمة ولاسيما تنشرونها علنا ولكافة المستويات -تحياتي للكاتب ومع الاعتذار سلفا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك