المقالات

منابر حكومية


مديحة الربيعي

ما أن تتشكل الحكومات وتصبح المناصب حكراً على شخص معين هو و حاشيته,سرعان ماتتكون ملحقات الدكتاتورية الأخرى من أعلام ورجال يعرفون بصفة رجال دين,ألا أنهم يحسبون خطئاً على الدين ويدعون أنهم يعرفون الباري جل وعلا,بالاضافة الى المتشدقين والمطبلين والمزمرين,وبذلك تكتمل الصورة ويبدأ الكادر بالعمل كفريق متكامل لخدمة الحاكم الأوحدوبمجرد أن يخطو حاكمنا الجليل خطوة واحدة يبدأ التطبيل والتزمير في الأعلام والصحف,ثم يأتي دور رجل الدين الذي باتت خطبه مدفوعة الأجر,فيستغل منابر خصصت لذكر الخالق جل وعلا ولآل بيت النبوة عليهم وعلى رسولنا الكريم (افضل الصلاة وأتم التسليم),فهم أناس غيروا مجرى التاريخ,وخطوا أسمائهم في العقول والقلوب ومثلهم من يستحق الذكر على المنابر,وأذ نتفاجأ بأن المنابر الدينية قد تحولت الى منابر حكومية تمجد المسئولين والسلطة والقائمين عليها,وذكر أسم فلان وماذا حقق ؟ وماذا أنجز؟وكأنه أفضل من الأمام صاحب الذكرى الذي أعتلى خطيبنا الموقر المنبر ليذكر الناس بمصيبته وسيرته ومناقبه,والمشكلة أن من أمثال هؤلاء يستخدم بيوت الله من أجل الترويج للمشاريع الوهمية ولتغطية الفساد الأداري,وأيهام الناس بأن الأمورعلى مايرام,كيف لا وهو ينعم بخيرات السلاطين,بينما المواطن المسكين الذي يلتجأ الى بيوت الباري جل وعلا ليسمع ما ينفعه في آخرته, بعد أن ضاقت به الدنيا يتفاجأ بأن الخطب التي من المفترض أن تخصص للجانب الديني,والقيمي وتعزيز الجانب الروحي,قد تحولت هي الأخرى الى منابر حكومية سياسية بأمتياز,وربما بعد فترة نجدها تروج لمرشح معين في الأنتخابات,أن المنابر وجدت لخدمة الخالق العظيم,ولآل بيت النبوة وأرتبطت بالتحديد بأسم سيد الشهداءألأمام الحسين (عليه السلام),فأصبحت تسمى بالمنابر الحسينية لأنه رمز الفضيلة والتضحية,والأخلاص لله عز وجل ولرسالة السماء وأسمه وسيرته ومنابره,أطهر من أن تستخدم لخدمة طلاب الدنيا وأصحاب الكراسي الزائلةأن من يسعى لأستخدام سيرة آل بيت النبوة لن يضر الانفسه لأن أسمائهم وتاريخهم,أطهر من أن تستغل لصالح شخص معين,اياً كانت صفته أو منصبه,ومن ألاجدر بوعاظ السلاطين,ممن لايخلوا منهم زمان أومكان أن يثوبوا الى رشدهم,ويراجعوا أنفسهم فقدسية المنابر من قدسية أصحابها ممن أقترنت المنابر بأسمائهم,ولاتحسب بأسم خطيب حصل على أجر معين مقابل أن يمجد المفسدين,من المفترض أن لايحسب هذا الصنف من الخطباء على المنابر الحسينية,بل يجب أن يحسبوا على المنابر الحكومية والأبواق الأعلامية التي تسَوق للناس الزيف والكذب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك