فلاح المشعل
غمرت المسرة مساء أمس غالبية العراقيين وهم يتابعون إفتتاح ملعب البصرة الجديد ، خصوصا قطاع الرياضة الذي وجد فيه إنجازاً مؤجلاً منذ نصف قرن ..!حاول البعض التقليل من أهمية هذا الإنجاز وفوائده لأهالي البصرة، وهم لايختلفون بشيءعن صيغ المبالغة التي وردت في كلمة رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الرياضة والشباب عن وصفه بالصرح العظيم ، وبين هذا وذلك يبرز السؤال الأهم ؛ هل نحتاج الى ملعب بعد كل هذا الخراب الذي أصاب البصرة ؟الجواب نعم نحتاج الى ملعب في البصرة وغيرها من مدن العراق فقطاع الرياضة والشباب اغتيلت مساحات إظهار طاقاتهم بما جعلهم أسرى واقع مجدب صادر جميع حقوقهم المادية والمعنوية ..!لكن ماهو أهم للبصرة من الملعب ان نوفر معامل تحلية مياه بدل المياه المالحة وحرمانهم من الماء الحلو اي الصالح للشرب والإستعمال البشري، هذه أكثر منفعة ورحمة لأهل البصرة ، ومنذ عشر سنوات ..!سيما وانها مدينة تعطي المليارات سنويا لميزانية العراق ..!الأهم للبصرة ان نبني فيها مستشفيات ، وننجز لها مشاريعها التحية الأساس مثل المجاري والكهرباء وبناء الميناء المعطل ، وتوفير شروط النظافة والأمان وأساسيات الحياة المفقودة ومن ثم نتحول الى المشاريع الترفيهية الضرورية كالملعب وغيره .أي صرح عظيم يا أبو اسراء ، وهذا الملعب استغرق نحو خمس سنوات ومليار دولار أمريكي ..!بينما نقرأ عن ملاعب دولية بكفاءة أعلى من هذا الملعب وفي معدل زمني من ستة أشهر الى سنة ، وبكلفة لاتتعدى ربع او ثلث كلفة ملعبنا ..!؟فما الداعي للمبالغة ؟ بينما ضمير الأغلبية من المحاصرين بالبطالة والأمراض والشوارع المتربة في أحياء البصرة الفقيرة وبيوت الحواسم والتجاوز ينشدون خلاصا من هذا البؤس والتخلف ..!كلفة هذا الملعب يمكن ان تعطي لنا عشر مستشفيات حديثة وعملاقة في عشر مدن عراقية تقيم الأوبئة والأمراض وسط أهلها .أو 500مدرسة حديثة وعالمية الطراز تغطي احتياجات مدن البصرة والناصرية والعمارة بدل المدارس الطينية والتالفة والقديمة الكئيبة ..!تخطيط المشاريع وتخصيصاتها لدى الحكومة يجب ان تخضع لسياق ومبدأ الأولوية أوالقواعد في إحتياجات المجتمع والناس مثل البنى التحتية كالماء والكهرباء والمجاري والمستشفيات والمدارس والطرق والجسور والمنشأت الحديثة ، ثم تأتي الإحتياجات الأخرى ذات الطابع الترفيهي كالملاعب والمتنزهات والأبراج ..!ماحدث أزاء مشروع ملعب البصرة يتقاطع مع السياق الطبيعي لإحتياجات المجتمع البصري الضرورية والحياتية .كانت المفارقة يوم أمس حين يعلن عن إفتتاح ملعب رياضي بمواصفات عالمية في مدينة الثروة النفطية ، في وقت يحرم أهلها من الماء الحلو وتنعدم فيها شروط النظافة والحياة الحديثة ..!
https://telegram.me/buratha